يستعد الشعب المصرى والأمة الإسلامية بعد أيام قليلة لعيد الفطر المبارك وسط أجواء اقتصادية صعبة، أخفت ملامح فرحة قدوم العيد ومن قبلها أجواء شهر رمضان الكريم، حيث يأتى عيد الفطر بعد ارتفاع سعر الدولار والقرارات الاقتصادية الأخيرة والتى أدت لارتفاع أسعار الحلوى واللحوم والدواجن والأسماك والملابس في المجمعات الاستهلاكية أو فى منافذ البيع الخاصة، وفشل الحكومة في إيجاد حلول للسيطرة على الأسعار.
وذلك الذى دفع «أهل مصر»، لاستطلاع آراء المواطنين لمعرفة كيف يتم الاستعدادت لعيد الفطر المبارك وسط تلك الأجواء الاقتصادية الصعبة وما يتطلبه المواطن محدود الدخل ليعيش أجواء العيد كما كانت من قبل.
قال نادر توفيق، يعمل فرد أمن بأحد المولات: "1500 جنيه يعملوا إيه لأسرة من 4 أفراد"، وأضاف أنه بزيادة هذه الظاهرة نتج عن ذلك عدم المقدرة على الوفاء بالالتزامات التي كانت الأسرة تقوم بها فى السابق، فمثلا إذا مرض أحد أفراد الأسرة لا أستطيع الاهتمام به صحيا بسبب ارتفاع تكلفة الفاتورة الصحية، مشيرا إلى أنه من الصعب توفير ملابس العيد للأسرة بسبب الارتفاع الرهيب فى أسعار الملابس الجاهزة.
جولة في "سوق الملابس" قبل عيد الفطر.. الأسعار نار.. وحركة الشراء لم تتغير
وأكد عن عدم استطاعته لتوفير حلوى العيد للأسرة قائلا "لو أمى خبزت وعملت يبقى خير وبركة"، وأن مجئ شهر رمضان عقب انتهاء فترة الدراسة مثل له عبئا ماديا كبيرا حيث تُعد تلك الفترة مُنهكة له ماديا بسبب الدروس الخصوصية والتى كان يخصص لها شهريا 600 جنيه مما كان يدفعه للاستدانة من الأقارب والأصدقاء وتبعها شهر رمضان والذى كانت تكلفة وجبة الإفطار وما يشملها من عصائر فقط 100 جنيه كحد أدنى وأيضا تكلفة ما يليها من وجبة السحور والحلويات.
واستكملت «أهل مصر»، جولتها بين المواطنين لدراسة مدى تأثير القرارت الاقتصادية والارتفاع الكبير فى الأسعار على تجهيزات العيد، فقال ( أم ) مُوظف قطاع حكومى: " لو اشتريت لبس للأولاد مش هشترى حلويات العيد"، مشيرا إلى أن الارتفاع الكبير فى أسعار حلوى العيد وما يقابله أيضا من ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة.
وأضاف أن كل ما يتردد من الحكومة حول السيطرة على الأسعار وضبط السوق، ما هى إلا أكذوبة تطل علينا بها الحكومة يوميا كنوع من المسكنات والمهدئات للشعب الذى قد طفح به الكيل، وأن كل القرارت الاقتصادية الأخيرة لم يشعر بسلبياتها غير المواطن محدود الدخل "هنجيب منين".
ومن جانبه أعلن الدكتور علي المصيلحي وزير التموين أن حالة الطوارئ بدأت داخل وزارة التموين والتجارة الداخلية، استعدادًا للعيد، وذلك لتوفير جميع السلع الأساسية والغذائية للمواطنين، حيث أعلن الوزير، أن الخطة تتضمن طرح كميات كبيرة من السلع الغذائية في فروع المجمعات الاستهلاكية الثلاثة، "النيل، والأهرام، والإسكندرية"، ومنافذ شركات الجملة والسيارات المتنقلة، استعداد لتوفير احتياجات المواطنين، خاصةً الدقيق، والسكر، والأرز، والزيوت، والمكرونة، واللحوم الطازجة، والمستوردة، والبيض، والأسماك، والدواجن المجمدة والرنجة، وجميع السلع، وذلك بأسعار مخفضة.
«الزراعة»: كيلو «الكحك» بـ40 جنيه
وتضع وزارة التموين، خطة عمل للإدارة العامة لمباحث التموين، لضمان توافر كافة السلع والخدمات الخاصة بعيد الفطر، وفي مقدمتها ضمان توافر اللحوم، والدواجن، والخضروات، والفاكهة، بالإضافة لتوافر السلع الاستراتيجية كالسكر والأرز والمكرونة والزيت والدقيق.
وفى نفس السياق، أكد يحيى زننيرى رئيس شعبة الملابس بالغرف التجارية فى تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن القرارات الاقتصادية الأخيرة أثرت على سوق الملابس بشكل عام سواء المحلى أو المستورد، حيث كانت لها تأثير على الجميع سواء الملابس الجاهزة المستوردة أو المنتج المحلى ولكن المستورد تأثر بنسبة أعلى وتأثر بالقيمة الحقيقية للدولار فالزيادات من ١٢٠:١٠٠ أما بالنسبة لمصانع الإنتاج المحلى فكان لدينا بعض الوافرات والأقمشة، فكانت نسبة الزيادة من ٦٠:٥٠℅، مشيرا إلى أن هذه الزيادة ستزيد فى الصيف.
فيما أكد الأستاذ محمد وهبة رئيس شعبة القصابين بالغرف التجارية في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن نسبة ارتفاع الأسعار مقارنة بالشهر الماضي قد بلغت 5% ونسبة الركود مقارنة بالشهر الماضي 50%، كما أن اللحوم المستوردة إذا كانت حية تستغل منه الدولة 80% والقطاع الخاص بنسبة 20%، مشيرًا إلى أن الشعبة تسعى جاهدة لتوفير اللحوم بأسعار تناسب محدودى الدخل.
وأوضح أحمد جعفر رئيس شعبة الأسماك، أن الأسعار انخفضت بنسبة 40% مقارنة بالشهر الماضي بسبب شهر رمضان حيث تقل كمية شراء الأسماك خلال هذا الشهر، مضيفًا أن الشعبة تقوم بالإجراءات اللازمة لتسهيل وتخفيض الأسعار للمواطن بالإضافة إلي أن الشعبة قامت بإرسال خطاب لرئيس الجمهورية لتطهير البحيرات والعمل علي ضبط منظومة الأسماك.
كما أفاد الأستاذ عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن في تصريح خاص، أن الشعبة تعمل علي تخفيض أسعار اللحوم البيضاء، وذلك بالتعاون مع الحكومة والمجامع الاستهلاكية بالاتفاق علي سعر موحد حتي لا يقوم التجار برفع الأسعار، كما نوهّ إلى الحذر واتحاذ اللازم تجاه احتكار السلع فى السوق.
يذكر أنه قد بدأت وزارة التموين بالتعاون مع شركة القاهرة للمطاحن، بتوفير "حلوى العيد" وذلك بتخفيض يصل لـ30%، وذلك استكمالا لما بدأته الوزارة خلال شهر رمضان، بطرح معرض أهلا رمضان وذلك بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة والاتحاد العام للغرف التجارية.