رغم كل الظروف والتحديات التى مرت بها مصر، لم تستطع إيران -مع كثرة محاولاتها- أن تتسلل إلى قلب القاهرة بأي طريقة، وكما هو المعتاد على مدار السنين، فإن طهران لم تجد أي وسيلة لتكسب ود المصريين؛ لعلمها بأهمية كسب العلاقات معها واتخاذها كحليف لها، يزيد من قوتها في المنطقة.
وعلى النقيض تماما، ارتمت الدوحة في أحطان "طهران"، بل وقبلت الأيادي، في كثير من المواقف، رغم عدم حاجتها، إلا لحب الظهور.
وتُبرِز "أهل مصر" في التقرير التالي، الفارق الجوهري بين مصر وقطر فيما يتعلق بأهمية "الوطن العربي، والقومية العربية"، والذي ظهر جليا حين تعرضت الدولتان لأزمتين اقتصاديتين، كان سببهما الرئيسي تخلي المملكة العربية السعودية..
◄أرامكو مصر►
العام الماضي، ألغت شركة أرامكو السعودية، مد مصر بكميات النفط المتفق عليها، وهو ما وضع الحكومة المصرية في مأذق، إذ لن تتمكن من سد العجز في الوقود، وهو ما استغلته طهران، بشكل سريع، لتعرض على القاهرة بعض المنتجات النفطية لشهر أكتوبر، الأمر الذي رفضته مصر، رغم حاجتها.
وعلقت الصحف الإيرانية، "تُرى هذه الحركة كتصعيدٍ في العلاقات بين السعودية ومصر، بعد تصويت القاهرة لصالح مشروع قرار روسي في سوريا والذي تعارضه السعودية بشدة، وكانت السعودية تؤيد مشروع قانون فرنسي والذي طلب إنهاء الضربات الجوية على معاقل المعارضة في حلب".
وقال المتحدث باسم وزارة البترول، حمدي عبد العزيز، إن الشركة السعودية أرامكو أبلغت شفهيًا الهيئة العامة للبترول في وقتٍ سابق من هذا الشهر، بأنّها سوف توقف إمداداتها بالبترول لهذا الشهر، بدون إبداء أي أسباب.
ومستحقات الغاز خلال الشهر، تبلغ قيمته ما يساوي 700 ألف طن، وفق ما أعلنت وزارة البترول.
وأكد عبد العزيز، أنّ قرار شركة أرامكو غير مرتبط بتصويت مصر في مجلس الأمن، وأكدّ أن القرار قد وصل إلى القاهرة قبل التصويت.
وأضاف: أخبرتنا أرامكو بخصوص هذا الموضوع قبل اجتماع مجلس الأمن، وهذا قرار تجاري وليس سياسي، ومن الطبيعي أن تتأخر بعض الشحنات.
◄دوحة طهران►
بعد أن وجدت قطر نفسها وحيدة، خاصة بعد مقاطعة الدول العربية لها، بدأت تصريحات أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى، تظهر التى امتدح فيها دور طهران، قائلا: إن بلاده نجحت فى بناء علاقات قوية معها، نظرًا لما تمثله إيران من ثقل إقليمى وإسلامى لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار فى المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة، فيما وصف حزب الله بالحزب المقاوم"، على حد زعمه.
ولقيت تصريحات "تميم" الرضا الإيراني، بعدما ردت وسائل الإعلام الإيرانية، بأن قطر ضحية مؤامرات سعودية وأمريكية فى المنطقة، زاعمة أن هناك مؤامرة تم طبخها وراء الستار بين الرياض وواشنطن بشأن قضية التطرف، كى يتم إغفال الدور السعودى فى نشر الارهاب وبدلا منها تُتهم قطر.
فى السياق نفسه، دافعت وكالة تسنيم الإيرانية، عن الدوحة وزعمت أن تميم تراجع عنها إثر ضغوط سعودية، وزعمت وكالة تسنيم الإيرانية، وجود خلافات بين قطر والمملكة العربية السعودية، متابعة: "إن قطر مستاءة من تعزيز السعودية لدورها الإقليمى فى المنطقة والتى تسعى لعزلة سائر الدول العربية على حد تعبيره، لذا تسعى قطر لانتهاج سياسة مستقلة للتقارب مع باقى الدول العربية.