"اليوم قد تم الجلاء".. 61 عاما على "طرد" آخر جندي إنجليزي من الأراضي المصرية

في مثل هذا اليوم من كل عام، تحتفل مصر بعيد الجلاء، وهو تاريخ جلاء آخر جندي إنجليزي في القوات الاستعمارية البريطانية عن الأراضي المصرية عام ١٩٥٦، استنادا لاتفاقية الجلاء الموقعة بين مصر وإنجلترا، والتى كان رمزها صمود الشعب المصري.

قبل ٦١ عاما وبالتحديد فى يوم (18 يونيو عام 1956)، رفع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر العلم المصري على مبنى البحرية في بورسعيد، حيث كان آخر مكان تم إخلاء القوات الإنجليزية منه في منطقة القناة، ومنذ ذلك اليوم أصبحت مصر حرة مستقلة تملك السيطرة الكاملة على أراضيها بعد مرور سبعون عاما من الاستعمار البريطاني، واحتفل الشعب منذ ذلك التاريخ بعيد الجلاء، يوم خروج آخر جندى محتل عن الوطن.

"وعيد الجلاء "، هو العيد الذي تزهو فيه الأوطان بذكرى جلاء المستعمر الغاشم عن أراضيها لتنعم بالحرية التي تم انتزاعها بتضحيات جسيمة، وأرواح زهقت لأبطال قدموا لوطنهم أغلى ما يملكون، فاسترخصوا دماءهم الذكية فى سبيل عزة ومنعة كل ذرة تراب من أرض هذه الوطن، ملقنين القوى الاستعمارية دروسا في البسالة والإباء لنيل الاستقلال.

ويحمل عيد الجلاء في مصر ذكرى توصل مصر وبريطانيا في عام 1954 إلى اتفاق مبدئي بشأن المبادئ الرئيسية لمقترحات الاتفاقية النهائية الخاصة بجلاء القوات الإنجليزية عن الأراضي المصرية التى وقعت في 15 أكتوبر من نفس العام ونصت على الجلاء الكامل للقوات البريطانية عن الأراضي المصرية خلال 20 شهرا من تاريخ توقيع الاتفاقية، وإلغاء استخدام مصطلح "التحالف" الذي تم الاتفاق والتوقيع عليه في لندن في 26 أغسطس عام 1936، ومذكرات التفاهم المتبادلة بين الطرفين واتفاقية الإعفاءات والصلاحيات التى منحت للقوات الإنجليزية في مصر وكل الاتفاقيات الجانبية.

واتفق الجانبان المصري والبريطاني في اتفاقية الجلاء على إعلان قناة السويس مجرى مائي للاقتصاد الدولي والتجارة، بالإضافة إلى أنها جزء لا يتجزأ من الأراضي المصرية، وأعرب الطرفان عن قبولهما للاتفاقية التي وقعت في 25 أكتوبر عام ١٨٨٨ عقب (الاحتلال البريطاني لمصر) والتي تتيح حرية الملاحة في القناة.

وجلاء الإنجليز عن مصر، كان بمثابة شرارة انطلاق للكثير من الثورات ضد المحتل الأجنبي عن أرض الوطن العربي من محيطه لخليجه، والذى احتضنتها الثورة المصرية حتى نالت الشعوب حريتها، فعبر التاريخ الطويل كان ومازال الوطن العربي مطمعا لدول أجنبية استعمارية، وشهدت أراضيه صراعات دامية سطر فيها أبنائها ملاحم من البطولات التي خلدها التاريخ وأدت إلى جلاء المستعمر وتحقيق الاستقلال.

وإلى يومنا هذا مازال جزء من الأرض العربية يرزخ تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وباتت القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى وشغلهم الشاغل، ومازال الكيان الغاصب لا يؤل جهدا في العمل على تهويدها، ويبذل محاولات مستميته لطمس عروبتها، ومازالت جذوة المقاومة لم تنطفئ، رغم ما قدموه من قوافل الشهداء على مر العقود ومازالوا يناضلون بكل طاقاتهم لنيل الحرية والتخلص من الاستعمار الإسرائيلي ورفض جميع أشكاله.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً