يتراءى للمؤمن أيا كانت درجة إيمانه أن رحمة الله وسعت كل تفاصيل الحياة حيث منّ الله عز وجل على سائر الطوائف بأعياد تبدد تعب الحياة وتمد البشر - باختلاف مللهم- بطاقة روحانية تساعدهم على بث الحياة في نفوسهم ومقاومة ضنك المعيش.
وفي نظرة للدين الإسلامي نجد أن الله تعالى قد رد للمسلمين حلاوة الدنيا بعد طول اعتكاف عنها.
حيث وهب لهم عيد الفطر المبارك بعد شهر رمضان الكريم كي تقر شهواتهم وأرواحهم مما أحل الله لهم مكافأة لهم على طاعاتهم.
وبالرغم من تطابق الطقس الديني في الدول الإسلامية وتشابه بعض المظاهر الثقافية إلا أن كل دولة تضفي لمستها المميزة التي تجعل للعيد بها مذاق ورائحة تهيم في قلوب من يرتبط وجدانيا بهذه الثقافة وإن كان العرق مختلفا
حيث تغوص كل دولة في ثقافتها الشعبية التي تعبر عن أفرادها وطريقة تطبيقهم للحياة الدينية وجعلها مظهر اجتماعي يحتضن كافة طوائف الشعب.
مصر:-
تعد مصر من أهم الدول التي لها لمسة خاصة في الاحتفال بالعيد حيث تتردد في أرجاء الشوارع أغاني الفلكلور المرتبطة بحلول العيد وتزدان الشوارع بمختلف الزينة وبأنوار مختلفة الألوان فتهل روح العيد في وجدان كل شخص أيا كان دينه وأحيانا يأتي العديد من السياح العرب لقضاء العيد فيها.
ويقوم الأهالي بشراء الملابس لأطفالهم وإعطائهم عيدية لمكافأتهم على ما أدوه من طاعات في شهر رمضان وتصنع النساء الكعك والبسكويت ويضيفون لها النقوش الفنية التي تسري في نفوسهم البهجة.
وفي صلاة العيد يتم افتراش ساحات الصلاة بسجاجيد جديدة وتمتلئ الشوارع ببائعي الفرحة من بلالين وطرابيش وألعاب للأطفال ثم تذهب كل أسرة لزيارة عائلتها وتواصل الأرحام وفي المساء تبدأ السهرة سواء غنائية أو سينمائية أو خروجة عائلية.
الإمارات:-
تقطتف النساء قبل العيد بشهر أو اثنين أوراق الحناء لتجفيفها وسحقها ونخلها وتبقى حتى ما قبل العيد بأسبوع حيث تعجن الحناء بالليمون المجفف لكي يتم نقشها على كف اليد وأيضا يسارعن لتفصيل ملابس العيد.
وفي الزيارات العائلة والشوارع يتم تبادل التهاني بين أفراد كل منطقة وبعد الصلاة يجتمعون حول فوالة العيد لتناول المأكولات والحلويات الشعبية كالهريس والخبيص والحلوى العمانية...إلخ.
أما الأطفال فيذهبون للأقارب والجيران للحصول على العيدية مرددين الأغنية الشعبية "عطونا عدية عطونا من مال الله، الله يخلي عبد الله"، بالإضافة إلى تزيين الشوارع وامتلائها بالفرق الشعبية للاحتفال بهذا اليوم.
المغرب:-
يذهب الأفراد من الجنسين لتفصيل "الجلابية" الزي التقليدي الوطني لما له من دلالة توضح العديد من العادات الموروثة
ويتم اصطحاب الأطفال للتنزه وشراء البالونات والتقاط صورا تذكارية لهم لتخليد هذا اليوم.
تركيا:-
تستعد تركيا للزيارات العائلية من خلال تخزين علب الحلوى بمختلف أنواعها كي تقدم للضيوف ويتجول الأطفال بين البيوت للحصول على الحلوى والسكاكر والألعاب وكحال كل العالم الإسلامي فترة أيام العيد تنشط المحلات التجارية التركية لشراء كل تجهيزات العيد.
ماليزيا:-
تحتفل الحكومة مع الشعب حيث تخصص مبلغ مالي للوزراء باختلاف دياناتهم لإقامة مائدة طعام للشعب وتوفد السياح من أوروبا وأمريكا للمشاركة في الاحتفاليات.
إيران:-
يذهب الرجال والنساء لتأدية الصلاة ومن ثم يجلسون للتسامر وشرب العصائر وفي محافظة أخرى لا يتناولون الإفطار بعد الصلاة حدادا على مرور شهر رمضان وعند بزوغ الشمس يذهبون للمسجد لتأدية زكاة العيد ومن ثم يفطرون.