اعلان

باحثون مصريون يرصدون تعامد شمس الظهيرة على معبد إدفو فى يوم عيد الإله حورس

نجح فريق من الباحثين المصريين، فى رصد ظاهرة فلكية جديدة، داخل معبد إدفو الأثري، بأسوان، حيث أنارت اليوم الاربعاء أشعة شمس الظهيرة قدس أقداس معبد أدفو حيث سقطت ثلاثة أعمدة من الضوء بشكل عمودي من الفتحات الصغيرة الموجودة بسقف قدس الأقداس لتنير القمة الهرمية للناووس الذي كان يحتوي في الماضي تمثال المعبود "حورس " الذى شيد معبد ادفوا لعبادته، والسطح العلوى للمذبح المقدس المخصص لتقديم القرابين للمعبود والسقفية العلوية لمقصورة القارب المقدس المخصص للمعبود "حورس".

وقال الدكتور أحمد عوض، رئيس الفريق البحثى المصرى، الذى يتولى رصد أربعة عشر ظاهرة فلكية فى المعابد المصرية القديمة - ويضم رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، ايمن ابوزيد، والباحث فى شئون علوم المصريات، الطيب عبدالله – إن العناصر المعمارية الثلاث تمثل المكونات الرئيسية داخل قدس الأقداس حيث يعد قدس أقداس معبد "أدفو" هو قدس الأقداس الوحيد دون سائر المعابد المصرية القديمة الذي تم تشيد ثلاث فتحات مربعة صغيرة في سقفه حتى يتم توغل الضوء منها إلى داخله بشكل عمودي مرة واحدة في العام في اليوم الموافق 216 وهو يوم الإنقلاب الصيفي، وعليها يأتي موعد ذلك الحدث الفلكي مع موعد أعياد المعبود "حورس" حيث تتعامد أشعة شمس الظهيرة التي تمثل المعبود "رع حور آختي" وما يمثله ضوء أشعتها من تجسيد لقوى الحياة والفتوة المقترنة بطبيعة الحال بالمعبود "حورس" على المكونات المعمارية الرئيسية داخل قدس الأقداس لتصبغ قوى الحياة الفتية على صورة المعبود الموجودة داخلها، وجدير بالذكر أن المصري القديم قد قدس شمس الظهيرة بإعتبارها تجسيد سماوي للمعبود "رع" في طور شبابه وفتوته، أما عن معبد "أدفو" فمحوره الرئيسي جاء على المحور الشمالي الجنوبي ومن هنا نجد أن المصري القديم قد أكد بلا مجال للشك على تجسيده لتلك الظاهرة داخل قدس أقداس معبد "أدفو" وذلك من خلال توجيه المعبد على هذا النحو وتنفيذ قدس أقداسه بثلاث فتحات بالسقف متركزه أعلى المكونات الرئيسية داخله.

ويقول أيمن ابوزيد، أن ظاهرة تعتمد الشمس على المعابد المصرية القديمة لا تقتصر على وقت الشروق فقط وإنما تقترن بثلاث مواقيت قدس فيها المصري القديم أطوار الشمس دون غيرها فقد قدس المصري القديم طور شروق الشمس باعتبارها تجسيد طور ولادة معبود الشمس (رع) في صورته (خبري).

كما قدس المصري القديم شمس الظهيرة باعتبارها تجسيد الطور شباب المعبود الشمس (رع) في صورته (رع حور اختي) كما قدس طور غروب الشمس والذي يجسد طور كهولة معبود الشمس (رع) في صورته (اتوم) وعليها وضع المصري القديم تصوراته عن ظاهرة تعامد اشعة الشمس لأحد هذه الأطوار الثلاثة بحيث تحقق توافق بين دلالتها الدينية وبين أليفة اللاهوتية المعبد التي يتم فيه تلك الظاهرة فعلى سبيل المثال يأتي تعامد اشعة الشمس على معبد أبوسمبل في وقت الشروق بحيث تنصب أشعة الشمس على وجه تمثال الملك داخل قدس الاقداس حتى يبعث فيه قوى الحياة من خلال أشعة الشمس ومن خلال اقترانها بطور ولادة المعبود الشمسي (رع) والذي يحمل معه قوى البعث والحياة من جديد.

ويقول الطيب عبد الله، إن تعامد الشمس وقت الشروق على معبد الكرنك بنفس المغزى الديني ولكن بتعبير فلكي معماري مختلف عن معبد أبوسمبل فاشعة الشمس تتعامد على المحور الرئيسي المعبد متجهة من مقصورة قدس اقداسه إلى البوابة الرئيسية بين صرحي المعبد الخارجيين وهو ما يعني بدوره عن الوظيفة اللاهوتية المعبد بوصفه البرزخ السماوي الذي يشرق معبود الشمس منه ليعطي الحياة لعالم البشر.

وقد جاءت هنا ظاهرة تعامد الشمس وقت الشروق حتى تقترن بهذا المعنى الديني وحتى تتوافق مع طور ولادة معبود الشمس وقت الشروق لما يحمله من قوى الحياة والتجديد طبقا للرؤية الدينية المصري القديم ويدعم ذلك الطرح ما نجد عليه في عمارة مقصورة قدس اقداس معبد الكرنك حيث نجدها قد شيدت بباب خلفي وآخر أمامي حتى تحقق المعنى الديني السابق ذكره بشكل واقعي.. فاشعة الشمس هنا تدخل من الباب الخلفي وكأنها تهاجر العالم الآخر لتتسلل إلى الباب الامامي القدس الأقواس لتظهر جلية للاشهاد على نفس المحور الرئيسي المعبد بين صريحه الرئيسيين وهي الصورة التي جسدت في علامة الأخت عند المصري القديم.

أما في معبد ادفو فتأتي الظاهرة اقتران بوقت ظهيرة الشمس وذلك الاقتران المعبود (حور) الذي كرس معبد ادفو وعبادته بكرة شباب المعبود الشمس رع هذا بالإضافة لاقترانه بالصورة الإلهية للملك التي يصبغ عليها بطبيعة الحال طور الفتوة والشباب الدائم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً