منذ 4 سنوات فقط كانت خريطة دول حوض النيل البالغ عددهم 11 دولة يصب في مصلحة إثيوبيا ورئيس وزرائها السابق زيناوي، فأوغندا وكينيا وجنوب السودان وتنزانيا ورواندا هي دول ذات ولاء أثيوبي واضح، أما الكونغو الديمقراطية وإريتريا السودان ومصر ظلوا مستقلين وإن لم يجمعهم حلف مضاد.
تلك الخريطة تتعرض الآن للتغيير والتبديل فيما يشبه بـ "قصقصة الريش الأثيوبي" الذي ظهر به رئيس الوزراء الأثيوبي الحالي في المؤتمرات أو اللقاءات الرسمية التي تستعرض أهم مشكلات القارة السمراء.
وخلال الفترة الأخيرة بدا ذلك بصورة أوضح فاتهامات أديس ابابا طالت مصر وجنوب السودان وإريتريا، بجانب تحفظات على كينيا وأوغندا، فيما بدا انقلاب الطاولة على بلد منبع نهر النيل وأحد أكبر الدول سكانًا في القارة السمراء.
إريتريا
العداء الواضح بين إثيوبيا وإريتريا مستمر ولكنه يأخذ شكل أكثر شراسة خاصة بعد أن اتهمت أديس أبابا حركة "قنبوت سبات" بأنها وراء المحاولة الأخيرة للهجوم على سد النهضة، مضيفة أن ذلك يأتي بتمويل من إريتريا.
وجددت تلك الاتهامات الصراع بين إثيوبيا وإريتريا منذ أن أعلنت الأخيرة عن استقلالها في سبعيينات القرن الماضي وخوضها حرب ضد أديس ابابا من أجل الاستقلال.
هذا الصراع تحول إلى مواقف سياسية مثل رفض إريتريا لاتفاقية «عنتيبي» التي طرحتها أديس ابابا في عام 2010 لإعادة توزيع مياه نهر النيل.
كينيا
منذ أيام تعرضت كينيا إلى موجة من الجفاف جعلها تصب جام غضبها على دولة "إثيوبيا" بأعتبار أن الأولى هي دولة المنبع والأخيرة صاحبة أكبر حصة في مياه النهر الخالد.
تعرض 2.5 مليون كيني للخطر دفع وسائل الإعلام الكينية إلى هذا الهجوم وإن كان الأمر يسير في نهجه الطبيعي بالنسبة لمصر خاصة أن كينيا لم تكن الدول الحليفة لكن الهجوم على أديس ابابا أشبه بمثابة تمرد علني تقوم به الحكومة الكينية التي عاشت سنوات طويلة في كنف الرعاية الإثيوبية.
اوغندا
لم تكن أوغندا في يوم من الأيام بالدولة التابعة، فموقعها واستقلالها واقتصادها دفعها أن تكون ضمن الدول الكبار في أفريقيا وإن كانت مصالحها خلال السنوات الماضية كانت جنبًا إلى جنب مع إثيوبيا، إذ أن أوغندا لديها هي الآخرى حلم تنمية كبير من خلال بناء سدود على نهر النيل.
التوازن كان شعار أوغندا خلال الفترة الماضية فكان التقارب مع مصر أحد أبرز السياسة الجديدة للحكومة الأوغندية وتمثل هذا التعاون في منح مصرية وتعاون في تنمية الموارد المائية.
موقفها الواضح والداعم لمصر على طول الخط كان هو سبب الجفاء بين الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وتمثل ذلك في رفض الكونغو لاتفاقية عنتيبي ثم إدانتها الواضحة لمشروع سد النهضة باعتباره مؤثرًا على تدفق مياه نهر النيل.
تقع منابع النيل الأبيض بالقرب من روافد " بحر العرب " جنوبي السودان وتفصلهما مسافة 50 كم عن رافدي نهر الكونغو " الاوبنجي " و " البوميو " ويمكن شق عدد من القنوات المائية لرفع منسوب روافد نهر الكونغو لتصب في مجرى روافد بحر العرب ومنها تصب في مجرى نهر النيل الرئيس جنوبي السودان حتى مصبه في دلتا مصر على البحر المتوسط خلاله تحصل مصر على 50 مليار م3 سنويا من المياه الفائضة التي تهدر في المحيط الأطلسي ما يزيد مساحة أراضيها الزراعية نحو 5 ملايين فدان ويمكن أن تستفيد ليبيا من مياه نهر الكونغو في حال شق قناة ثانية من غرب السودان بإتجاه الشمال وإلى جنوبي الصحراء المصرية إلى جنوبي غرب الحدود الليبية وبذلك تستفيد منه ثلاثة دول عربية، وتوجد إمكانية أخرى لإقامة سد على " بحيرة موبوتو " لرفع منسوب المياه فيها لزيادة حصة أوغندا ومصر.
في حال تنفيذ مشروع نقل مياه نهر الكونغو إلى مجرى نهر النيل، يمكن أن يتبعه تنفيذ مشروع استثمار مساقط " شلالات ستانلي فيل وليفنجستون " على نهر الكونغو لتوليد الطاقة الكهرومائية المقدرة نحو 50 ألف ميغا وات وهي تساوي عشرات أضعاف الطاقة المنتجة من السد العالي ليجري ربط شبكات الكهرباء في كل من زائير، والكونغو، وأوغندا، والسودان، ومصر وفي مرحلة لاحقة بقية الدول الأفريقية ومن مصر المشتركة بمشروع شبكات الكهرباء، الشرق أوسطي، الذي تعرقل تنفيذ مراحله النهائية مع كل من الأردن؛ وسوريا؛ ولبنان؛ والعراق وتركيا، منشآت الطاقة في مشروع ال GAP " ومن الأخيرة سيربط بالشبكة الكهربائية الأوروبية.