أظهرت دراسة حديثة أجراها علماء مناخ في الولايات المتحدة، حول الاحتباس الحراري في القارة القطبية الجنوبية، مجموعة من الإشارات المقلقة عن ذوبان الكتل الجليدية في الجزء الغربي من القطب الجنوبي. والتي ظهرت على شكل هطول أمطار في ذلك المكان.
احتل خروج الولايات المتحدة مؤخراً من "اتفاقية باريس" للتغير المناخي المشهد الإعلامي خلال الأسابيع الأخيرة، ناهيك عن النداء الذي وجهه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لكل الخبرات الأجنبية أملاً منه في مكافحة هذه الظاهرة المناخية المخيفة. حتى أن العلماء أنفسهم أصبحوا قلقين من الإشارات المخيفة التي يراقبونها منذ سنوات عديدة. بحسب موقع "نوميراما" الفرنسي.
وظهرت في أحدث طبعة من مجلة "نيتشر كومينيكيشن" مقالة تحدثت عما وجده علماء المناخ في معهد "سكريبس لعلوم المحيطات" وجامعة "أوهايو" بأن هناك تغير وعدم انتظام في طبيعة المناخ الأمر الذي تسبب في هطول أمطار على غربي القارة القطبية الجنوبية.
واعتبرت هذه الظاهرة نتيجة لعوامل عديدة، وخصوصاً ارتفاع درجات الحرارة في الغلاف الجوي وفي المنطقة البحرية هناك، وأرجع العلماء الذين قاموا بتحليل ظاهرة التغير المناخي هذه إلى الذوبان غير الطبيعي لإحدى سطوح قطعة من القارة المتجمدة التي تمثل مساحتها ما يقارب 770 ألف كم مربع وهي أكبر بقليل من مساحة ولاية تكساس الأمريكية.
يشار إلى أن أكبر جرف جليدي "روس" الذي كان يتموضع في القارة المتجمدة ذاب بسبب ظاهرة الـ"نينو" وهو الاسم الذي يطلق على اضطراب حركة الدوران الجوي بين خط الاستواء والقطبين المتجمدين والتي تمنع بدورها صعود الهواء البارد مجدداً.
وتتسبب هذه الظاهرة بخلق الهواء الساخن والرطب في آن واحد، ما يؤدي إلى ذوبان سطح الأنهار الجليدية الضخمة. ومع عملية التكثف لبخار الماء فإنه في نهاية المطاف نحصل على أمطار غير اعتيادية، تسهم بشكل أكبر في ذوبان الثلوج السطحية.
ولا تزال القارة القطبية الجنوبية تعتبر المكان الأكثر برودة على سطح الكوكب، وفقط مع هذا النوع من الظواهر فإن العواقب ستكون وخيمة سواء على ارتفاع درجات الحرارة أو بارتفاع منسوب مياه المحيطات في المستقبل.
كما أن تكسر جزء من الكتلة الجليدية الجنوبية أمر ممكن وهو ما سيكون سبباً مباشراً ومفاجئاً لارتفاع منسوب مياه المحيطات علماً أن القارة الجنوبية لوحدها يمكن لجليدها رفع منسوب المياه إلى أكثر من 3 أمتار.