المصرفية داليا عبدالقادر: الاستثمار فى البشر أفضل من البترول.. والتنمية المستدامة هي الطريق للعبور للمستقبل

المصرفية داليا عبدالقادر: الاستثمار فى البشر أفضل من البترول

التنمية المستدامة مستقبل البلاد للعبور للمستقبل

البنوك المصرية مطالبة بتنمية وتدريب الشباب وتسويقهم فى الدول الأوروبية

الجهاز المصرفى ضخ أكثر من 3 مليارات جنيه فى المسؤولية المجتمعية

"العربى الأفريقى" يحتل المركز الثالث عالميًا فى التنمية المستدامة

محفظة القروض سجلت 5 مليارات دولار نهاية 2016 تعادل قرابة 100 مليار جنيه

الدكتورة داليا عبدالقادر، رئيس قطاع الاستدامة والتسويق والإعلام بالبنك العربى الأفريقى الدولى، ورئيس لجنة التنمية المستدامة باتحاد بنوك مصر، واحد من رواد القطاع المصرفى فى مصر والشرق الأوسط، وساهمت فى تنمية القطاع وتطويره خلال مشوارها المهنى ولا تزال تؤدى دورها فى هذا الشأن، وتؤمن عبدالقادر بأن القطاع المصرفى فى مصر قادر على إحداث نقلة نوعية، ليس فقط فى النمو الاقتصادى، ولكن أيضًا من ناحية التنمية المجتمعية، وأوضحت الخبيرة المصرفية فى حوار خاص أن البنك يعمل على برامج الاستدامة والمسؤولية المجتمعية منذ ١٥ عامًا مضت، مشيرة إلى أنه أول من بدأ فى تفعيل مؤسسة مجتمعية، والتعريف بأهمية المخاطر البيئية وترسيخ قواعد الحوكمة الرشيدة.. وإلى نص الحوار

*بداية..ما هو مفهوم التنمية المستدامة؟

- مفهوم الاستدامة يقتضى تحقيق مستوى معيشة لائق للجميع، دون تعريض احتياجات الأجيال المقبلة للخطر، ويرتبط بثلاثة مبادئ رئيسة، هى المساواة والعدل فى توزيع الدخل، والحفاظ على البيئة، وأخيرًا الحوكمة ومقاومة الفساد.

*ما هو حجم قروض البنك العربى الأفريقى المتوقعة لعام 2017؟

- يخطط البنك العربى الأفريقى، لضخ قروض جديدة بقيمة تصل إلى 20 مليار جنيه، خلال العام الجارى، فضلًا عن تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فى نصفه الثانى، إجمالى محفظة القروض سجل نحو 5 مليارات دولار نهاية 2016 تعادل قرابة 100 مليار جنيه، وفقًا لأسعار الصرف المسجلة آخر ديسمبر، ويسعى البنك لزيادتها إلى 120 مليارًا فى العام الجارى.

*ماذا عن الودائع؟

- البنك العربى الأفريقى يسعى لجذب نحو 24 مليار جنيه، وسجلت مدخرات البنك نهاية سبتمبر الماضى، 10.1 مليارات دولار، وفقا للقوائم المالية المنشورة، واستراتيجية العام الحالى، تستهدف حصة سوقية إضافية، من نشاط القطاع المصرفى بنسبة 0.5 – %1، فيما فضل الاحتفاظ بالحصة الحالية لمصرفه.

* ما هى خططكم لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة؟

- البنك يعتزم البدء فى وضع خطة لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فى النصف الثانى من العام، ورفع عدد فروعه المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية لـ100 فى نهايته بزيادة 9 فروع عن عددها فى 2016، وافتتح البنك فى الربع الأول من العام الماضى 3 فروع جديدة، بمحافظات دمياط، والإسماعيلية، والقاهرة، فى ظل خطة تستهدف توسيع عدد الفروع بمحافظات الصعيد، والدلتا، والإسكندرية، والتواجد بالمراكز التجارية الجديدة.

*كيف كان العمل فى مرحلة تطوير العشوئيات، وهل واجهتم مشكلات؟

- أعمال تطوير البنية التحتية فى العشوائيات صاحبها لجنة للتواصل مع الأهالى بالمناطق المستهدفة، وتقديم توعية على مدار 13 اجتماعًا، حضره 300 فرد من المناطق المستهدفة، والعمل على تحسين البيئة وإزالة المخلفات، وإزالة القمامة من أكثر من 25 موقعًا، وعقد ورش عمل للأهالى للحفاظ على البيئة، تم تطوير 15 منطقة بحلوان ومدينة نصر، ورصد أكثر من 5700 شجرة لزراعتها، بالتعاون مع وزارة البيئة، وتأهيل ما يزيد على 400 كادر من الأهالى للتواصل مع الحكومة، تم إنجاز البنية التحتية بالمناطق المستهدفة، وعلى رأسها مياه الشرب.

* قد علمنا سابقًا عن تأسيس شركة تسمى "سنده" ما نشاطها؟

- شركة "سنده" تم تأسيسها لتقديم تمويلات متناهية الصغر يأتى فى إطار جهود البنك لدعم الاستدامة المالية، وتعزيز المجتمعات بالتنمية الجذرية والموجهة.

*ماهو حجم تمويل البنوك لتطوير العشوائيات من خلال اتحاد بنوك مصر؟

- الجهاز المصرفى ضخ أكثر من 3 مليارات جنيه فى المسؤولية المجتمعية على مدار الخمس سنوات الماضية، واتحاد البنوك أطلق مبادرة من 3 سنوات تقريبًا لتطوير المناطق العشوائية بمشاركة الجهاز المصرفى، الاتحاد يعمل على مدار عامين ونصف تقريبًا لتطوير 15 منطقة عشوائية فى حلوان.

*هل نجحت التجربة؟

- تجربة اتحاد بنوك مصر لتنمية العشوائيات نجحت فى تطوير 15 منطقة عشوائية خلال عامين ونصف، ودخول القطاع المصرفى فى هذا الملف الصعب هو نقلة كبيرة يجب الوقوف أمامها، محاولات كل بنك على حدة فى المسؤولية الاجتماعية لن تسفر عن النتائج نفسها التى يشترك فيها البنوك جميعًا حول مشروع محدد مثل العشوائيات.

* ما ترتيب البنك العربى الأفريقى فى التنمية المستدامة؟

- البنك يحرص على زيادة الوعى والتعريف بمبادئ وقضايا الاستدامة والتمويل المستدام، والبنك يحتل المركز الثالث عالميًا فى التنمية المستدامة، وأحد أفضل البنوك على مستوى العالم فى مجال التنمية المستدامة، وأنا أشعر بالفخر كون البنك العربى الأفريقى بنكا مصريا يحصل على مركز متقدم بين البنوك العالمية فى مجال التنمية المستدامة.

*التنمية المستدامة هل كان تطبيقها صعبًا فى البنك العربى الأفريقى الدولى؟

- لم يكن هناك تغيير ملحوظ فى نوعية المحفظة الائتمانية قبل وبعد، حيث إن الحوكمة جزء رصين من سياسات البنك منذ إنشائه عام 1964، وعند تطبيق مفهوم التنمية المستدامة والاشتراطات البيئية فى البنك العربى الأفريقى فى عام 2009 كانت المحفظة الائتمانية موائمة للمعايير البيئية والمجتمعية باستثناء نسبة لا تتجاوز 2%، وهو ما يشير إلى أن البنوك فى مصر تمارس ضوابط رقابية داخلية، وتم عمل مبادرة وفاء لمصر عام 2002 ولم تكن هناك مؤسسة مصرفية فى العالم لديها هذا التوجه المؤسسى، وهى مؤسسة لتنمية المجتمع، والبنوك تقوم بالعمل على تطوير الصحة والتعليم لأنهما أساس أى تقدم ونهضة اقتصادية، وبدون الاهتمام بهما فمن الصعب أن تتحدث عن نهضة فى مصر.

*الالتزام بالبعد البيئى فى عملية الإقراض ربما تكون عملية مرهقة بالنسبة لقطاع الائتمان بالبنك كيف تغلبتم على هذه القضية؟

- فى البداية كان هناك تحد بأن يقوم قطاع الائتمان، وهو أساس نشاط البنك الذى مهمته البحث على العميل ومنحه الائتمان، بمراعاة المعايير البيئية والمجتمعية فى عملية المنح، ولكن سرعان ما تم استيعاب أهمية هذا الاتجاه فى إعلاء قيم البنك والحفاظ على استثماراته إلى جانب المحافظة على المجتمع المحيط، وهذا فى إطار التنمية المستدامة.

*ماذا عن زيارة لجنة التنمية المستدامة لمناطق التطوير؟ - مع كل زيارة ومتابعة من قبل لجنة التنمية المستدامة لمناطق التطوير، نزداد حرصًا وإصرارًا على خلق نموذج ناجح يبرهن على القيمة الإنسانية والإنتاجية للمناطق العشوائية فى مصر، وما يزيدنا إصرارًا لخلق هذا النموذج لتطوير العشوائيات هو رغبة الأهالى والشباب فى إحداث التطوير.

كيف ترون أداء القطاع المصرفى فى مصر؟

- القطاع المصرفى حافظ على ثباته أمام الهزات التى شهدها العالم ومصر، وحقق أرباحًا، ولابد أن ينظر إلى المجتمع المحيط، ويخصص المحفظة الائتمانية بما يخدم هذا المجتمع ويحافظ على البيئة، فيمكن للبنوك محاربة البطالة بتمويل الموارد البشرية وكأنها بترول، فمثلًا يقوم بعمل تدريب للعاملين والاتصال بالعالم الخارجى وعمل عقود محترمة لهم، ثم يحصل العائد من العاملين بعد التحاقهم بالعمل، والهند تقدمت بتمويل الموارد البشرية، وأوروبا الهرم السكانى لديها مقلوب، وفى حاجة إلى الشباب المدرب والمؤهل، والذى يمكن أن تساهم البنوك فى إعادة التدريب والتمويل بما يلبى متطلبات سوق العمل فى أوروبا.

نقلا عن العدد الورقي

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً