أكد الكاتب البريطاني جدعون راخمان، اختلاف شخصية الرئيس الكوري الجنوبي (مون جاي إن)، عن نظيره الأمريكي دونالد ترامب؛ فالأول حقوقي سابق وليس رجل أعمال.
وأضاف راخمان - في مقاله بصحيفة (فاينانشيال تايمز) - أن ترامب يُفضّل تهديد كوريا الشمالية بالعزل وبحاملات الطائرات، بينما (مون) يدافع عن الحوار والتعاون، كما أنه شخصية متحفظة على النقيض من ترامب.
ورجح الكاتب أن تتمخض تلك الاختلافات في الأسلوب والسياسة عن صعوبة في أول قمة مرتقبة بين الرئيسين بواشنطن في وقت لاحق من الأسبوع الجاري؛ لكن من الضروري أن يتوصل الرئيسان إلى اتفاق.
وأخطر ما هنالك، بحسب راخمان، يكمن في عدم استطاعة (مون) إقناع ترامب بأن يرى الأمور على مثاله، فيعمد الأخير حينئذ إلى تنفيذ سياسته (أمريكا أولًا) ويشنّ ضربة استباقية ضد البرنامج النووي الكوري الشمالي قاضيًا بذلك على تهديدٍ للأمن الأمريكي لكن بثمن باهظ متمثل في ضربة انتقامية هائلة تستهدف كوريا الجنوبية.
ونوه الكاتب عن تأكيد ترامب مِرارًا على أن كوريا الشمالية لن يُسمح لها أبدا بتطوير صاروخ نووي عابر للقارات بإمكانه تهديد الولايات المتحدة؛ ويصرّ ترامب وكبار مساعديه، في السرّ والعلن، على أن أمريكا ستقدم على اتخاذ خطوة عسكرية كملجأ أخير لدرء التهديد الكوري الشمالي.
وحذر راخمان من تبعات مروّعةٍ حال إقدام أمريكا على خطوة عسكرية تجاه بيونج يانج؛ والتي يتوقع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أنها كفيلة بأن تقود إلى "حرب أكثر خطورة فيما يتعلق بمعاناة البشر من أي شيء آخر عاصرناه منذ عام 1953؛ إذ سيتضمن ذلك قصفًا هائلا لعاصمة إحدى الدول الحلفاء (سول)".
ولفت الكاتب إلى استبعاد الرؤساء: كلينتون وبوش وأوباما لـفكرة توجيه ضربة عسكرية ضد كوريا الشمالية خوفًا من تعرّض (سول) ذات العشرة ملايين نسمة للتدمير؛ لكن المستر ترامب لا يشاطر هؤلاء الرؤساء تخوفاتهم؛ ومن ثم فقد يلجأ إلى الخيار العسكري غير عابئ بالتبعات.
ورصد الكاتب حوارًا جرى في أبريل الماضي بين الرئيس ترامب ونظيره الفلبيني رودريجو دوتيرتي، أكد فيه ترامب: "لا يمكننا ترْك رجل مجنون بحوزته أسلحة نووية حُرًا طليقا؛ ولدينا من القوى النارية أكثر مما لديه بعشرين مرة لكننا لا نريد استخدامها؛ آمل أن تحل الصين المشكلة؛ لكن إذا هي لم تفعل، فسوف نحلها نحن".
ورصد راخمان تغريدة كتبها ترامب الأسبوع الماضي على صفحته بموقع تويتر تقول: "بينما أُثمّن جهود الرئيس (شي جين بينج) والصين على صعيد المساعدة في مسألة كوريا الشمالية، إلا أن تلك الجهود لم تُجْدِ نفعًا"؛ لقد جاءت وفاة الطالب الأمريكي أوتو وارمبيير الذي كان مسجونا في كوريا الشمالية وأعادت تركيز الأنظار الأمريكية على شرور نظام كيم يونج أون.
ورأى الكاتب أن الكثير الآن يتوقف على مدى استطاعة الرئيس الكوري الجنوبي (مون) أن يقنع نظيره الأمريكي ترامب بتبني وجهة نظر معتدلة إزاء كوريا الشمالية؛ لكن المشكلة أن ترامب حتى الآن يبدو مُستمعًا لنصائح القادة الأقوياء أمثال الرئيس الفلبيني دوتيرتي الذي يرى أن نظيره الكوري الشمالي "غير مستقر نفسيا"، مع العلم أن دوتيرتي هذا مشهور بسلوكه الوحشي وهو الذي أعلن ذات مرة عن استعداده ذبْح 3 ملايين من مدمني المخدرات.