كشفت دراسة أجراها مؤخرا ويليام جيه تشوبيك، أستاذ علم النفس فى جامعة "ميتشيجان" الأمريكية، أن الصداقة هى أهم عامل للحفاظ على سلامة وصحة الإنسان عند التقدم في السن.
وتجيب الدراسة على التساؤل حول أي من الشخصيات من المرجح أن يكون أكثر سعادة وأكثر صحة عند بلوغ عمر التسعين: شخص يحافظ على علاقاته الأسرية، ولكن نادرا ما يتفاعل مع الأصدقاء، أم شخص آخر يتفاعل مع الأصدقاء في كل وقت، ويرى أفراد الأسرة في العطلات.
وقد أثبتت الدراسة خطأ الافتراضات التى يعتقدها كثير من الناس أن الروابط الأسرية القوية لها التأثير الأكبر على السلامة والصحة في سن الشيخوخة مقارنة بالصداقة، وأنه إذا لم يكن لدى الشخص عائلة كبيرة، فإنه من المحتمل أن ينتهي وحيدًا ومريضًا.
وقامت الدراسة التي أجراها ويليام جيه تشوبيك، بتحليل مجموعتين من البيانات، المجموعة الأولى تضمنت بيانات لأشخاص من جميع أنحاء العالم في مختلف الأعمار، والمجموعة الأخرى تضمت بيانات مستقاة من عدد من المواطنين الأمريكيين من كبار السن.. وقد جمعت الدراسة بيانات المجموعة الأولى من أكثر من 270 ألف متطوع تتراوح أعمارهم بين 15 و99 عاما، من نحو مائة دولة، حيث أجاب المتطوعون على أسئلة حول مدى تقديرهم للأنواع المختلفة من العلاقات ومدى سعادتهم، وبدلا من تتبع نفس الأشخاص بمرور الوقت، تتبعت الدراسة المجموعات "الممثلة" لمختلف الأعمار على فترات زمنية.
وكشفت نتائج الدراسة أن تقدير الإنسان للصداقة يشهد تحولا عند سن 65 عاما تقريبا، مقارنة بما كان عليه عندما كان الشخص أصغر سنا، بينما ظل تقدير وجود روابط أسرية قوية على حاله.
وفي تحليل منفصل، قام الباحثون بفحص بيانات ما يقرب من 7500 متطوع أمريكي في الستينات والسبعينات من العمر، وتتبعت الدراسة بيانات نفس الأشخاص على مر السنوات.
وكشف البحث أن وجود دعم من الأزواج أوالأبناء والأصدقاء، ساهم في الحفاظ على سلامة الشخص بصورة أكبر على مدى 8 سنوات. على الرغم من أن امتداد الأسرة واتساعها، لا يبدو أنه يشكل فرقا كبيرا، وتضمن الإستبيان، من بين أسئلة أخرى، أسئلة حول وجود "توتر" داخل العلاقات.
وقد اتضح من نتائج البحث أن الأشخاص الذين يعانون من توتر داخل علاقات الصداقة، كانوا أكثر عرضة للمعاناة من أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والمشاكل النفسية.. كما ثبتت صحة ذلك الإستنتاج حتى في حالة تمتع الإنسان بالدعم الأسري المباشر.
ومن المستغرب أن وجود توتر داخل العلاقات الأسرية، لم يرتبط بحدوث مزيد أمراض.
ويخلص البحث إلى أن الشعور بقيمة العلاقة مع أفراد الأسرة المقربين، يعد شيئا جيدا لصحة الإنسان وسعادته في أي عمر. إلا أنه كلما تقدم الإنسان في السن، فإن العامل الأهم بالنسبة له هو أن يكون لديه صداقات قوية، حيث أن الإنسان يصبح وقتها أكثر صحة وسعادة، بينما يكون أكثر عرضة للمرض عندما لايقدر قيمة الصداقة أو يعاني من مشاكل في صداقاته.