أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي، قائد إسلامي في
العهد الأموي، كلف بولاية العراق لمدة 20 عاما وكان واليا على الحجاز حتى عام 75 هجريا.
قال عنه قال ابن كثير: "كان فيه شهامة عظيمة وفي سيفه رهق (الهلاك والظلم)، وكان يغضب غضب الملوكِ...وقال
أيضاً: وكان جباراً عنيداً مقداماً على سفك الدماء بأدنى شبهة، وقد روي عنه ألفاظ بشعة
شنيعة ظاهرها الكفر، فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها، وإلا فهو باق في عهدتها ولكن
يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه، وكان يكثر تلاوة القرآن ويتجنب المحارم، ولم
يُشتهر عنه شيء من التلطخ بالفروج.
وترصد "أهل مصر"، في التقرير التالي،
قصة امرأة "أهانت" الحجاج، إذ تزجها رغما عنها ففعلت كل الحيل، حتى
تزوجت الخيفة عبد الملك بن مروان، الذي أجبره على حضور حفل الزفاف..
تزوج الحجاج من "هند" رغما عنها، وفي
يوم سمعها وهي تتغنى بهاتين البيتين أمام المرآة: "وما هند إلا مهرة عربية.. سليلة
أفراس تحللها بغل فإن ولدت مهر فلله درها.. وإن ولدت بغل فقد جاء به البغل"، فسمعها الحجاج فغضب، فذهب إلى خادمه وقال له اذهب إليها وبلغها أني طلقتها
في كلمتين فقط لو زدت ثالثة قطعت لسانك، وأعطها هذه العشرين ألف دينار، فذهب إليها
الخادم فقال لها: "كنتِ.. فبنتِ"، وهي تعني في العربية "كنتِ زوجته فبنتِ يعني أصبحت طليقته"، ولكنها ردت أفصح من الخادم، فقالت: "كنا فما فرحنا..
فبنا فما حزنا"، وأضافت: "خذ هذه العشرين ألف
دينار لك بالبشرى التي جئت بها".
وبعد طلاقها من الحجاج، لم يستطع أحد أن يتقدم لخطبتها؛
لأنها لم تقبل بمن هو أقل من الحجاج، وقيل إنها دفعت مبالغ مالية لبعض الشعراء ليمتدحوها،
وامتدحوا جمالها عند عبد الملك بن مروان فأعجب بها وطلب الزواج منها، وبعث إليها برسول إلى الحجاز ليصفها له، فأرسل له يقول إنها لاعيب فيها،
فلما خطبها كتبت له، وقالت له "الإناء قد ولغ فيه الكلب فارسل لها اغسليه سبعآ
احداهما بالتراب ووافقت وبعثت إليه برسالة اخرى تقول: أوافق بشرط .. أن لا يسوق بعيرى
من مكاني هذا إليك في بغداد إلا الحجاج نفسه !! فرد الخليفة بالموافقه، و أمر الحجاج
بذلك . فبينما الحجاج يسوق الراحلة إذا بها توقع من يدها ديناراً متعمدة ذلك ، فقالت
للحجاج يا غلام لقد وقع مني درهم فأعطنيه فأخذه الحجاج فقال لها إنه دينار وليس درهما
ً !! فنظرت إليه
وقالت: الحمد لله الذي أبدلني بدل الدرهم دينارا..
ففهمها الحجاج و أسرها في نفسه أي أنها تزوجت خيرا منه .. وعند وصولهم تاخر الحجاج
في الأسطبل والناس يتجهزون للوليمة فأرسل إليه الخليفة ليطلب حضوره فرد عليه : ربتني
أمي على ألا آكل فضلات الرجال !! ففهم الخليفة و أمر أن تدخل زوجته بأحد القصور ولم
يقربها إلا أنه كان يزورها كل يوم بعد صلاة العصر ، فعلمت هي بسبب عدم دخوله عليها،
فاحتالت لذلك وأمرت الجواري أن يخبروها بقدومه لأنها أرسلت إليه أنها بحاجة له في أمر.
وتعمدت قطع عقد اللؤلؤ عند دخوله ورفعت ثوبها لتجمع فيه اللآليء فلما رآها عبد الملك…
أثارته روعتها وحسن جمالها وتندم لعدم دخوله بها لكلمة الحجاج تلك ، فقالت: وهي تنظم
حبات اللؤلؤ… سبحان الله فقال: عبد الملك مستفهما لم تسبحين الله ؟!! فقالت: أن هذا
اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك قال: نعم قالت: ولكن شاءت حكمته ألا يستطيع ثقبه إلا
الغجر فقال متهللا: نعم والله صدقت وفهم قصدها وقال قبح الله من لامني فيك ودخل بها
من يومه هذا، فغلب كيدها كيد الحجاج.