ظهرت مفاجآت جديدة من العيار الثقيل، في ملف استضافة دولة قطر، لبطولة كأس العالم التي ستقام عام 2022، حيث كشف المحقق الأمريكي السابق مايكل جارسيا، عن بعض التفاصيل والحقائق المثيرة في هذا الملف.
بداية الأمور المثيرة، في هذا الملف التي أثارت حالة من الجدل خلال الأيام الأخيرة، هي تهنئة عضو سابق بلجنة الاتحاد الدولي لكرة القدم، لدولة قطر، بعد فوزها بملف استضافة البطولة التي ستقام عام 2022، حيث إن الأمر لم يقتصر على التهنئة فقط، بل إنه وجه الشكر للوفد القطري، على ملايين اليوروهات التي تم تحويلها إلى حسابه.
وفي التقرير التالي، ترصد "أهل مصر"، بالأسماء والمبالغ التي تم دفعها والخطوات التي قام بها الوفد القطري، من البداية، من أجل الحصول على ملف استضافة البطولة، ففي بداية الأمر، عام 2008، قام الاتحاد القطري بتعيين ساندرو روسيل الذي كان يعمل رئيسًا سابقًا لنادي برشلونة الإسباني، حيث كُلف بمنصب مستشارًا رسميًا للملف القطري، إلا أنه تم اكتشاف أن دوره لم يقتصر على كونه مستشارًا رسميًا فقط، بل إنه كان حلقة وصل بين الاتحاد القطري وريكاردو تيكسيرا وهو رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم السابق وعضو الهيئة العليا للفيفا السابق، حيث أنه اتضح في نهاية الأمر أن روسيل علاقته قوية للغاية بتيكسيرا منذ عدة أعوام، نظرًا للصفقات الضخمة التي كانت تتم بينهما.
المثير في الأمر هو أن ساندرو روسيل، الذي تولى منصب المستشار الرسمي لملف قطر في استضافة كأس العالم عام 2022، يعيش خلف القضبان حاليًا، حيث سلبت منه حريته بتهمة غسيل الأموال، بسبب 14 مليون دولار.
وفي أغسطس عام 2010، ظهرت رسائل جديدة ومثيرة للغاية، حيث تضمنت مناقشات بين مسئولين قطريين وجو سيم الذي كان يتولى وقتها رئاسة الاتحاد التايلندي لكرة القدم، والتي كانت تخص صفقة شراء غاز طبيعي، حيث أن الأمر كان عبارة عن شراء صوت الاتحاد التايلندي، لقطر في ملف تنظيم المونديال، وما يؤكد ذلك هو أن تايلاند كانت ضمن 22 عضوًا منحوا صوتهم لقطر في ملف المونديال.
قطر دفعت 7 مليون دولار، في نوفمبر عام 2010، للاتحادين البرازيلي والأرجنتيني، من أجل تنظيم مباراتين وديتين بين منتخبيهما في الدوحة، وهو مبلغ مبالغ فيه، نظرًا لكونهما مباراتين وديتين، حيث فاقت هذه المبالغ الأسعار الطبيعية، إلا أن الهدف من المباراتين الوديتين، كان أكبر بكثير من المبلغ الذي تم دفعه لهما، وهو شراء صوت الاتحادين البرازيلي والأرجنتيني في هذا الملف، وهو ما حدث بالفعل، عندما صوتت البرازيل والأرجنتين لصالح قطر.
وفي نفس الشهر من نفس العام، عقد الشيخ تميم بن حمد بن آل ثاني، اجتماعًا مهمًا حضره ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ونيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي السابق، والشركة المالكة لنادي باريس سان جيرمان الذي كان يمر بضائقة مالية كبيرة وقتها، حيث تم الاتفاق خلال هذا الاجتماع على شراء قطر لنادي العاصمة الفرنسية وإنقاذه من الأزمة المالية التي حلت به، بالإضافة للاستثمارات الإعلامية الأخرى التي قامت بها دولة قطر في فرنسا، حيث تم إطلاق قناة بي إن سبورت بعدها، وكل ذلك كان من أجل الحصول على صوت فرنسا، في تنظيم ملف مونديال 2022.
وفي عام 2010 أيضًا أجرت دولة قطر، صفقة مع قبرص، وذلك بعد تصويت الاتحاد القبرصي الذي كان يمثله ماريوس ليفكاريتيس عضو الهيئة العليا للفيفا، لصالح قطر في ملف تنظيم مونديال 2022، حيث أصبحت شركة "بيترولينا هولدينجز" للنفط والغاز والتي يديرها ليفكاريتيس، الشريك الرئيسي لقطر في تصدير الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى أن الحكومة القبرصية سمحت لقطر ببناء فندق خمس نجوم على قطعة أرض يملكها ليفكاريتيس.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن أحد عناصر الملف القطري، كشف أن أحد المستشارين بالملف، قدم اقتراحًا، بحصول الأرجنتين على مبلغ 78 مليون دولار، وذلك في صباح يوم التصويت على ملف استضافة البطولة، الأمر الذي دفع الأرجنتين لمنح صوتها لقطر.
أما في عام 2011 قامت إحدى الشركات المملوكة للقطري محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وممثل قطر في الفيفا، بتحويل 1.2 مليون دولار، لجاك وورنر الذي كان يتولى منصب نائب رئيس الفيفا، والذي صدر ضده حكمًا في قضية الفساد الشهيرة بالفيفا بإيقافه مدى الحياة من ممارسة نشاط كرة القدم.
وفي واقعة مدوية ومفاجأة، جرت في مايو عام 2011، قام جيروم فالكه السكرتير العام للفيفا وقتها، بإرسال رسالة نصية لجاك وورنر، حيث جاءت كالتالي: ""بالنسبة لمحمد بن همام "قطري ومرشح لرئاسة الفيفا لعام 2011" لا أفهم لماذا رشح نفسه، ربما ظن أن بإمكانه شراء الفيفا مثل من اشتروا كأس العالم"، حيث اعترف بعدها بحقيقة هذه الرسالة وعدم تزييفها.
وفي 2011، أجرى خوليو جروندونا رئيس الاتحاد الأرجنتيني السابق، حوارًا مع صحفي أوروجوياني شهير، حيث أكد أن خلال تصريحاته أن كل من صوتوا لقطر سيتسببون في مشكلات كبيرة، إذ قال نصًا ""الذين قاموا بالتصويت لقطر، هذا الأمر سيجلب المشكلات، تذكر كلامي، عندما سيبحثون في الأمر، سترى المشكلة الكبيرة التي ستحدث".