بعد تضاؤل شعبيته ونزيف الانشقاقات الكبير الذى واجهه حزب النور، لم يكن أمام الحزب سوى التراجع والبقاء فى الظل، بعيدًا عن الأضواء بعدما فشل فى تقديم ما يريده الشارع، واختفت أسماء من كانوا ضيوفًا دائمين على وسائل الإعلام مثل نادر بكار، وشريف طه، المتحدثين الرسميين السابقين للحزب، وعبد الغفار طه، عضو اللجنة الإعلامية بالحزب، وطارق السهرى، وكيل مجلس الشورى السابق.
وفي هذا الشأن رأى الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن اختفاء أعضاء حزب النور منذ ثورة الثلاثين من يونيو، يندرج تحت البيات السياسى لترقب الأوضاع، مبينًا أن حزب النور يحرص دائمًا على التغلغل فى كثير من التفاعلات عن طريق ممثلين للحزب، سواء عن طريق دورات تدريبية أو ندوات أو لقاءات، دون أن يكون له دور فعال.
وأضاف سلامة، أن اختفاء الحزب عن الساحة السياسية من باب الخداع السياسي، مؤكدًا أن أعضاء الحزب كانوا لا يرغبون أن يكون لهم دور ظاهر فى الحياة السياسية، بغرض الحفاظ على حالة الهدوء والعلاقة مع السلطة، حتى لا تظهر سوءات الحزب.
ولفت إلى أن غياب الحزب له خطورة شديدة جدًا من الناحية السياسية، تكمن فى عمل الحزب فى الخفاء ومن ثم لا أحد يعلم كيف يعمل ويخطط أعضاء الحزب للتلاعب ضد مصر ولكن بشكل سرى وهذا أخطر، مبينًا أن الخطورة تأتى ضمن تغلغل أعضاء الحزب من خلال الندوات واللقاءات، قد يثير فيها من الاضطراب والتوتر واستقطاب عناصر، مما يشكل خطرا واضحا على الحياة السياسية فى مصر.
وتابع: "حزب النور متلون على ما يحقق الظروف وعلى حسب المصالح التى تتعارض بالطبع مع المصلحة الوطنية".