استيقظ العالم العربي، على قصف إسرائيل لقطاع غزة، ثالث أيام العيد، دون النظر عن أسباب القصف الحقيقية، ومن المستفيد من تلك القذائف الساقطة في أماكن خالية تابعة لكتائب القسام، ولماذا لم ترد حماس على القصف الإسرائيلي، الأمر الذي يخلق العديد من التساؤلات.
من جانبه، أكد اللواء "عبدالمنعم كاطو" الخبير العسكري الاستراتيجي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن ضربات العدو الصهيوني لقطاغ غزة ليست بالشيء الجديد عليهم، وهذا مخطط وبرنامج لتعكير صفو الشعب الفلسطيني من آن لآخر، والدليل على ذلك توقيت تلك الضربات تزامنًا مع عيدالفطر المبارك.
ويرى "الخبير الاستراتيجي"، أن "حماس" شريك أساسي، وحليف للكيان الصهيوني، ضد القضية الفلسطينية، والدليل على ذلك أن إسرائيل لاتوجه ضرباتها الى "حماس" ولكن إلى الشعب الفلسطيني البسيط، وهناك تحالف ضمني بين إسرائيل وحماس.
وأشار "كاطو"، إلى أن إسرائيل تعطي الإشارة الخضراء، لأفراد الأمن التابعين لها بقتل الفلسطينين، بحجة أنهم إرهابيين معتدين، ويكفي أنهم منعوا المصلين من أداة صلاة العيد في المسجد الأقصي، الشئ الذي لايعترف به أي دين، وللأسف لايوجد رادع لإسرائيل في ظل غفلة العرب.
ومن ناحية أخري، يرى محللون أن حماس استفزت القوات الصهيونية التي تستغله كذريعة لضرب القطاع وقصفه بالطيران أو ربما لاجتياحه بريًا لإبعاد الأنظار عن حصار الدوحة، وكسب حركة حماس، تعاطف الشعوب العربية، ويرجح البعض إلى أنه اتفاق بين قطر وإسرائيل تنفذه حماس، بعد حصار خليجي مصري على الدوحة بسبب دعمها للحركات الإرهابية بالمنطقة العربية، وتعاونها مع إيران وتركيا لزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط.
وتؤكد مصادر فلسطينية محلية، أن طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قصفت موقعا غربي غزة تابع لكتائب القسام، وكانت المفاجأة أن المواقع تم إخلائها منذ أكثر من عام كامل قبل موعد القصف.
من جانبها قالت الناشطة الفلسطينية هند العربي، إن حماس أطلقت صورايخ على أرض النقب المحتلة مما جعل إسرائيل تقصف مواقع خالية تابعة لكتائب القسام، ولم يسفر القصف عن أي إصابات في صفوفها، مشيرة إلى أن حماس تحاول جر غزة لحرب كارثية مع إسرائيلي الخاسر الأكبر فيها سيكون الشعب وليس الحركة.
وأضافت "العرب" في تصريحات صحفية، أن ما قامت به حماس هو تنفيذًا لأوامر من إيران لرفع الحظر عن قطر وخاصة بعد اجتماعات متتالية بين مسئولين قطريين وإيرانيين، حيث تلعب حماس دور الأرجوز للفت الانتباه وإبعاد الضوء عن قطر، لكنها تلعب بالنار وتجر القطاع إلى حرب لا قبل لأهل غزة بها.
وأوضحت، أن إسرائيل تحركت سريعًا بناء على خطة قطرية إسرائيلية تنفذها حماس، من أجل فك حصار دول الخليج ومصر التي تفرضه على الدوحة من أجل العودة الي الرشد وعدم دعم التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح والحماية، فقامت إسرائيل بقصف لمواقع خالية مما أثار استغراب الجميع.
من جانبه أكد الدكتور أيمن الرقيب القيادي بحركة فتح الفلسطينية، وجود مجموعات محدودة بقطاع غزة تعمل لحساب دولة قطر، كما توجد بعض المجموعات القليلة التي تعمل لحساب الدوحة بفلسطين والمنزعجة من تأثر أوضاعها الاقتصادية بغياب المال السياسي القطري نتيجة الأزمة السياسية بين قطر ومحيطها الإقليمي.
وأوضح الرقيب أن القيادي الفلسطيني محمد دحلان، خاض مبادرة لإعادة ترتيب البيت ولم شمل الفلسطينيين تتجاوز عملية الانقسام التي وقعت عام 2007، مشيرًا إلى التيار المعتدل في حركة حماس أدار ظهرها للدول التي استغلت مالها السياسي في ضرب وحدة الشعب الفلسطيني.
وأشار الرقيب إلى وجود تيار كبير بقطاع غزة يسعى إلى التقارب مع مصر لا سيما بعد الانفراجة التي حدثت مؤخرًا في العلاقات بين القاهرة وغزة عقب لقاء مجموعة من حماس بالمسئولين المصريين عن الملف الفلسطيني.