تناول كبار كتاب المقالات بالصحف الصادرة اليوم الأحد، عددا من الموضوعات منها مواجهة الفساد وثورة الشعب في 30 يونيو والعلاقة بين الأجيال.
ففي صحيفة "الأخبار" مقال للكاتب الصحفي خالد ميري بعنوان "في مواجهة الفساد" قال فيه، "إن الحرب المفتوحة على الفساد، أحد أهم نتائج ثورة ٣٠ يونيو، مشيرًا إلى أن دستور الثورة في مادته الـ218 ألزم الدولة بمكافحة الفساد، والرئيس عبد الفتاح السيسي وضع الحرب على الفساد علي رأس الأولويات، حرب مفتوحة تشارك فيها كل الأجهزة والمؤسسات وستستمر حتى النهاية".
وأضاف: "جهود الدولة الناجحة في مكافحة الفساد قفزت بمصر 36 مركزا في المؤشر العالمي لمكافحة الفساد والرشوة، حيث صعدت من المركز 101 إلى 65، ووضعتنا ضمن أفضل 20 دولة تحارب الفساد في التقرير الصادر هذا العام عن المؤتمر الاقتصادي العالمي بدافوس".
ونوة الكاتب إلى أن الحجم الخطير للمشكلة يتضح فورا عندما نعرف أن الاقتصاد المصري خسر 50 مليار جنيه قبل ثورة يناير بسبب الفساد، وحجم الإنجاز الضخم لكل أجهزة الدولة يظهر في تقرير عن عمل 4 شهور فقط بهيئة الرقابة الإدارية برئاسة الوزير اللواء محمد عرفان، حين كشفت عن 687 قضية كبري تورط فيها 3 آلاف متهم بينهم وزراء ورجال أعمال كبار.. ليتم رد مليار جنيه لخزينة الدولة بينما 3 مليارات في طريقها للعودة.. وما تحقق من إنجاز ضخم في استرداد أراضي الدولة المنهوبة ما زلنا نعيش فرحته.
وتابع الكاتب قائلا: إن الدولة وضعت يدها علي الأسباب الكاملة للفساد الذي تحول خلال سنوات طويلة مضت من حالات فردية إلي أسلوب حياة، أسباب تتنوع من انتشار المحسوبية والفقر إلي تدني الرواتب وفساد الأخلاق، ومن بطء التقاضي وغياب العدالة إلي توزيع الأراضي علي أصحاب النفوذ وغياب الشفافية، كلها أسباب ترسخت علي مدار سنوات، والمواجهة بدأت منذ ثلاث سنوات ولن تتوقف حتي يستعيد الشعب حقه من الفاسدين.
وأكد الكاتب أن الحرب علي الفساد جزء مهم من منظومة الإصلاح الاقتصادي الذي اختارته الحكومة، وبرغم أن دواء الإصلاح مُر الا أن الفساد الذي تفشي على مدار سنوات طويلة لم يترك لنا علاجا آخر.. وجزء رئيسي من نجاح العلاج يتم بمحاصرة الفساد وبتره في كل مكان.. إحساس المواطن بالعدالة والشفافية وبنهاية عصر المحسوبية هو سنده الحقيقي في تحمل فاتورة الإصلاح.. محاصرة الفساد تضمن وصول الدعم لمن يستحقه، وتضمن ألا يتمتع بثمار التنمية الا كل من يعمل ويعرق.
الرئيس يضرب المثل للجميع في طهارة اليد والدولة لا تحمي فاسدا أيا كان، وكل الجهود يتم توحيدها لنقفز خطوات أخري إلي الإمام علي طريق ضرب الفساد.
وفي ختام المقال، أكد الكاتب أن مصر نجحت في تحقيق نجاحات ملموسة في حربها علي الفساد، والسبب الحقيقي هو توافر الإرادة السياسية الواضحة ومتابعة الرئيس المستمرة لخطوات هذه الحرب. التحية لثورة عظيمة وضعتنا في مواجهة حقيقية مع الفساد والمفسدين، وللرئيس السيسي ومن حوله من الرجال، الذين يواصلون العمل ليل، نهار حتي يكتمل الانتصار في حربنا علي الفساد.
وفي مقاله بصحيفة "الجمهورية" تحت عنوان " العلاقة بين الأجيال.. تواصل لا تنافر"، قال للكاتب الصحفي إبراهيم أبو كليلة إن العلاقة بين الأجيال الشابة والأجيال الأكبر منها تشهد نوعا من الشد والجذب وسوء الفهم وانعدام التفاهم وفقدان الثقة وأحيانا التنافر والتصادم ورفض الآخر.. وأصبح هناك حاجز نفسي وفكري بينها.. ظهر ذلك جليًا بعد عام 2011.
وأكد الكاتب أن كل جيل له رؤيته وأفكاره وأساليبه التي يحاول فرضها وتطبيقها في الزمن الذي يعيشه ويعتبره ملكا له.. ومن هنا نشأ الصراع بين الشباب الذين يمثلون جزءا من الحاضر وكل المستقبل.. والشيوخ ويمثلون الماضي وجزءًا من الحاضر.
وتابع الكاتب قائلا "أجيال الشباب ترى أنها عانت من التهميش.. وأن هذا هو زمانهم وهم الأحق والأجدر بالقيادة.. وهم من يملكون روح التجديد والإبداع ومواكبة التطور.. بعيدا عن نمطية ورتابة وجمود جيل الماضي.. أما الشيوخ فيرون أنهم الأحق والأجدر بالقيادة والادارة لما لهم من خبرات وتجارب تؤهلهم لقيادة المسيرة وليس ذلك الجيل الأهوج المتهور قليل التجربة والخبرة.. غير المؤهل للقيادة والادارة.. المواجهة القائمة بين الشباب والشيوخ.. هي مواجهة بين إرادة التغيير ويمثلها الشباب.. وإرادة الاستقرار ويمثلها الشيوخ.. فكل منهم يتهم الآخر بالانغلاق على نفسه.. والإصرار على رأيه والتشبث به ومحاولة فرض رؤيته على الآخر.. والشباب يتهمون الشيوخ بأنهم يمجدون الماضي.. ولا يحسنون التعامل مع معطيات الحاضر والمستقبل.. ولا يهتمون بالتطور والتحديث.. ويقللون من شأنهم.. ويستصغرونهم ولا يتواصلون معهم، بينما يتهم الشيوخ الشباب بالرعونة والتسرع وعدم التروي.. ورفض النصح وكسر العادات والتقاليد وعدم احترام الكبير.
والحقيقة ان طرفي الصراع الشباب والشيوخ.. كل منهما مكمل للآخر ويحتاج الى الآخر.. فالعلاقة بينهما علاقة تبادل وتواصل وتكامل.. لأن جيل الماضي يملك التجربة والخبرة والتفكير المنظم.. ولكنه لا يملك الطاقة والقوة والجهد لتطبيق هذه الخبرات والتجارب والأفكار على أرض الواقع.. فهو في حاجة إلى الشباب الذي يملك الطاقة والجهد والقوة لتنفيذ تلك التجارب والأفكار على أرض الواقع.. ولذلك لا يمكن أن يستغنى أي طرف منهما عن الآخر.. فالتواصل والتعاون والتكامل بين الأجيال.. والتقاء خبرة وتجربة الكبار مع طموح وقوة الشباب.. كل ذلك يدمج إرادة التغيير مع إرادة الاستقرار.. فينتج التطوير لصالح الوطن.. فالتغيير وحده يعني إحداث حالة جديدة غير سابقتها.. أي ثورة تنسف ما قبلها.. أما الاستقرار فهو التمسك بالماضي وبقاء الوضع على ما هو عليه.. والتطوير يجمع بين التغيير والاستقرار.. فهو يعتمد على إحداث حالة جديدة لا تلغي ما قبلها وإنما تضيف إليه.
وفي مقال للكاتب الصحفي محمد بركات في صحيفة الأخبار تحت عنوان "ثورة الشعب وإرادة الأمة" قال الكاتب "هناك حق في رقابنا واجب الوفاء تجاه البعض منا الذين أصيبت ذاكرتهم بالوهن اللا إرادي أو الضعف الإرادي لغرض في نفوسهم، فلم يعودوا قادرين علي استرجاع ما كان أو تذكر ما جري وما كنا نعايشه ونعانيه، قبل الثلاثين من يونيو ٢٠١٣، في ظل سيطرة جماعة الضلال والإفك علي الحكم وإحكام قبضتهم علي رقبة البلاد ومصائر العباد.
وأضاف الكاتب أن الحق يستوجب علينا ان تنعش ذاكرتهم ولو قليلا، وان نعيد إلي أذهانهم وعلي أسماعهم ذكر ما كنا فيه وما كان مفروضا علينا، قبل يوم الزحف العظيم للملايين من أبناء شعبنا البطل في الثلاثين من يونيو لإعلان قرارهم وإنفاذ إرادتهم.
وفي ذلك نقول: إن مصر كانت بالفعل علي غير ما هي عليه اليوم، كانت موجات الغضب تجتاح النفوس وعواصف الاحتجاج تفور في الصدور رفضا لأهداف وتوجهات واسلوب الجماعة التي اختطفت مصر طوال عام كامل وسعت لتغيير هويتها وتفكيك مؤسساتها وتدمير كيانها وأعمدتها الرئيسية.. كان صبر الشعب قد نفد وطاقته علي الاحتمال قد فرغت، وكان الاصرار علي التخلص من الحاكم الفاشل وجماعته قد بلغ مداه، وكانت ارادة الشعب في انقاذ البلاد من المصير البائس، الذي تندفع اليه علي يد المرشد والجماعة قد اصبحت عارمة وكاسحة، قبل ان تضيع البلاد وتسقط الدولة في غياهب المجهول.
من أجل ذلك خرجت جموع الشعب بالملايين لإعلان إرادتها، في مشهد غير مسبوق في تاريخ الأمم والشعوب،..، فلم يسجل التاريخ المعاصر لعالمنا بكل دوله وشعوبه خروجا مماثلا لما قام به الشعب المصري علي الاطلاق في الثلاثين من يونيو منذ أربعة أعوام.
لقد كان وبحق يوما مشهودا في تاريخ مصر، أعلن فيه الشعب إرادته وأكد ثورته علي ما كان قائما، وأعاد للدولة هويتها ودافع عن كيانها، وتصدي بكل قوة وإصرار لمحاولات إسقاطها وطمس طبيعتها السمحة وجرها الي طريق الدمار والخراب والتطرف.