انتقلت كاميرا "أهل مصر" إلى شاطى بورسعيد والذى أثير حولة عدة شائعات آخرها أن الشاطى مغلق عن استقبال المصطافين وذلك نظرا لوجود كميات كبيرة من قناديل البحر السامة والتى تهدد حياة الإنسان على الشاطى وهذا ما تم نفيه شكلا وموضوعا ليصبح الأمر برمته مجرد " شائعات " وذلك بعد التأكد من أن هذه الأنواع من قناديل البحر هى أنواع عادية وغير سامة، بالإضافة إلى أن هذه الفترة من العام هو وقت خروجها إلى الشواطى فى موسم التزاوج.
حيث أفاد أحد مؤجرى الشماسى أن القناديل هي ظاهرة طبيعية تظهر كل عام في نفس الوقت علي شاطئ المدينة وأنها قناديل غير سامة ولا تؤثر علي المواطن بشكل أو بآخر ولا تسبب سوي لدغات بسيطة جدًا لا يظل أثرها لدقائق وربما تكون ناتجة عن الماء المالح والحرارة.
وأما المنقذين التابعين للشاطى فقد أفادوا أن القناديل المتواجدة علي الشاطئ هي ظاهرة متكررة في كل الأعوام وأنها ليست سامة وقالوا إن ما يتم تداوله علي المواقع الإخبارية وصفحات التواصل “كذب” وأكدوا أنه حتي الآن ومنذ تداول الخبر لم يصاب مواطن واحد بأي إصابة خطيرة تستدعي نقله إلي المستشفي أو إثارة الخوف، وأشاروا إلي أن الأمر إذا كان خطيرًا فلم يكن الشاطئ ليمتلئ بالمصطافين كما هو ظاهر بالصور الضوئية المرفقة بالتحقيق.
وبالتحدث إلي بعض رواد الشاطئ أفادوا أن الشاطئ ممتع ولا يوجد أي مشكلات بالمقارنة بالأعوام الماضية وأن القناديل المتواجدة غير سامة ولم تسبب أي معوقات أمام الزوار والشاطئ يتم النزول إليه بشكل طبيعي.
وقد رصدت الصور تواجد الأطفال داخل مياه الشاطئ بعدد كبير بجانب الشباب والكبار وقد خير دليل علي أن الشاطئ آمن ولا يوجد به أية قناديل سامة.
هذا وقد صرح الدكتور عادل تعيلب وكيل وزارة الصحة بمحافظة بورسعيد أن المستشفيات العامة بالمحافظة لم تستقبل أي حالات إصابة ناتجة عن القناديل ولم يتم تسجيل أية حالات في أقسام الطوارئ أو الأقسام المختلفة لها علاقة بالإصابات الناتجة عن القناديل.
وأشار “تعيلب” إلي أن الصفحة الرسمية لمديرية الشئون الصحية كانت قد نشرت منذ أيام طرق للوقاية من الإصابات الخفيفة الناتجة عن اللدغ من القنديل وهي طرق بدائية اعتاد المواطنون علي استخدامها مع ظهور القناديل في شهور 6 و7 و8.
وفى سياق متصل أكد الدكتور مجدي البنا عميد كلية العلوم جامعة بورسعيد، أن الكلية حريصة على مد المجتمع المحيط بها بالمعلومات اللازمة حول اى ظواهر جديدة أو شائعات تغزو المجتمع.
وكان قد كلف الدكتور شمس الدين محمد شاهين رئيس الجامعة الدكتور محمد أبو الرجال الأستاذ المساعد بقسم علوم البحار بالكلية بعمل دراسة بحثية حول ظاهرة وجود قناديل البحر بكثرة على شواطئ البحر المتوسط وبالأخص محافظة بورسعيد.
وقد أفادت الدراسة أن قنديل البحر الجوال أوRhopilemanomadica بالفعل هو أحد أهم وأخطر الأنواع التى عبرت قناة السويس واستقرت فى البحر المتوسط ويرجع هذا إلى عام 1977 أى منذ حوالى 40 وليس اليوم وهو واحد من بين 500 نوع من الكائنات الحية التى قامت بالهجرة إلى البحر المتوسط من مصادر عديدة منها البحر الأحمر من خلال قناة السويس والمحيط الأطلنطى من خلال مضيق جبل طارق ومنها مياه الصبورة أو Ballast water وهى المياه التى تستخدم لاتزان السفن وهناك مصدر جديد للغزو وهو aquarium المنتشرة فى مدن عديدة على سواحل المتوسط وخاصة السواحل الشمالية فى الدول الأوروبية.
وأشارت الدراسة إلي أن قنديل البحر موجود بالبحر المتوسط منذ ما يقرب من نصف قرن من الزمان ولا علاقة له بافتتاح قناة السويس الجديدة أو توسيعها.
وتابعت الدراسة أن تخوف المواطنين من أن توسعة قناة السويس سوف تؤدى إلى مضاعفة أعداد الأنواع المهاجرة وهى تخوفات ليس لها أساس علمى.
وأكدت كلية العلوم أن عملية ازدهار قناديل البحر blooming هى ظاهرة سنوية يعرفها سكان مدن البحر المتوسط ولكن ربما يكون يوجد زيادة طفيفة فى الأعداد هذا العام وهذا قد يكون له علاقة كبيرة بالأنشطة البشرية وأهمها على الإطلاق صيد السلاحف البحرية وعمليات تدبيش الشواطىء التى وفرت بيئة مناسبة hard substrate لازمة لنمو البوليب وهو الطور الجالس من حياة هذا الكائن بالإضافة إلى مصادر التلوث العديدة المنتشرة فى معظم المدن جنوب وشمال المتوسط.
ولقد قامت الكلية من خلال قسم علوم البحار برصد تجمعات قناديل البحر وتجميع أعداد كبيرة منها من الشاطىء ومن شباك الصيادين وكانت الأعداد مقاربة جداا للموجود هذا العام.