لطالما عرفها الأهالى بأنها قرية الدم والنار، وقرية الخلافات والخصومات الثأرية، يخشى العديد من السائقين وقائدي السيارات والدراجات البخارية، من المرور بالقرب منها في الساعات المتأخرة من الليل، وذلك خوفًا من السطو المسلح وسرقة سياراتهما.
هي القرية التى عرفت بأنها صانعة "خٌط الصعيد" فقد خرج منها العديد من المجرمين، والمطلوبين لدى السلطات الأمنية، فضلًا عن تعدد المحاضر المقيدة بوقائع السطو المسلح والسرقات بالإكراه ضد عدد من قاطنيها، الأمر الذي أكسبها شهرة واسعة في قرى الصعيد بأنها ضمن المناطق الأكثر خطورة أمنيًا.
"حمرا دوم" قرية في حضن الجبل، والتى تبعد عن مركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، قرابة 9 كيلو مترًا، ويحدها من الجنوب مركز دشنا ومن الشمال مراكز شمال المحافظة، تحيطها منطقة جبلية وبعضًا من الزراعات، ويبلغ تعداد سكانها قرابة 1458 نسمة، منهم 847 رجل و611 امرأة، وذلك بحسب آخر إحصائية للسكان أعدتها محافظة قنا.
- قرية السلاح والمخدرات
وبحسب مصادر داخل القرية، فإن القرية ضمن القرى المشهورة في مختلف محافظات الصعيد، ببيع الأسلحة وتهريبها، فضلًا عن بيع المواد المخدرة بمختلف أنواعها، حيث تكتظ القرية بالأسلحة الثقيلة المختلفة.
المصادر أكدت لـ"أهل مصر" أن القرية تأوي المطلوبين أمنيًا والهاربين من الأحكام القضائية التى تصل إلى عشرات السنوات وأحكام الإعدام، وتبعد عن قبضة الأجهزة الأمنية، حيث لا يمكن أن تدخلها قوات الأمن خوفًا من سيل الدماء بسبب كميات السلاح الكبيرة المتواجدها بها.
- قرية الأرامل:
المصادر داخل القرية، نوهت إلى أن قرية "حمرا دوم"، تعتبر من القرى المنتشر بها نسب كبيرة جدًا من السيدات الأرامل بداخلها، وذلك بسبب ارتفاع حوادث القتل العمد بداخلها، فضلا عن المشاجرة المسلحة الدائمة بين العديد من العائلات داخلها.
- قرية في حضن كمين أمني
وعلي الرغم من تواجد كمين قرية الشعانية الأمني بالقرب من مدخل القرية، إلا أن أجهزة الأمن بالمحافظة، لم تعد تسيطر على ما يحدث داخل القرية التى تعتبر ضمن مثلث الإجرام في المحافظة والذي يعتبر أحد أطرافه قرى "أبو حزام وحمرا دوم والحجيرات".
وبحسب مصادر أمنية، فإن كمين قرية الشعانية الذي يبتعد عن مدخل قريتي حمرا دوم وأبو حزام لأمتار قليلة، إلا أنه لا يتدخل في إطلاق النيران التي تخرق أذان المتواجدين داخل الكمين الأمني، ويتولى الكمين الكشف عن السيارات التى تمر بطريق "مصر - أسوان" الزراعي، ومدى حيازة قائدى تلك السيارات للأسلحة والمواد المخدرة.
- خطف الأقباط:
عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، إزدادات حوادث إختطاف الأقباط من أجل طلب فدية مالية نظير الإفراج عنهم، وتعددت وقائع الخطف حتى وصلت إلى 79 حالة، وكانت قرية حمرا دوم شريك أساسي في تلك عمليات الخطف، وذلك بحسب العديد من المحاضر في مديرية أمن قنا.
- تهريب الأسلحة:
قرية حمرا دوم، تعتبر أحد أهم أذرع تهريب الأسلحة النارية والألية في الصعيد، حيث يستخدمها المجرمين والهاربين من الأحكام القضائية ومهربي الأسلحة، جبال القرية وخاصةً جبل قرية الطارف في تهريب الأسلحة إلى محافظات أخرى بالصعيد، أو بيع تلك الأسلحة إلى المدن والمراكز بمحافظة قنا.
- صناعة خط الصعيد:
ولعل أحد أبرز أسباب شهرة القرية الواسعة إعلاميًا وشعبًا في مختلف محافظات الصعيد، أنها الأبرز في صناعة ما سمي بـ"خط الصعيد"، حيث إن هناك أحد أبناؤها الذي كان يعتبر أسطورة كبري إجراميًا، وهو نوفل، والذي قتل على يد الأجهزة الأمنية في عام 2007.
ولم يكن نوفل هو الوحيد أو الأبرز إجراميًا، حيث خرج من داخل القرية أيضًا نشأت أبو عيطة، والذي ألقت الأجهزة الأمنية بمحافظة الإسكندرية القبض عليه منذ قرابة 3 أعوام، وعند الكشف عليه، تبين أنه صادر ضدده قرابة 96 حكمًا قضائيًا بالإعدام أو السجن لعشرات السنوات المختلفة أبرزها المؤبد.
- أمن قنا: حملات متكررة لضبط الأسلحة
ومن جانبه أعلن اللواء صلاح الدين محمد حسان، مدير أمن قنا، أن أجهزة الأمن في مختلف أقسام ومراكز الشرطة بمدن ومراكز المحافظة، تشن حملات متكررة ومستمرة، لضبط الخارجين عن القانون والمخالفين وحائزي الأسلحة النارية والآلية.
وأضاف مدير الأمن في سياق تصريحاته، أن أجهزة الأمن ضبطت قرابة 300 قطعة نارية غير مرخصة خلال 3 أشهر بمعدل 100 قطعة سلاح كل شهر، فضلًا عن ضبط كميات كبري من المواد المخدرة.