في ذكرى وفاة أشهر عازب بالوسط الفني.. أخفى حقيقة مرضه ليسعد جمهوره.. وزوجته لم تجد مصاريف لعمل جنازة له

كتب : نجوى قطب

ما بين المرض والإفلاس عاش الفنان الراحل عبد السلام النابلسي كاتمًا وجعه وألم مرضه عن الجميع خوفًا من علم المنتجين بمرضه، فهو الضاحك الحزين، فالبرغم من أنه أدخل الفرحة لجهموره من خلال أعماله الفنية، وحاز على حب أبناء جيله، فظن البعض أن حياته لا مثيل لها من الفرحة والكوميدية، ولكن حقيقة الأمر غير ذلك، فحياة النابلسي كان بها العديد من مواقف الحزن والألم التي فضل أن يخفيها عن جمهوره، ليظل معهم ويقدم لهم ما يضحكهم إلى أخر يوم في حياته.

نشأته:

ولد عبد السلام النابلسي في أغسطس 1899 من أصول فلسيطينة، ولد في لبنان وعاش وعمل في مصر.

جده قاضي نابلس الأول وكذلك والده، تربى في وسط عائلة متدينة، وعندما بلغ عبد السلام العشرين من عمره أرسله والده إلى القاهرة ليلتحق في الأزهر الشريف، فحفظ القرآن الكريم وبرع في اللغة العربية، وإتقان اللغة الفرنسية والإنجليزية وفي عام 1925 عمل النابلسي بالصحافة الفنية والأدبية في أكثر من مجلة ومنها مجلة مصر الجديدة واللطائف المصورة والصباح.

عمله في الفن:

كانت البداية في ظهور النابلسي على شاشات التلفزيوينة عندما جاءته الفرصة الأولى في السينما على يد السيدة" آسيا" في فيلم "غادة الصحراء" في عام 1929.

وفي عام 1931، كان فيلم "وخز الضمير" للمخرج إبراهيم لاما هو الذي فتح له أبواب السينما في الثلاثينيات في تلك الفترة بعدد من رموز الفن في ذلك الوقت منهم الأخوان لاما وتوجو مزراحي ويوسف وهبي وآسيا وأحمد جلال، وعمل أيضًا كمساعد مخرج في العديد من الأفلام، ولكن بعد ذلك تفراغ للتمثيل، لضيق وقته، وخاصة بعد ازدياد الطلب عليه بعد انتشار موجة أفلام الكوميديا ذلك الوقت. وقد كانت بدايات النابلسي في أدوار الشاب المستهتر ابن الذوات ولم يكن مضحكًا في في بداياته

النابلسي وعبدالحليم:

ظهر النابلسي عبد الحليم حافظ في العديد من الأفلام، ففي عام 1955 تعاون معًا في فيلم "الليالي الحب" ثم فيلم "شارع الحب" انتاج عام 1958، وأيضًا فيلم"حكاية حب" في عام 1959، واشتراكهم أيضًا في فيلم "يوم من عمري" عام 1961، كما تقاسم عبد السلام النابلسي بطولة العديد من الأفلام مع الفنان إسماعيل ياسين، مع نهاية عام 1962

الضرائب:

تفاقمت مشاكله مع الضرائب والتي بلغت 13 ألف جنيه في حينها ولم تفلح محاولاته والتي بدأها في عام 1961 لتخفيضها إلى 9 آلاف وأخذ يرسل لمصلحة الضرائب حوالة شهرية بمبلغ 20 جنيهًا فقط، الأمر الذي يعني أن تسديد المبلغ المستحق عليه سيستغرق 37 عامًا، وهو ما اعتبرته مصلحة الضرائب دليلًا على عدم جديته في السداد فقررت بعد ثلاث سنوات من رحيله أي في عام 1965 الحجر على أثاث شقته المستأجرة في الزمالك والتي لم تكن بقيمة المبلغ المطلوب. .

وظلت القضية معلقة حتى وفاته في عام 1968 رغم تدخل العديد من رموز الفن في مصر وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم.

الحب في حياة النابلسي:

ظل أشهرعازب في الوسط الفني، حتي وصل لسن الستين من عمره، ثم بعد ذلك راغب في الاستقراروالزواج، فتزوج من أحد معجبيه " جورجيت سبات" التي داخله مع أسرتها في صراع بسبب عدم رغبتهم في زواج ابنتهم من النابلسي، فقام بإتمام إجراءات الزواج بفيلا صديقه فيلمون وهبيدون دون علم أسرة الفتاة.

أعلن افلاسه ثم وفاته:

أعلن بنك "انترا" في بيروت إفلاسه الذي كان معناه إفلاس النابلسي هو الآخر لأنه كان يضع كل أمواله في هذا البنك، بعد ذلك شعر بألم شديد في المعدة حتى أن الفنانة صباح والتي كانت رفيقته إلى تونس لتصوير فيلم "رحلة السعادة" قالت إنها كانت تسمع توجعاته من الغرفة المجاورة بالفندق رغم أنه كان حريصًا على أن يفتح صنابير المياه حتى لا يسمعه أحد.

لأنه شعر أن نهايته أقتربت، كان يترك مفتاح غرفته من الخارج، وبعد عودته أزدادت سوءًا إلى أن امتنع عن الطعام تمامًا قبل أيام من رحيله حتى كانت ليلة 5 يوليو 1968 حيث لفظ أنفاسه قبل وصوله إلى المستشفى.

الجنازة:

لم تجد زوجة النابلسي مصاريف الجنازة فتولى صديقه الفنان" فريد الأطرش" عن طريق شقيقه فؤاد والذي كان يحاول أن يخفي الخبر عن فريد لكنه علم به من الصحف وانهار مريضًا حزنًا على وفاة صديق العمر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
حبس سوزي الأردنية سنتين وغرامة 300 ألف جنيه لسبها والدها على الهواء