اتهامات للقرضاوي بضلوعه في "الأزمة الخليجية".. إدارة أوباما تتقدم بشكاوى ضده.. وويكلكس تفضح علاقته بحماس

أصبح رجل الدين المصري، يوسف القرضاوي، داخل دوامة الأزمة الدبلوماسية المتفاقمة بين قطر وبعض الدول العربية والخليجية على خلفية اتهامات لقطر بزعزعة الاستقرار والأمن القومي لتلك البلدان ودعم جماعات إرهابية مسلحة، وبعد أن بلغ القرضاوي من العمر 91 عاما أصبح الرجل الأخطر في معادلة الأمن القومي.

تتبعت صحيفة "Sydney Morning Herald" الأسترالية تاريخ دور القرضاوي، وما حام حوله من شكوك التي أدت في النهاية إلى إحداث الفرقة والشقاق في الصف العربي والخليجي على وجه التحديد، فضلا عما كان له هو شخصيا من نصيب في غضب هذه الدول وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي حظرت مؤلفاته ومنعت بث برامجه التلفزيونية، بل وفكرت في إزالة اسمه من المباني والمؤسسات العامة.

وأصرت الدول العربية على إدراج طلب غلق قناة "الجزيرة" ضمن طلبات دول المقاطعة لقطر، إلا أن الهدف الرئيس وراء هذا الطلب هو إسكات الشخصيات التي تعتبرها دول المقاطعة أصوات للجماعات المتشددة ومن بينها يوسف القرضاوي، ربما ما عزز من له تصريحاته المستمرة بتأييد العمليات الانتحارية التي ينفذها الفلسطينيون في إسرائيل، والتحريض على مهاجمة القوات الأمريكية بعمليات مماثلة في العراق.

واعتبرت كل من السعودية والإمارات والبحرين، القرضاوي مؤخرا، محرضا على تقويض أمن البلاد وهي التهمة التي تسببت في الأساس باندلاع الأزمة، خاصة وأن تاريخه حافل بالمواقف الداعمة لجماعة "الإخوان المسلمين"، التي تعتبرها الدول الأربع المقاطعة جماعة إرهابية.

يقول ماتيو ليفت، ضابط مكافحة الإرهاب السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية: القرضاوي هو أحد كبار قيادات الجناح المتشدد من جامعة "الإخوان المسلمين"، وتظهر المطالب التي قدمتها الدول العربية المقاطعة لقطر، رغبة كبيرة في مواجهة أولئك الداعمون للإرهاب وليس فقط شبكة تمويل الإرهاب الدولي.

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أسسه القرضاوي ومقره قطر، شدد مرارا على رفضه لإدراج القرضاوي ضمن قائمة الإرهاب، ووصف الاتهامات الموجهة إليه بأنها "اتهامات دون دليل"، أما الحكومة القطرية فأصرت على التعتيم على مناقشة هذه الاتهامات، مع استمرارها لرفض العقوبات الموقعة على المنظمات القطرية التي تجمع تبرعات بشكل غير مقنن.

وعادت الاتهامات تحوم حول القرضاوي مرة أخرى عندما تبين أن إدارة أوباما نفسها تقدمت بشكاوى أكثر من مرة حول تمويل منظمات وجمعيات خيرية قطرية، من بينها شكاوى بخصوص القرضاوي نفسه.

وفي عام 2009 حذر جوزيف لوبارون، السفير الأمريكي في قطر، من أن للقرضاوي دورا إقليميا كبيرا كداعم لحركات إسلامية متشددة مثل "حماس"، وهو ما أثبتته إحدى وثائق موقع ويكليكس، بالتزامن مع ظهور هذه الوثائق تم إعلان الجمعية الخيرية المسماة "اتحاد الخير" التي يرأسها القرضاوي ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية.

ظل القرضاوي رغم كل هذه المواجهات متمتعا بشعبية كبيرة بين الشعوب العربية بفضل برنامجه "الشريعة والحياة" الذي كانت تبثه قناة "الجزيرة"، والذي كان يحتوي على مواضيع متنوعة بداية من قضايا الربيع العربي وحتى ممارسة العادة السرية، واستغل القرضاوي برنامجه لإصدار فتوى دينية محرضة على تنفيض العمليات الانتحارية، وعرف هذا النوع من العمليات بأنه "واجب ديني".

وبعد أن بلغ القرضاوي من العمر 91 عاما بدأ تأثيره على المحيطين به في التلاشي بطبيعة الحال، خاصة بعد اعتزاله الظهور على شاشات التفلزيون، وبعد أن قلت خطبه على المنابر بشكل ملحوظ.

مع اندلاع أزمة مقاطعة قطر يوم 5 يونيو الماضي، نظم أمير قطر تميم بن حمد ال ثاني، إفطارا جماعيا لعدد من القادة الدينيين في البلاد كان من بينهم القرضاوي، الذي التقطت له عدة صور وهو يجلس بالقرب من الأمير القطري مرتديا زيه الإسلامي وتبادل الاثنان أطراف الحديث، بعدها بأربعة أيام فقط، أصدرت دول المقاطعة الأربع قائمة لشخصيات ومنظمات قالت عنها أنها "تستهدف زعزعة أمن واستقرار الإقليم".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً