سر "اللواء 27" في مليشيا الحشد الشعبي.. إيران تسيطر على مدن عراقية بذريعة حماية "الموصل" من داعش

كتب : سها صلاح

خاضت مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق عملياتها التي تقول إنها ضد داعش في شمال العراق خلال معركة الموصل تحت اسم "عمليات محمد رسول الله".

وتحت هذا المسمى سيطرت تلك المليشيا على مدن البعاج والقيروان وخط الحدود بين العراق وسوريا، وتستعد لاقتحام مدينة تلعفر.

وأطلقت مليشيا الحشد عمليات "محمد رسول الله الثانية " في 12 مايو الماضي، ولهذا الاسم قصة ترتبط بنشأة ودور مليشيا الحرس الثوري الإيراني مطلع ثمانينيات القرن الماضي، والفرق والألوية التابعة له، ومنها "اللواء 27 محمد رسول الله"، ودورها المستمر حتى الآن في تنفيذ المشروع الإيراني التوسعي الاحتلالي.

والحرس الثوري الإيراني هو المسؤول بشكل معلن ومباشر عن صناعة وتدريب مليشيا الحشد الشعبي، ويتجول قائده قاسم سليماني علنا وسط عناصر هذه المليشيا في العراق وسوريا.

ومن اللافت للنظر أن "اللواء 27 محمد رسول الله" نشأ خصيصا للمشاركة في الحرب ضد العراق في حرب الخليج الأولى، فيما تدعي مليشيا الحشد الشعبي التي تسير على دربه وتتخذه قدوة لها بأنها "تحرر" العراق من الإرهاب.

والكثير من قيادات الحشد الشعبي، مثل أبو مهدي المهندس والهادي العامري، هربوا من العراق في الثمانينات وانضموا للجيش الإيراني في حربه ضد العراق، وهم يتفاخرون بذلك.

النشأة

أسس "اللواء 27 محمد رسول الله" أحمد متوسليان عام 1981 ضمن مليشيا الحرس الثوري الإيراني لخوض الحرب ضد العراق، وكانت البداية بمعارك تحت اسم "عمليات محمد رسول الله" والتي تطورت بعد ذلك تنظيميا تحت اسم "اللواء 27 محمد رسول الله" والذي تحول إلى فرقة فيما بعد.

وكان لـ "اللواء 27 محمد رسول الله" دور كبير في معارك خوزستان وخرمشهر ضد الجيش العراقي.

كما كان لهذا اللواء دور كذلك في قمع الانتفاضات الداخلية التي اندلعت ضد ثورة الخميني.

ولم تقتصر عمليات هذا اللواء أو هذه الفرقة على الحرب بين إيران والعراق، ولا على الحدود الإيرانية، ولكنه شارك في صناعة ودعم المليشيات والحركات الموالية لإيران في لبنان وسوريا والعراق.

أبرز قادته

-المؤسس له أحمد متوسليان وهو ضمن 4 إيرانيين اختفوا في لبنان عام 1982.

-محمد إبراهيم همت وشارك في الحرب ضد العراق، وقتل خلال الحرب.

-حسين همداني، شارك في الحرب ضد العراق، ولكن برز اسمه عقب اندلاع الحرب في سوريا عام 2011 عبر إشرافه على المليشيات التي تدعم الجيش السوري الحكومي، وقتل في حلب بسوريا عام 2015.

وبعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية واصل "اللواء 27 محمد رسول الله" مهامه في سبيل تحقيق مشروع إيران التوسعي الاحتلالي عبر صناعة ودعم مليشيات وأنظمة موالية لإيران في دول الشرق الأوسط.

وحاليًا يطلق على "اللواء 27 محمد رسول الله" مسمى "حرس محمد رسول الله"، ومن أبرز قادته العميد محمد يزدي.

وبعد سقوط حكم الرئيس الراحل صدام حسين 2003 بالاحتلال الأمريكي المدعوم من إيران بدأت إيران والمليشيات الموالية لها والعناصر الموالية لها في الحكومة في العراق تحويل كل المظاهر والرموز التي يعتبرها العراق دلالة على انتصاره على إيران إلى مظاهر ورموز خاضعة لإيران.

فمثلا تم تحويل يوم الشهيد العراقي من يوم يتم الاحتفال فيه بالشهداء العراقيين الذين قتلوا في الحرب ضد إيران إلى يوم للاحتفال بـ بـ"ذكرى استشهاد محمد باقر الحكيم"، وهو أحد الشيعة الذين فروا من العراق وانضموا للجيش الإيراني في حربه ضد العراق.

وفي عام 2013 نظمت مليشيات موالية لإيران مسيرات رفعت فيها صور الخميني "عدو العراق" في شوارع بغداد في يوم الشهيد، والذي كان مخصصا في الأصل لرفع صور الشهداء العراقيين في الحرب ضد إيران.

كما اختارت إيران اسم "محمد رسول الله" على أول مناورات بحرية مشتركة أجرتها مع العراق في مياه الخليج ونهر اروند عام 2016.

وحالياً بات يطلق اسم "عمليات محمد رسول الله" الذي يعود لمليشيا أنشأت خصيصا للحرب ضد العراق على عمليات مليشيا الحشد الشعبي التي أنشئت خصيصا لرمي العراق بين أيدي إيران، فيما تقول تلك المليشيا إن هذه العمليات في شمال العراق هدفها "تحريره" من داعش.

وبذلك يعد اختيار اسم عمليات "محمد رسول الله" على معارك تخوضها مليشيا موالية لإيران في العراق هي رمز لما تعتبره إيران "انتصارها" على العراق من داخله، أي بأيدي قطاع من أبنائه، فصناعة مليشيات من أهل البلاد موالية لإيران عبر نشر التشيع ومعاداة مؤسسات الدولة الوطنية هو أبرز أسلحة إيران في مشروعها التوسعي الاحتلالي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بلينكن: روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين دول عازمة على تغيير النظام الدولي