رغم كل المحاولات والدعوات التى تقدمها "مصر" لـ"حماس" ومقابلات أجرتها الأخيرة تحت مظلة الضيافة المصرية، آخرها في الثانى من الشهر الحالي، عندما استقبلت القاهرة، وفدًا من حركة «حماس» الفلسطينية يضم ممثلين عن وزارات الداخلية والصحة والاقتصاد والمالية بالحكومة التى تدير قطاع غزة، إلى مصر، لبحث الجوانب الأمنية على الحدود، وآليات تطبيق التفاهمات التى تمت مؤخرا مع المسؤولين المصريين.
وقالت اللجنة الإدارية التابعة لحماس فى غزة، فى بيان، إن الزيارة تهدف لبحث الجوانب الأمنية على الحدود، وقضية معبر رفح، وملفى الكهرباء والوقود.
وبدأت السلطات الأمنية فى غزة منذ أيام بإقامة منطقة أمنية عازلة على الشريط الحدودى بين القطاع ومصر بعمق 100 متر فى الجانب الفلسطينى، فى إطار تفاهمات ثنائية لزيادة ضبط الحالة الأمنية على الحدود.
ولم يمر من الوقت الكثير، سوى أيام معدودة، حتى وقع الحادث الإرهابي الجسيم، والذي راح ضحيته 23 جنديًا مصريًا، بعدما وقعت اشتباكات ضرية، مع تكفيريين في شمال سيناء، قام على إثرها الجيش المصري بإبادة 40 تكفيريُا.
لتخرج علينا "حماس" وتدين العمل الإجرامى الذى استهدف الجنود المصريين فى سيناء، صباح يوم الجمعة، والذى أودى بحياة العديد منهم وجرح آخرين، معتبرة إياه عملا إرهابيًا جبانًا، لا يستهدف أمن مصر واستقرارها فحسب بل أمن الأمة العربية واستقرارها.
وقال الناطق باسم حماس فوزى برهوم، إن تلك الأعمال الجبانة "تهدف إلى إدخال المنطقة فى دوامة من العنف والقتل والإرهاب تماشيًا مع مخططات تقسيمها ونهب مقدراتها وثرواتها"، مضيفًا "إن هذه الجرائم لا تخدم سوى أعداء مصر والأمة العربية والإسلامية جمعاء".
وفى نفس الإطار أدانت إيران الهجوم الإرهابى، حيث نقل الموقع الرسمى للخارجية الإيرانية على الإنترنت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى، تحذير إيران من هجمات جديدة للتنظيم الإرهابى بعد الهزائم المتلاحقة، التى منى بها فى مناطق مختلفة كسوريا والعراق.
ثلاثة تكفيريين
في مفاجأة من العيار الثقيل والتى تعتبر اعترافًا بجرائمها، وربما تكون هى المرة الأولى من نوعها، نعت شبكة غزة مباشر التابعة لحركة "حماس"، مقتل ثلاثة من كوادرها على يد القوات المسلحة المصرية فى حادث رفح الإرهابي.
ونشرت الشبكة على إحدى صفحاتها المنسوبة لـ"حماس" عبر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، أسماء وصور ثلاثة إرهابيين، وهم محمد أبوعازرة ومعاذ القاضي وخليل والحمايدة، معترفة بأنهم كانوا ضمن صفوف "داعش" في سيناء وكانوا قد خرجوا قبل شهرين.
وحملة تعليقات رواد السوشيال ميديا نوع من الاستهجان والغضب تجاه "حماس"، نظرأً لما يجري من أحداث وتورط عناصر تابعة لها، في الأحداث الأخيرة مع الجيش المصري.
وقالت مصادر بغزة إن العناصر الثلاثة انضموا لحماس وتحديدًا بكتائب عزالدين القسام الذراع العسكرية لحماس قبل أن يتركوا غزة ويتسللوا إلى سيناء.
وكشفت المصادر عن انضمام العناصر الثلاثة لما يسمى بـ«داعش» سيناء أو أنصار بيت المقدس قبل المشاركة فى العملية الإرهابية ضد الجيش المصرى.
وطوقت قوات الجيش المصرى، مداخل ومخارج سيناء، وقامت بعزل جميع المناطق المشتبه فى اختفاء الإرهابيين بها.
وأكد خبراء استراتيجيون أن الحرب على الإرهاب لن تنتهى بسهولة، خاصة مع التوصل لخيوط المؤامرة التى تحاك ضد مصر وجيشها.
وطالب الخبراء بطرد قطر فورًا من التحالف الدولى والعربى لمكافحة الإرهاب، وأكدوا أنها تلعب دور الجاسوس للجماعات التكفيرية التي تدعمها.
وبثت قناة الجزيرة العميلة فيلمًا تسجيليًا يحتوى على خريطة توضح بها وكأن سيناء خارج مصر، ووضعت علي الخريطة منطقة سيناء بلون مختلف عن باقى المناطق المصرية بالتزامن مع الحرب التى يخوضها الجيش المصرى ضد عملائها الإرهابيين بسيناء.