انفردت عدسة "أهل مصر" بتصوير تقرير عن محمد جمال عبد التواب، ابن قرية "جمريس" بمركز "منفلوط" بمحافظة أسيوط، أحد المتوفيين بليبيا، من بين 48 مهاجرًا مصريًا من عدة محافظات ماتوا في الصحراء جنوب بوابة 200 بالقرب من "وادي علي" داخل منطقة الرمال، أثناء محاولتهم الوصول إلى ليبيا بطرق غير شرعية للعمل.
وبدأ الأب، الحاج جمال عبد التواب، حديثه عن نجله، والدموع تفر من عينيه، قائلًا "ابني سافر إلى ليبيا ولم نعرف إلا بعد سفره بيوم، اتصل بي وقال لقد سافرت لمرسى مطروح مع أصدقائي وسأذهب معهم إلى ليبيا، وقام بإغلاق التليفون".
وتابع: "فوجئنا منذ أيام بأخبار وفاة ابني في ليبيا، وانتشرت أخبار وأقوال كثيرة عن أسباب الوفاة"، لافتًا إلى أن هناك من يقول أن سبب الوفاة هو انقلاب السيارة التي كانوا يستقلونها، والبعض يقول بأنه تم إطلاق أعيرة نارية على المهاجرون ما أدى إلى وفاتهم، وأقولٌ آخر بأنهم ماتوا عطشًا ولا نعرف أين الحقيقة، مضيفًا: "بدأنا بالاتصال بشقيقه وأقاربه الذين يعملون بليبيا للذهاب لطبرق لمعرفة حقيقة وفاته، واستلام الجثة بعد مشاهدتنا لصورته وصور الجواز مع خبر وفاته، بأحد المواقع الإخبارية".
وأضاف عبد التواب، ومنذ تلك اللحظة وشقيقه وأقاربه أمام المستشفى لم يستطيعوا تسلم الجثة، نظرًا لصعوبة الإجراءات والتي تحتاج لتدخل لمسئولي السفارة المصرية هناك، مناشدًا المسئولين بالخارجية التدخل لإنهاء الإجراءات سريعًا، قائلًا: "قلوبنا محترقة على موته وعدم استلام جثته وإحنا غلابة، ونطالب الدولة مساندتنا".
وقال عمر رشاد، ابن عم المتوفي، إنه سافر إلى ليبيا عن طريق الهجرة غير الشرعية بحثًا عن عمل، واصفًا خبر وفاته بالـ"صاعقة"، لافتًا إلى أن التخبط حول أسباب الوفاة وصعوبة إنهاء إجراءات استلام الجثة زادت الأمر صعوبة.
وقالت والدة المتوفي وهي تبكي بحرقة وصوتها مليء بنبرات الحزن والأسى الشديد على ابنها: "محدش بيسمع صوت الغلابة"، رافضًة التصوير والحديث ليأسها الشديد من تسلم جثة نجلها.
جدير بالذكر أن فريق إدارة الجثث بالهلال الأحمر الليبي، انتشل 19 جثة مهاجر غير شرعي مصري، دفنوا في مقبرة مجهولي الهوية غرب طبرق، فيما لم يعلم إلى الآن عدد كبير من أسر الضحايا نبأ وفاة ذويهم ولم تتخذ السلطات المصرية أية إجراءات حيال الضحايا أو تدقق في صحة المعلومات التي يتم تداولها عنهم من عدمها.