"أمل" من قلب "الألم".. حكايات "الوجع" في حياة أوائل الثانوية العامة: مارينا: زغاريد النجاح أفسدت مأتم والدي.. وآية: هزمت ضمور العضلات بـ 99%

تحتفل عائلات وأصدقاء 56 طالبا وطالبة بالثانوية العامة، بتفوق ذويهم، فهؤلاء "الأوائل" حققوا ما يتمنوا أو يزيد، فمنهم من حرمه البلوغ إلى هذه النتيجة، النوم والتنزه والاسترخاء، لأسابيع وربما لشهور.

ولكن هناك 3 أوائل "مارينا، آية، عماد"، يختلفون كثيرا عن الـ 53 الآخرين، فلديهم من "الوجع" ما جاء بـ"أمل"، وكسرت نتيجتهم كثيرا من الحزن الذي يخيم عليهم وعلى أسرهم.. وترصد "أهل مصر"، حكايات الوجع في حياة هؤلاء "الأوائل":

سحق الضمور بتفوق

سعادة غامرة، ملأت منزل الطالبة أية طه مسعود عبد الجواد، بمدينة 6 أكتوبر، بعد حصولها على المركز السابع مكرر على مستوى الجمهورية، بمجموع 407 درجات، ليس لتفوقها بحسب، ولكن في الأساس لأنها بهذه النتيجة هزمت مرضا قاسيا "يأكل في جسدها"، وهو ضمور العضلات والأطراف.

وقالت "آية": "الحمد لله رب العالمين أنا كنت بصلي وبدعي من ربنا النجاح وكنت واثقه من نجاحي وتفوقي"، واصفة خبر النجاح بأنه الأفضل في 2017.

وتابعت: "أنا أمر بظروف صعبة طوال فترة الامتحانات، ومع ذلك اجتزتها بتفوق، على الرغم من أني أعاني من ضمور في العضلات والأطراف منذ تسعة أشهر، وكنت أذهب للامتحانات على كرسي متحرك".

وفاة أنجبت إصرار

من مدينة 6 أكتوبر إلى "كفر الزيات" بمحافظة الغربية، حيث خيمت -لأول مرة منذ فترة- حالة من الفرحة على أفراد عائلة الطالب عماد جمال محمد أبو النصر، لحصوله على المركز الثاني مكرر بشعبة العلمي رياضة، بمجموع "408.5" درجة، وسمعت من المنزل "أصوات زغاريد" غطت على "دموع وفاة الوالد" التي لم تنس بعد.

وانتقلت "أهل مصر" إلى مدينة كفر الزيات لتقترب من أسرة عماد، وتروي تفاصيل تفوقه وسر نجاحه وحصوله على المركز الثاني، إذ أكد أن وفاة والده، ولدت لديه حافزًا للمذاكرة، والذى كان داعما له على مدار حياته الدراسية في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، حتى توفاة الله في مرحلة التعليم الثانوي، مؤكدا أن والده كثيرا ما كان ينصحه بمقولة: "مذاكرتك هي سلاحك عشان ربنا يكرمك وتبقي رجل ناجح ومؤثر فى حياتك".

وأوضح "عماد"، أنه كان يقضي وقته مثل زملائه بين الدروس والترفيه من خلال لعب كرة القدم والخروج معهم ولكن سبب تفوقه هو إنهاء مذاكرته يوميا مع أخيه الأكبر منه محمد قائلا: "مكنتش بأجل مذاكرتي كان دائما أخويا مساندني ويجلس وأنا بذاكر ساعتين أو ثلاثة، ولكن في الأيام الأخيرة كنت بذاكر أكثر من 6 ساعات يوميا".

من ناحية أخرى، قال محمد جمال شقيق الأكبر للطالب المتفوق أن أفراد العائلة مكونة من 8 إخوات، اعتادوا التفوق وحصدوا مراكز على مستوى الجمهورية، وتفوق عماد كان متوقع لدينا لوجود رقابة من الأسرة عليه، خاصة بعد وفاة والده منذ 3 سنوات، وأصبح الشقيق الأكبر العائل للأسرة، مشيرا إلى أن والده كان يعمل دكتور صيدلي وترك لهم صيدلية وهو من يديرها، لافتا إلى أنه عمل طوال حياته لإعالة أفراد عائلته بموجب تخصيص إيرادها الشهر للصرف على الدروس الخصوصية التي كان يأخذها عماد لمدة سنة كي يتمكن من تحقيق التفوق الدراسي.

وأشادت والدة الطالب المتفوق بنجاح نجلها بقولها: "ربنا يوفقك ويكرمك وإن شاء الله تبقي مهندس ناجح فى حياتك تفيد الناس وتنفعهم دايما"، مشيرة إلى أن سر تفوق أبناءها وخصوصا "عماد" هو التقرب إلى الله وأداء الصلاة على وقتها تحصينهم بالدعاء دائما والترابط الأسري بينهم حتي بعد وفاه والدهم مستشهدة بتفوقه نجلها الأخير يعود الفضل فيه إلى أشقائه الأكبر سنا إلى مساعدة أشقائه له في المذاكرة وتحملهم أعباء مصاريف الدروس الخصوصية طوال سنوات مراحل التعليم المختلفة.

زغاريد الحزن

قصة "حزن" مارينا جورج وديع لا تختلف كثيرا عن "عماد"، فقد استقبلت الأسرة، خبر حصولها على المركز الثاني مكرر، ضمن العشرة الأوائل، بالزغاريد، رغم أن والدها مات قبل عدة أيام.

وتقول "مارينا" لـ"أهل مصر"، إنها تشعر بحالة من السعادة غير المسبوقة، وبخاصة أن عائلتها في حالة حداد لوفاة والدها منذ أيام، ووسط بكاء شديد، أهدت الطالبة نجاحها إلى روح والدها، وأسرتها، نظرا لمساندتهم إياها طوال الطريق.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً