ads
ads

الروس خدعوا ترامب في سوريا.. إيران سيطرت عليها بـ150 ألف مقاتل شيعي.. و4 أزمات تواجه السياسة الأمريكية

كتب : أهل مصر

"لقد ولت أيام القيادة، واليوم نحن نتبع الآخرين من الخلف"، بهذه الكلمات، انتقد مدير مشروع مكافحة الإرهاب في معهد دراسات الشرق الأوسط بواشنطن، تشارلز ليستر، سياسة الولايات المتحدة في الصراع بسوريا، خاصة الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار بالجنوب.

وقال موقع الديلي بيست الأميركي، نقلاً عن ليستر أن السياسات الأميركية تعد اعترافاً من الولايات المتحدة الأميركية فعلياً بهزيمتها أمام روسيا وإيران، ويعكس كيف "تخدع" روسيا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتخرج إيران بالنصيب الأكبر من المكاسب في سوريا.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والأردن، قد أعلنت الجمعة 7 يوليو 2017، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار جنوب غربي سوريا بداية من 9 يوليو وذلك بعد أول اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة الدول العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية.

ورغم أن مصادر أمريكية للموقع قد أكدت في وقت سابق أن الرئيس ترامب يقدم بداية استراتيجية جديدة في سوريا وهي استراتيجية تقوم على المدى القصير على:

- إبقاء الأسد في السلطة.

- الموافقة لفكرة المناطق الآمنة التي اقترحتها موسكو وحلفاؤها.

- الاعتماد على التعاون مع موسكو والقوات الروسية في تمشيط أجزاء من البلاد.

وقال إنه يمكن التعبير عن فكر إدارة ترامب الجديد في سوريا بالآتي: القوات الأميركية موجودة في سوريا فقط لقتال ما يسمى بتنظيم داعش، وهي ليست في موقفٍ يسمح لها بتحدي شرعية نظام بشار الأسد، رغم جرائمه المُتعددة.

كما ترى إدارة ترامب أنه لا بد من الاعتراف بحقيقةِ أن روسيا قد استثمرت الكثير في سوريا، وعرضها لإعادة إنشاء المناطق المنكوبة هو طريقها الأمثل لترسيخ الاستقرار.

واعتبر أن الولايات المتحدة بذلك تمنح غطاءً دبلوماسياً لما يعد بكل المقاييس آلية روسيا الاستراتيجية الأولى لتوفير ضمانة منهجية لإنتصار الأسد، عبر تجميد الجبهات انتقائياً؛ من أجل تحرير قوات موالية للنظام للقتال في مناطق أخرى.

ورأى أن هناك 4 مشكلات أساسية في الاستراتيجية الأميركية بسوريا كما هي الآن.

الأولى: فالولايات المتحدة تستمر بشكلٍ مضاد للمنطق في معالجة أعراض المشكلة، فيما تسمح لسببها الجذري (نظام بشار الأسد) بالنجاة.

وتظهر وثائق جديدة أن 13029 سورياً قد قتلوا بسبب التعذيب منذ مارس 2011، وقتل نظام الأسد 99.2% منهم (12290).

بالمثل، فقد سُجل مقتل 24799 طفلاً خلال النزاع، 85.2% منهم (21123) قُتلوا بأسلحة نظام الأسد.

هذه الحقائق وغيرها الكثير هي المحركات الحقيقية للتطرف، وأياً كان الشكل الذي ستتخذه داعش لاحقاً، فإنه سيكون مستفيداً وحريصاً على استغلال عدم الاستقرار المستمر في سوريا.

يرى ليستر أن تنظيم القاعدة هو الأكثر استفادة من هذا الوضع، فقد زرع تنظيم القاعدة نفسه عميقاً في صفوف معارضي الأسد، رابطاً مصيره بمصير الثوار السوريين.

ووفقاً لهذا المعيار، فإن قبول الولايات المتحدة ببقاء الأسد، وبانتصار روسيا وإيران، لن يصب على الأرجح في مصلحة أحد أكثر من تنظيم القاعدة.

المشكلة الثانية: هي ترك القرارات الداخلية في المناطق التي كان داعش يحتلها لقوات سوريا الديمقراطية، وقيادتها المتمثلة في وحدات حماية الشعب الكردية.

وكلاهما يحافظ على علاقات غامضة مع نظام الأسد، فيتشاركون السيطرة على بعض المناطق، ويتعاونون عسكرياً في مناطق أخرى، فيما يلتزمون بتخفيف متبادل لحدة التوتر بمناطق أخرى.

وقد اقترح مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية علناً ومن وراء الكواليس أن نتوقع من نظام الأسد أن يعيد مد نفوذه في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وأن ذلك لن يمثِّل مشكلة لسياسة الولايات المتحدة.

وبالاضافة للإعتداءات الموثَّقة لوحدات حماية الشعب على حقوق الإنسان، ورفضها السماح بتعدد الأحزاب السياسية، فإن عودة نظام الأسد في نهاية المطاف للمدن التي حرَرها الأميركيون من سيطرة تنظيم داعش لن يفعل شيئاً غير تعزيز الدوافع نفسها التي غذَّت تنظيمات كتنظيم داعش في المقام الأول.

مئات الآلف من المقاتلين الشيعة

استراتيجية محدودة لمكافحة الإرهاب مقترنة بقبول ضمني لإنتصار الأسد- تعني أن إيران أحرزت نصراً استراتيجياً هائلاً.

فعلى مدار السنوات الماضية، استغل الحرس الثوري الإيراني حالة عدم الاستقرار؛ من أجل إنشاء شبكة واسعة من الميليشيات الشيعية عبر الشرق الأوسط.

واليوم، في عام 2017، ربما تحظى إيران بنفوذ كبير، إن لم تكن سيطرة فعلية، على أكثر من 230 ألفاً من رجال الميليشيات في روسيا والعراق ولبنان مجتمعة، وهذا العدد يتضمن 150 ألفاً في سوريا وحدها.

ومع أن الاتفاق الأخير لوقف التصعيد في الجنوب الغربي السوري يتضمن بنداً يُلزم الميليشيات المرتبطة بإيران بالإنسحاب من المنطقة المحاذية لإسرائيل- فإن لطهران تاريخاً من سحب أصولها من المنطقة بسبب الضغط الخارجي ثم بعد ذلك تعود لتتسلَّل إليها مُجدَّداً حين تسمح الظروف، وما مِن سبب يدعونا لاعتقاد أن هذه المرة مختلفة بأي قدر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً