وقف واضعًا يديه على وسطه، رافضًا التحرك سنتيمتر واحد، لم يتحرك له ساكنًا وهو يُشاهد الدماء تملأ الأرض، مكتفيًا بمشاهدة أرواح أبرياء تزهق على أيدي هؤلاء الخارجين على القانون.. هكذا تابع أحد المواطنين عملية إرهابية في وضح النهار، أمس الجمعة، استهدفت كمين شرطة بمنطقة البدرشين بمحافظة الجيزة، وعلى الجانب الآخر اكتفى الأهالي والمارة بمشاهدة الجريمة حتى أنهى الإرهابيون مهمتهم ولاذوا بالفرار.
"نفسي نفسي" شعار رفعه المصريون خلال الفترة الأخيرة، ليتخلوا عن "الشهامة" تلك الموروث الشعبي الذي عُرف به المصريون، وتستعرض "أهل مصر"، خلال السطور التالية أراء خبراء الأمن وعلم النفس لتحليل هذا المشهد.
علامات استفهام
من جانبه، قال اللواء محمد نور، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن طريقة تعامل المارة مع الحادث الإرهابي الآثم بالبدرشين يثير علامات الاستفهام وليس له تفسير، وبخاصة أنه وقع أمام أعين عدد من المواطنيين وبالرغم من ذلك لم يتحركوا للسيطرة على المنفذين أو إنقاذ رجال الشرطة.
وأضاف نور، في تصريح خاص لـ"هل مصر"، أن رجال الشرطة يضحون بأرواحهم للدفاع عن الوطن والمواطنين، ويجب على الناس مساعدتهم فى لحظة الخطر، مؤكدًا أن الحادث الإرهابي يأتي ردًا على العمليات الاستباقية الضخمة التي نفذتها وزارة الداخلية والجيش ضد الجماعات الإرهابية ونجاحها فى القضاء على عدد كبير من أفرادها.
وشدد مساعد الوزير، على أن البلاد فى حالة حرب ضد الإرهاب، ويجب على الجميع التكاتف لمواجهة ذلك الخطر.
طبقة "الشهامة" ماتت
"يجب التدخل السريع، لإنقاذ المجتمع المصري من الحالة المتردية التي وصل إليها، فهناك عشوائية كبيرة في الأخلاق"، قال الخبير في الطب النفسي، دكتور جمال فرويز، مشددًا على ضرورة إعادة زرع الأخلاق والقيم، وإعادة هيكلة منظومة التعليم، وكذا تأهيل المعلمين أخلاقيا قبل تقديمهم للطلاب.
وأوضح فرويز، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أنه في "عصر الشهامة" كانت الطبقة الوسطى تُحافظ على الأخلاق، إلا أن هذا لم يعد له أثر في الوقت الحالي، بسبب الظروف الاقتصادية الأخيرة، التي خلطت بين الطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة.