ads
ads

التجحر الرئوى.. مرض يجنيه عمال الدهانات بدمياط من أجل "لقمة العيش"

كتب : أهل مصر

أكل العيش مر ولكن الأمر أن يكون مصحوب بالمرض، جملة تتردد فى أذهان أبناء دمياط، فتعانى المحافظة من إنتشار ورش رش "البرويتان والبليستر" والتى تستخدم فى دهانات الأثاث وما تنتجة هذه المواد من أثار غاية فى الخطورة فهى تساعد على إنتشار أمراض الصدر مثل الإلتهاب الرئوى والنزلات الربوية والتحجر الرئوى الذى يؤدى إلى الموت المفاجئ خاصة وأن معظم هذه الورش فى مناطق التجمعات السكانية مما يجعلها بمثابتة قنبلة موقوتة فى دمياط ونعرض لكم فى السطور القادمة حجم المعاناة لأهالى دمياط بسبب "البرويتان".

20% من مصابى التجحر الرؤى بدمياط من الأطفال

أكدت الإحصائيات أن مستشفى الصدر بدمياط تستقبل سنويًا أكثر من 140 ألف مصاب بالنزلات الربوية والتحجر الرئوى من بينهم 20 % من الأطفال ويرجع ذلك نظرًا لما تحتوية هذه المواد من مواد حارقة تساعد على تهيج الغشاء المخاطى مما يؤدى لإنقباض الشعب الهوائية ومن ثم الإصابة بالنزلات الربوية والتى قد تؤدى عند الأطفال إلى الوفاة هذا فضلا عن التحجر الرئوى والذى يؤدى أيضًا فى كثير من الأحيان إلى الموت المفاجئ وتعد نسبة الإصابة بالقرى أكثر من المدينة لإنتشار هذه المهنة فى الريف بشكل كبير

أكثر المناطق تأثرًا بالعدوى

تعد قريتى "الشعراء وعزب النهضة" هم أكبر تجمع لعمال الدهانات على مستوى المحافظة ولذلك يعد معظم ساكنى هذه المناطق أكثر الأشخاص عرضة للمرض ونجد أيضا أن نسبة إنتشار الأوبئة بها تتخطى الـ 60 %

وفى هذا الأمر جاء رأى الدكتور محمد عبد الله مدير مستشفى الصدر السابق بدمياط أن هذه الورش تعد أشد خطورة من مصانع أجريوم لوجودها فى التجمعات السكانية، خاصة فى الشوارع الضيثة والبالغ مساحتها من 2: 3 متر لافتًا إلى أن هذه المسافة تساعد على إنتشار الأمراض بصورة كبيرة فلا يقتصر دورها إصابة العامل فحسب بل وإصابة الأشخاص داخل منازلهم ولا نستطيع أن نقضى على المرض بشكل نهائى طالما هناك مثل هذه المواد تتبع بشكل يومى ودورى فستظل دمياط موطن هذا المرض على الدوام ولعل أهم الحلول لهذه المشكلة توفير كبائن رش تستخدم فى هذا الشأن والإلتزام بمعايير الأمن الصناعى.

بينما قال محمد الحطاب أمين صندوق نقابة صناع الأثاث المستقلة: أن جميع المواد التى تستخدم فى الدهانات ملوثة للبيئة ولكن يعد البليستر والبرويتان أشدهما خطورة فهى مواد ذات طبيعة مسرطنة لذلك محرمة عالميًا والأكثر عرضة للإصابة هم الأطفال وإذا حاولنا أن نجد مواد بديلة سنجدها باهظة الثمن لا يقدر على شرائها أحد خاصة ونحن نعانى من أزمة إقتصادية كبيرة

وأكد "الحطاب" أن هناك إتجاه من القيادات التنفيذية بالمحافظة لحل هذه المشكلة فقد تواصلنا مع مصانع الإنتاج الحربى ووتحديدًا مصنع 99 الحربى والذى يقوم الأن بإنتاج كبائن رش لتساعد على الحد من إنتشار الأوبئة وتخفيف نسبة التلوث بالجو ويأتى هذا من خلال دعم المحافظة لهذا المشروع ونتمنى أن يدخل معنا الصندوق الإجتماعى لتوفير سعر الكبائن وجعلة فى متناول الجميع

وقال محمد شهبو أحد العمال: لو حبيت أجيب كبينة هلاقى شروط صعب توفيرها فالمحافظة قالت إنه لازم يكون الشارع عرضة 6 أمتار أمام كل ورشة ودى حاجة صعبة جدًا خصوصًا وإن الشوارع هنا ضيقة ولا تسمح بذلك، ده غير ان الأماكن البديلة بعيدة جدًا ومش هانقدر على تسليم الشغل بالشكل المطلوب.

وجاء رأى محمد عزمى قائلا: إحنا عايزين نعرف شروط السلامة والصحة المهنية اللى إحنا بنسمع عنها دى لية مش بنشوف حد منهم يجى ويدربنا أو على الأقل يقولونا شروط تنفعنا إنما أغلية العمال مايعرفوش حاجة عن الموضوع ده لإن ما فيش توعية ونقدر نقول إن مافيش سلامة وصحة مهنية فى دمياط

فيما جاء رأى مصدر أمنى أن مستقبل أبناء دمياط فى الإلتحاق بالكليات العسكرية ينهار يوما بعد يوم ففرص إلتحاقهم بهذه الكليات سيصبح أمرأ صعبًا مع مرور الوقت

وعن دور الغرفة التجارية فى مواجهة هذا الأمر قال النائب محمد الزينى عضو مجلس النواب ورئيس الغرفة التجارية بدمياط، أن الغرفة تعقد ندوات تثقيفية وورش عمل للتدريب على أسس السلامة والصحة المهنية كما أنها قد تدخلت أيضًا فى توفير الكبائن المصرح بها بيئيًا بالتعاون مع غرفة تحديث الصناعة بالمحافظة، فضلًا عن عقد بروتوكلات مع شركات عالمية لتوفير مواد خام بديلة صديقة للبيئة من أجل الحد من انتشار الوباء بين الأهالى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً