حقيقة "أقنعة الأكسجين" على متن الطائرات

يعتبر استخدام أقنعة الأكسجين من النصائح الأساسية في كل رحلات الطيران في حال التعرض إلى أي طارىء خلال السفر. فكيف تعمل هذه الأقنعة وتحت أي ظرف من الظروف، ومقدار الأوكسيجين الذي تحويه؟ سنعرف الإجابة من خلال تحقيق نشره موقع صحيفة "التلغراف" البريطانية.

هل المسألة مرتبطة بالسلامة، أم أنها مجرد وسيلة لمنع غياب الركاب عن الوعي خلال مراحل هبوط الطائرة. فيتبين أنَّ الارتفاعات التي تصل إليها الطائرة تكون فيها مستويات الأكسيجين ضئيلة، ولكن الأنظمة المستخدمة في الطائرة تساهم في الحفاظ على الضغط داخل الطائرة بمستويات تنسجم مع ارتفاعها إلى 5 أو 8 آلاف قدم تقريباً.

بالتالي، يعتبر الحفاظ على مستويات مناسبة من الضغط داخل الطائرة من الأمور الهامة، وخصوصاً أن فقدان الضغط وبشكل مفاجئ ممكن أن يكون خطيراً ويؤدي لتحطم الطائرة، مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتمالات الضئيلة لحدوثها.

خسارة الضغط قضية هامة ويحتمل أن تكون خطرة، وإذا حدث ذلك فجأة - بسبب قنبلة، على سبيل المثال - فقد يؤدي إلى تلف أو تدمير الطائرة. ولكن لحسن الحظ، في الحالات غير المتفجرة يسهل لأفراد الطاقم التعامل مع حالات مماثلة.

"التحطم أو الوفاة جراء مشكلات في الضغط الجوي غير شائعة للغاية، حتى عندما يكون الضغط سريعاً نسبياً وناجماً عن حفرة أو ثقب"، بحسب ما يوضح باتريك سميث، وهو طيار قمرة قيادة. "إذا انخفض الضغط في قمرة القيادة إلى عتبة معينة، فإن الأقنعة تنزل من السقف، لذا عندما تواجه هذا المشهد، عليك الإمساك بالقناع الخاص بك والاسترخاء، فإن الطائرة تكون على ارتفاع آمن قريباً، وهناك عدة دقائق من الأوكسيجين النسخ الاحتياطي للجميع".

عدة دقائق؟ هذا قد يكون أقل مما كنت تتوقع. لذلك يفترض أن يتم نزول إلى ارتفاع آمن جداً على عجل. أي على المسافرين ارتداء الأقنعة والاسترخاء قدر الإمكان لحين قيام الطيارين باللازم والوصول بالطائرة إلى الارتفاع المناسب (10 آلاف قدم) لعودة الضغط إلى مستوياته الآمنة.

ولمَن لا يعلم جيداً ما يحويه قناع الأكسجين ليس أكسجيناً في الحقيقة ولا هواء مضغوطاً، إنما مزيج من المواد الكيميائية التي يؤدي تفاعلها إلى إطلاق الأكسجين.

إن كنت ترفض استخدام القناع فإنَّ غياب الضغط في الطائرة سيؤثر على دماغك، مسبباً عوارض عدة من بينها الغثيان والصداع. أما في الحالات التي وضعت فيها القناع ووجدته غير منتفخ فهذا لا يعني عدم قدرتك على التنفس، بل يرجع إلى آلية عمل القناع الذي يرتبط بسرعة الشهيق والزفير وليس بخروج الأوكسيجين.

ويلفت الخبراء إلى أن فترة استخدام القناع تراوح بين دقائق معدودات وربع ساعة ما يعتبر وقتاً كافياً لحل مشكلة الضغط في الطائرة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً