مع دخول الصيف والارتفاع الشديد في درجات حرارة الجو، من المعتاد أن تشهد بعض المناطق على اختلاف مواقعها وطبيعة نشاطها حرائق، إما بسبب ماس كهربائى وهو السبب الشائع دائما، أو لأسباب أخرى مختلفة.
ولعل صيف العام الماضي كان الأكثر من حيث الحرائق التي توالت تباعا بالقاهرة والمحافظات، ولكن كان أخطرها وأكثرها اشتعالا وخسائر اقتصادية واجتماعية ضخمة هى حرائق الأسواق الشعبية، ولعل أبرزها حريق الغورية والرويعى بالعتبة فى مثل هذا الوقت من العام الماضي، والتى لم تتحدد أسبابها بعد.
وربما بدأت الحرائق هذا الصيف مبكرا عندما أتت النيران على جانب كبير من سوق "إمبابة" الشعبى مطلع الشهر الجارى، ما أدي لخسائر قدرها أصحاب المحلات بحوالى 30 مليون جنيها ثمن البضاعة والمحلات التى احترقت.
فى ظل عدم معرفة الأسباب الحقيقية لاشتعال هذه الحرائق التى حدثت فى أوقات متأخرة من الليل مما حال دون وقوع خسائر فى الأرواح، تعد حماية هذه الأسواق ووقايتها أو على الأقل توافر الاستعدادات اللازمة للسيطرة على الوضع فى حالة حدوث أى خطر.
سوق اسوان
نشب حريق في محيط محلات السوق التجاري بمدينة إدفو نتج عنه إصابة 4 افراد من الحماية المدنية المشتركين في اطفاء الحريق باختناقات وتماثلوا للشفاء وخرجوا من المستشفى، وأوضح "محافظ أسوان اللواء مجدى حجازى" أن الحريق لم يسفر عن خسائر فى الأرواح.
تمت السيطرة على حريق محلات السوق التجارى بمدينة إدفو، بعد تكاتف الجهود من الحماية المدنية والإسعاف، بالإضافة إلى مشاركة طائرة هليكوبتر فى إطفاء الحريق، مشيرًا إلى أن الحماية المدنية تقوم الآن بعملية التبريد لأثار الحريق وتم تشكيل لجنة فنية لمعاينة المنازل القريبة من السوق التجارى والتى تعرضت واجهتها لأثار الحريق لحصر الأضرار الناجمة، وعقب انتهاء أعمال التبريد ستقوم لجنة لحصر الخسائر وأعداد المحال التجارية.
من جانب أخر تم الاستعانة بطائرات هليكوبتر لإطفاء حريق السوق التجارى فى مدينة إدفو بأسوان والذى نشب اليوم.
سوق إمبابة
لعلها كانت البداية بالاسواق المحترقة خلال الشهر الحالى، والذى تحول إلى خراب ودمار، فى الوقت الذى كان بائعوه ومحلاتهم يستعدون لاستقبال الزبائن والمشترين استعدادا لعيد الفطر المبارك.
هذه المرة كان هناك إنذار على حدوث الحريق، حسبما أكد أحد الباعة بالسوق، والذى قال إن كشك الكهرباء الرئيسى أصدر شررا كبيرا قبل الحريق بأسبوع، وقامت إدارة الكهرباء بالحى بإصلاحه، وبعد مرور أيام على إصلاح العطل فوجئنا بتسبب الكشك فى احتراق السوق بالكامل.
من الواضح أن هناك مشكلة تتعلق بالكهرباء فى المنطقة، ولكن اللافت للنظر أنها مشكلة قديمة وتكرر حدوث حرائق من قبل فى نفس المكان ولنفس السبب، ولكن لم يكن هناك أى تغييرات حقيقية تحول دون تكرار الأمر.
سوق الرويعي
مند اقل من عام تقريبا نشب حريق بسوق الرويعي "العتبة" اسفر عن وفاة ثلاثة اشخاص واصابة عدد اخر بحروق، وخسائر بملايين الجنيهات لم يتم حصرها على وجه الدقة، ولم يعلن وقتها سبب محدد للحريق حيث استيقظ اهل القاهرة علي نيران تحرق ما يقرب من 238 محلا ومخزنا حتى تمكنت قوات الحماية المدنية من إخماد النيران التى استمرت لصباح اليوم التالى.
سوق الغورية
نعود للوراء عاما اخر حيث انه لم يمر سوى 24 ساعة على وقوع حادث الرويعى الضخم بالعتبة حتى استيقظ سكان منطقة الغورية بحى الحسين على صوت سيارات الإطفاء تسرع للوصول إلى المنطقة فى وقت متأخر من الليل للسيطرة على الحريق الذى اندلع بالسوق ودمر حوالى 14 محلا وفاترينة، وخلف خسائر اقتصادية بالملايين، دون ضحايا فى هذه المرة.
ويعد سوق الغورية أحد الأسواق الشعبية والتى تشتهر ببيع الملابس والمفروشات، والتي تتميز برخص اسعارها، ويقع هذا السوق فى شوارع شوارع صغيرة جدا بالكاد تسمح لمرور شخصين بجوار بعضهما، وهى مزدحمة طوال الوقت نهارا وليلا، ما يصعب كثيرا من قدرة رجال الإطفاء على الوصول لمناطق الحريق والسيطرة عليها قبل امتدادها لباقى المحلات بالمنطقة.
من جانبه اكد اللواء "عبد القادر عبد القادر" مدير الحماية المدنية سابقا، عن اسباب نشوب الحرائق بالاسواق وفقدان السيطرة عليها أن ذلك يعود الي التخزين الخاطئ، وأنه يجب اتباع الاساليب الفنية في تخزين المواد القابلة للاشتعال وعدم وضعها بجانب مواد ملتهبة، ويجب توافر الوعي الكافي لدي المواطنين، وضرورة توافر وسائل الاطفاء وعدم الاعتماد علي وسيلة واحدة للتعامل مع الحرائق.
وأضاف أنه يجب الاهتمام بالتوصيلات والكهرباء وضرورة الكشف عليها بشكل دوري واكد علي حتمية عدم استخدام وسيلة واحدة للاطفاء