أدى انتشار سماسرة التنسيق أمام المدينة الجامعية بجامعة القاهرة إلى العديد من التساؤلات، حول مدى انتهاء مهمة هؤلاء السماسرة عند تسجيل الرغبات فقط، أم يمكن أن يكون هناك ما هو أبعد من ذلك، ولماذا تخصص كافة الجامعات معامل كليات الحاسبات والمعلومات، وكليات الهندسة بجامعتها لاستقبال الطلاب، لتسجيل رغباتهم.
وانتشر سماسرة التنسيق، خلال الفترة الماضية التى بدأت فيها أعمال المرحلة الأولى من تنسيق العام الحالى 2017 أمام البوابة الرئيسية لمكتب التنسيق الرئيسى بجامعة القاهرة، فى محاولة لاستقطاب طلاب الثانوية العامة الراغبين فى الالتحاق بالكليات التى تشترط اجتياز اختبارات القدرات للقبول بها.
وذكرت مصادر، أن الأمن الإدارى التابع لجامعة القاهرة، حرر العديد من المذكرات الخاصة بتواجد عدد من الأشخاص بمحيط مكتب التنسيق لاجتذاب طلاب الثانوية العامة وتسجيل رغباتهم مقابل مبالغ مالية، مشيرا إلى أن عدد هؤلاء الأشخاص يتكاثر مع بداية المرحلة الثالثة للتنسيق، وذلك لأنه خلال هذه الفترة تكثر الإعلانات الخاصة بالمعاهد والكيانات غير المعتمدة من قبل وزارة التعليم العالى والبحث العلمى.
من جانبه، أكد السيد عطا رئيس مكتب التنسيق ورئيس قطاع التعليم بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن انتشار سماسرة التنسيق أمام الجامعات المصرية، يعتبر كارثة حقيقة يقوم بها أولياء الأمور والطلاب، حيث يقومون بوضع الرقم السري أمام أعين العديد من السماسرة لتسجيل رغباتهم.
وأوضح في تصريح خاص لـ "أهل مصر، أنه يحذر الطلبة وأولياء الأمور من التعامل مع سماسرة التنسيق المنتشرين أمام المدينة الجامعية، وكليات الهندسة، حيث إنه من السهل أن يقوم أحد هؤلاء السماسرة بتغيير رغبات الطالب في أي وقت طالما لديه الرقم السري، حتى وإن كان الطالب غير موجود، لذلك لابد أن يتوجه الطلاب إلى معامل الجامعات المنتشرة بكافة المحافظات، والتي قامت بزيادة سرعة الإنترنت بها لاستيعاب كافة الطلاب، ويمكنهم أن يقوموا بالدخول لموقع التنسيق من على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.
وأضاف أن المرحلة الثانية من التنسيق يمكن أن تنطلق مساء الاثنين المقبل بعد إعلان نتيجة المرحلة الأولى، مشيرًا إلى أنه لابد أن يبتعد أولياء الأمور عن هؤلاء السماسرة، والتوجه إلى معامل الكليات مباشرة، حيث يوجد هناك العشرات من المشرفين الذين يقومون بتوجيه الطلبة وأولياء الأمور، بدلا من السماسرة.
وكشفت مصادر بوزارة التعليم العالي، عن وجود تنسيق كامل مع الجهات الأمنية، لمواجهة سماسرة التنسيق، حيث أرسل الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي خطابا رسميا لوزير الداخلية، وكل الجهات الأخرى المتعاونة مع الوزارة في إنجاز مهمة التنسيق للعام الحالي، ومن بينها المطافي والمرور.
وأوضحت المصادر، أنه سيتم إلقاء القبض من قبل لجنة الضبطية القضائية على أي شخص يكون في محيط مكتب التنسيق أو داخله لتوزيع بيانات أو إعلانات لكيانات تعليمية وهمية أو محاولة استقطاب الطلاب لتسجيل رغباتهم مقابل مبلغ من المال.