قطر في ورطة بسبب الأزمة الدبلوماسية بين الكويت و إيران

كتب : سها صلاح

صحيح أن الأزمة الدبلوماسية قد وقعت بين الكويت وإيران بعد تخفيض التمثيل الدبلوماسي لطهران ومغادرة السفير الإيراني من البلد الخليجي، لكن ثمة أزمة أعقد لقطر.

فقطر اليوم أمام معضلة حقيقية ربما تلخص ورطتها في المنطقة، حيث إنها مجبرة على توضيح موقفها مما حصل بين الكويت وطهران، فإما أن تنتصر للشقيق الخليجي الذي لم يقاطعها وحاول أن يكون وسيطًا بينها وبين دول المقاطعة، وعندها ستغضب إيران التي ارتمت قطر بأجوائها وحدودها وموانئها، ما يهدد بإجراءات عقابية إيرانية قد تكون بمثابة ضربة قاضية لحليفها القديم الجديد.

قطر ستستمر في سياستها الحالية لتتجنب امتعاض طهران، وحينها لن تقبل الكويت بطعنها في الظهر، خاصة وأن الموضوع يتعلق بأمنها القومي الذي حاولت إيران تهديده بدعم جماعات وتنظيمات من شأنها ضرب استقرار الكويت، التي لن ترضى موقفًا محايدًا من الدوحة وبالضرورة ستتخذ إجراءات شبيهة بإجراءات دول المقاطعة، الأمر الذي سيعمّق عزلة قطر.

لكن سياسة الاصطياد بالماء العكر التي تتسم بها إيران، قد تكون المخرج الذي تعتمد الدوحة عليه، فهي تدرك أن طهران تصطاد اليوم في مائها ولا تريد أن تخسر استخدامها للورقة القطرية، ما قد يرجح تنسيقًا خلف الأبواب بين قطر وإيران لصياغة بيان شكلي يحفظ للدوحة شعرة معاوية مع الكويت، دون أن يؤثر ذلك على التعاون مع إيران.

لكن هذا الأمر مقيد بردة فعل الكويت وتعاطيها مع الموقف القطري ومدى إيمانها بجديته، وعدم قبولها لبيانات شكلية مخادعة دون خطوات عملية ومؤثرة من قبل الدوحة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً