لا أحد يختار اسم والده أو عائلته، كما لا يمكن أيضًا لأحد أن يختار اسم قريته، غير أن أهالي إحدى القرى بمحافظة قنا، قرروا تغيير هذه الحقيقة، واختيار اسمًا جديدًا لقريتهم، بدلًا من اسمها الذي سبب "إزعاج" وغضب، خاصة في عصر "السوشيال ميديا"، ليحولوا اسم قريتهم من "نجع كوم الكفار" إلى "نجع كوم المؤمنين".
"أهل مصر" زارت قرية "نجع كوم المؤمنين"، أو نجع كوم الكفار سابقًا، التابعة لمركز قفط جنوب محافظة قنا، والتي تبعد عن مركز قنا قرابة 20 كيلو متر، والتى يصل تعداد سكانها إلى قرابة 7 آلاف نسمة، ويمتاز مواطنيها بكرم الضيافة، والتقوى والتدين، وتشتهر أيضًا بأنها قرية تاريخية، وبها العديد من الآثار الفرعونية أسفل منازل مواطنيها.
القرية الصغيرة الواقعة وسط الزراعات بمركز قفط، تشتهر بزراعات القصب الكبري، حيث يعمل الآلاف من الأهالى في القرية في زراعة القصب وزراعة القمح، فضلًا عن عمل المئات من الأهالى في العديد من الوظائف الحكومية المختلفة بمؤسسات الدولة.
وعلي الرغم من محاولات أهالى القرية، لتغيير اسم القرية من قرية نجع كوم الكفار، إلى قرية كوم المؤمنين، ونجاح العديد من أعضاء مجلس الشعب والمجالس المحلية، قبل ثورة الخامس والعسرين من يناير، في تغيير اسم القرية لدى الجهات الحكومية، إلا أن الاسم مازال يشكل حالة من الانزعاج والسخط لدى الأهالي، بسبب بقاء الاسم القديم معروفًا لدى المواطنين، واستمرار إطلاق الاسم القديم شعبيًا على القرية.
ومن جانبه، قال أحمد عمر، أحد أهالي القرية، إن القرية كانت تسمى منذ قرون باسم قرية كوم نجع الكفار، وحاول المئات من الأهالي تغيير الاسم رسميًا وشعبيًا، ونجحت محاولات الأهالي بإقناع المجالس المحلية قبل ثورة يناير، بتغيير الاسم في مؤسسات الدولة لتصبح نجع كوم المؤمنين.
وأضاف عمر في سياق حديثه لـ"أهل مصر" أن الاسم قانونيًا تم تغيير، لكن الاسم القديم مازال معروفًا شعبيًا لدى أهالى القرية، ولدى المواطنين في القرى المجاورة بمحافظة قنا، مما يشكل غضب لدى المواطنين في القرية، بسبب أن الأهالى داخل القرية يمتازون بالتقوى والإيمان.
فيما أشار جمال عبده، أحد أهالى القرية، إلى أن قريتهم غيرت اسمها رسميًا في سجلات الدولة، إلا أن الاسم مازال في أذهان المواطنين في مختلف قري ونجوع مركز قفط، ولن يتم محو الاسم من ذاكرة المواطنين، إلا بوفاة المواطنون العجائز في القرية والقري المجاورة.
وتابع عبده في سياق تصريحاته، أن سبب إطلاق اسم كوم الكفار على القرية كان الإمبراطور ماكسيمان عام 286م بعد أن أطلق على هذا النجع اسم "كوم الكفار" بعد اعتناقهم المسيحية وتركهم لعبادة الأصنام، لذلك قرر أن يحرقهم فى أفران طينية، بل قام بإلقاء النيران عليهم من حصن طينى نصبه فى معبد الإله مين معبد إله الخصوبة، وهو المعبد الذى تم عقاب أحد الكهنة المصريين فيه بعد انكشاف أمره وتعامله مع الهكسوس.