الزواج هو تلك العلاقة السامية والرباط المقدس ولقد حثت كافة الأديان السماوية على سمو هذه العلاقة التي تعتبر أساس بناء مجتمع سليم ومعتدل حيث يتشارك الزوج والزوجة في وضع خطة مستقبلية واحدة ويصبح مصيرهما واحدًا، وحرص الإسلام على قيام الأسرة على المحبة والمودة والتعاون، ولكن قد يظهر من المشكلات ما يُكدِّر ويعكر صفو الحياة الزوجية واستمرارها، فيقع بين الزوجين التنافرُ والخصام، فلا يبقى مجالٌ للإصلاح، ولا وسيلةٌ للتفاهم والتعايش بينهما، مما يستدعي إنهاء رباط الزوجية على نحو لا تُهدرُ فيه حقوق أحد الزوجين، بدلًا من بقاء الزوجية مع الشقاق والنزاع والكره والضغينة، ويكون إنهاء رباط الزوجية بأحد الطرق الثلاث الآتية: الطلاق، أو المخالعة، أو التفريق عن طريق القضاء.
وقد بات الطلاق في مجتمعنا في الآونة الأخيرة يزداد بشكلٍ يومي، ففي الوقت الذي نشاهد فيه ارتفاعًا في نسبة تأخر الزواج نرى في الوقت نفسه الارتفاع الملحوظ في نسب الطلاق، تُرى ما هي أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في مجتمعاتنا العربية؟ وهل المشكلة في الظروف المعيشية وعدم قدرة الأزواج على الوفاء بمتطلبات البيت الزوجية؟ أم أن المشكلة في الاختيار منذ البداية؟
-حسب تقرير حديث لمركز معلومات مجلس الوزراء فمصر تحتل المرتبة الأولى عالميًا، بعد ارتفاع نسب الطلاق فيها من 7% إلى 40% خلال الخمسين عامًا الأخيرة.
-يتردد نحو مليون حالة طلاق سنويًا على محاكم الأسرة بمصر، وتقع 240 حالة طلاق يوميًا بمعدل عشر حالات طلاق كل ساعة.
-بلغ إجمالى عدد حالات الخلع والطلاق عام 2015 ربع مليون حالة، بزيادة 89 ألف حالة عن عام 2014.
-نسبة الطلاق ما بين 30 إلى 35 سنة 20% لعام 2013.. أى ما يعادل 30 ألف حالة، وفقًا لمركز التعبئة والإحصاء.
-تشهد محافظة الشرقية حالة طلاق كل ساعة طبقا لإحصائيات جهاز التعبئة والإحصاء عام 2013.
-رصد مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة بإمبابة وزنانيرى مأساة 1400 حالة طلاق.
-640 زوجة من السيدات اللائى وقفن أمام محكمة الأسرة تراوحت سنوات زواجهن بين " 15-20" عام والنسبة الباقية تراوحت بين "6- 10" سنوات.
-رصد 80% من السيدات التى تعرضن للطلاق الفرار من أن تكون زوجه ثانية و20% من المطلقات - زوجة أولى.
-يعد المجلس القومى للمرأة مقترحا بشأن مشروع قانون الأحوال الشخصية يتجه فيه للنص على اقتسام ثروة الزوج مع زوجته حال تطليقها بعد مرور أكثر من 15 عام على زواجهم.
ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلي حدوث الطلاق..
الخيانة
وتعتبر السبب الرئيسى في حدث الطلاق، لأنه من المفترض أن أساسيات إقامة علاقة زوجية ناجحة هي الثقة المتبادلة، فيجب على الزوج أن يكون وفيا مخلصا لزوجته ويجب على الزوجة أيضا أن تكون مخلصة ووفية لزوجها وهكذا تكون الحياة الزوجية هادئة وناجحة، ولكن الضربة القاضية لأي علاقة زوجية هي الخيانة؛ فالخيانة هي ذلك الداء الخبيث الذي يقتلع العلاقة الزوجية من جذورها ويلقي بها في مهب الريح ولا تستطيع مهما حاولت أن تغرس لها ثمارا من جديد ولذلك فالخيانة هي العامل الرئيسي والأول لحدوث الطلاق.
أولويات وتطلعات مختلفة
فلكل إنسان اهتماماته وطموحاته الخاصة وهذه نقطة هامة ويجب على الزوجين مناقشتها قبل الزفاف للوصول إلى نقط اتفاق فيما بينهما لأنه إذا لم يتم مناقشة الاهتمامات والطموح سوف يمثل ذلك عائقا أمام تستكمال الحياة الزوجية بعد ذلك، ولذلك فأفضل طريقة هو الجلوس سويا وترتيب الأمور أثناء فترة الخطوبة.
عدم توافر الوعي والنضج الكافي
غياب الوعي والنضج عند الزوجين أو إحداهما يكون عاملا ًرئيسيًا في الطلاق حيث لا يحدث توافق بينهما ومن ثم يشعر كلاهما بأن الزواج أمر معقد ويسبب الضيق والملل وليس المودة والرحمة والحب كما هو في الأساس.
الظروف المادية
يؤكد الخبراء أن الأمور المادية تعد عاملًا رئيسيًا وأساسيا ًللطلاق، فلأي زوجين يكون الوضع المالي شيء هام وضروري كي تستمر الحياة الزوجية بشكل طبيعي حيث أن عدم القدرة على الإنفاق وتوفير متطلبات المنزل شيء مهم وخطير جدا فعدم قدرة الزوج على الإنفاق على زوجته ومتطلباتها وكذلك أولاده تدفعه للطلاق.
الملل
يعتبر الملل من أكثر الأسباب المؤدية للطلاق، حيث يشعر كل طرف بالملل والروتين من الحياة الزوجية ونمطها الدائم الذي لا يطرأ عليه أي تغيير أو تجديد، ولذلك فيجب على الأزواج أن يعملوا على تطوير وتجديد حياتهم باستمرار ولا يرضخوا كفريسة للملل لأنه سوف يفتك بالحياة الزوجية ويقضي عليها ويحطمها إذا لم تتم مواجهته بسرعة.
فجوة التواصل بين الزوجين
قد يكون للزوجة أو للزوج أسرار خاصة يخفونها عن بعضهما وهذا أمر غير مستحب في العلاقة الزوجية حيث أنها علاقة مبنية على الصراحة والوضوح وعدم الالتزام بذلك يزيد من الفجوة والبعد فيما بينهما ولسد هذه الفجوة يجب أن يحرصا على التواصل والتحاور الدائم وليس أي حوار بل الحوار الذي يعمل على تقليل الفجوات وتقريب المسافات بينهما وزيادة ثقتهما ببعضهما، حيث نجد بعض الأزواج يعانون من عدم فهم كل منهما للآخر والسبب في ذلك هو عدم القدرة والافتقار إلى طريقة الاتصال المناسبة فيما بينهما، ولتعزيز التواصل بينهما يجب أن يتشاركا في الأفكار والمشاعر والرغبات فعدم العمل على سد تلك الفجوة سوف يزيد من عمق البعد بينهما وقطعا يكون الطلاق هنا أمر طبيعي.ِ