أكد الأثري على أبو دشيش عضو اتحاد الأثريين المصريين أن الجيش المصري قدم الغالي والنفيس على مر العصور في سبيل الدفاع عن الوطن.
وقال وأبو دشيش، في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، إنه من خلال الصور والرسومات على الأحجار توصلنا إلى قصص مجد وبطولات الجيش المصري القديم، حيث أثبتت تلك النقوش أن الجيش المصري على مر العصور يقدم الغالي والنفيس في سبيل المحافظة على أرضه، ضاربا أقوى الأمثلة في الحرب والسلام الذي كانت مصر تنفرد به قديما وليس حديثا فقط.
وأشار إلى أن الجندي المصري في مصر القديمة سجل انتصارته على جدران المعابد والمقابر، حيث نراه واقفا شامخا بيده السلاح مستعدا للحرب وللدفاع عن بلده، إما بالرماح أو السيوف أو الدروع أو الأقواس أو السهام، مرتديا زي الحرب ويحمي رأسه بخوذه القتال.
وأوضح أن الجيش المصري على مر العصور خاض العديد من الحروب للدفاع عن بلاده وأرضه، ومنها ما يتمثل في الحملات العسكرية لتأديب بعض القبائل من مثيري الشغب، والدفاع عن الوادي وما وراءه، وصد الهجمات العارمة من قبل الشعوب التي جاءت كريح عاصفة تهب من كل حدب وصوب طمعا في خيرات مصر، وكان الجندي المصري القديم يقدم الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن أرضه التي وهبها الله له.
وقال إنه يظل لبعض الحروب التي خاضها الجيش المصري دورا كبيرا في تحديد مصير الدولة المصرية حاضرها ومستقبلها، وإذا كانت حرب 1973 التي خاضتها مصر بهدف استعادة كرامتها واسترداد أراضيها التي احتلها العدو الإسرائيلي الصهيوني تعد أبرز وأعظم حروب مصر في التاريخ المعاصر، فقد شهد التاريخ المصري منذ العصر الفرعوني العديد من الحروب التي لا تقل أهمية عن حرب 1973.
كما عرض عددا من نماذج الجيش المصري فى تاريخ مصر القديمة، مؤكدا أن الجيش المصري القديم ضرب أروع الأمثلة في الانتصارات والحفاظ على شعبه وسلامة أراضيه، وإذا جاء وقت السلم عاش الناس آمنين، ورابطت القوات في معسكراتها واستقر الأسطول في موانيه، ففي عهد الملك رمسيس الثاني حارب الحيثيين في معركة قادش متبركا بالإله منتو إله الحرب لديهم، كي يساعده ويخترق الحصار ثم يلقى بهم في النهر، حتى جاءوا إليه وطلبوا السلم فاستجاب لهم ليضرب أعظم الأمثلة في السلم، وتعتبر هذه من أوائل معاهدات السلام مع الحيثيين، فكان الملك رمسيس الثاني رجلا للحرب للدفاع عن أراضية وللسلام أيضا، كما وثق ذلك في الكتابات المصرية القديمة.
وأكد أنه من النماذج المشرفة في تاريخ الجيش المصري أيضا الملك المحارب "سقنن رع "، أول ملك يموت في ساحة المعركة دفاعا عن حرية بلاده، وهو أحد ملوك الأسرة السابعة عشرة، ويعتبر الملك العظيم سقنن رع الثاني الملقب بلقب (تاعا)أي العظيم من أعظم ملوك مصر القديمة لأنه أول من بدأ الكفاح ضد الهكسوس المحتلين، وهو والد كل من الملك كامس والملك أحمس اللذين طردا الهكسوس من مصر.
ولفت أبودشيش إلى انتصار الملك رمسيس الثالث أشهر حاكم في الأسرة العشرين والفرعون الثاني والحاكم الأخير من الدولة الحديثة في مصر، على شعوب البحر الأبيض المتوسط، حيث حاصرهم بين جيشه الممتلئ بالسهام على الشاطئ وأسطوله الذي يلتف من خلف أسطول العدو، فقلب سفنهم رأسا على عقب.
كما أشار إلى الملك تحتمس الثالث قائد معركة "مجدو " الذي سحق الميتانيون، وأول من أقام أقدم إمبراطورية عرفها التاريخ امتدت من الفرات شمالا حتى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبا ويلقب ب(أبو الإمبراطوريات)، كما لقب ب"نابليون الشرق" ويعد من العبقريات النادرة في تاريخ العسكرية على مر العصور، وتدرس حاليا خططه العسكرية في العديد من الكليات والمعاهد العسكرية في جميع أنحاء العالم.