أجساد اليتمات الصغيرات تروي تفاصيل تعذيبهن بسبب الضحك بصوت عالٍ (صور)

في جو لا تسوده شفقة ولا رحمة، لكن يسيطر عليه لهيب الوعيد والتهديد لترسم ملامح التعذيب والقهر على أجساد فتيات صغيرات أوجعتهن الحياة بالبعد عن أهليهم، فهكذا جئن إلي الدنيا وهكذا شاء القدر أن يتخذوا من أحد الملاجيء مأوي لهم، لكنه سرعان ما تحول لدار ومأوي للتعذيب.

علي مقربة من "دار الشمس المشرقة" بالأقصر تعلو ضحكات الصغيرات اليتيمات البريئات "أمل 5 سنوات، حبيبة 6 سنوات، أميرة 7 سنوات، ومريم 8 سنوات" في لحظة تجمعهن ببعضهن البعض كتلك اللحظة التي تجمع طفلة بأطفال الحي الذي تقطن لكنهن عجزن علي تحقيق تلك اللحظة فسعين لتحقيقها داخل إحدي غرف الملجأ الذي يعشن فيه، لكن تلك الضحكات البرئية للصغيرات أغضبت مشرفة الدار فكيف لصغيرات يتيمات أن يضحكن ويلعببن بصوت عال! فليس من حقهن ذلك هن فقط أيتام لا أهل لهم فيكف يعلو لهن صوت.

فكرت المشرفة في عقاب يليق باليتيمات اللواتي لا يسأل عنهن هذا ولا ذاك فلم تجد سوي سلاح الوعيد والتهديد والعذاب لتضع بصمات التعذيب علي أجساد البراءة التي لم تجد من ينقذها، علامات التعذيب المنسوجة بأداة تنظيف دورات المياه، باتت كنيران تلتهب بجسد الصغيرات لكن لا حول لهن ولا قوة فلم يجدن من ليجأن إليه لإنقاذهن.

بات من المستحيل إيجاد منفذ وحيد لإخبار الأهالي بما يجري بداخل الدار لكن المفاجأة بعد تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لتعذيب الفتيات اليتيمات في مشهد أبكي آلاف القلوب ليس فقط بمدينة أسوان بل انتشر صداها حتي تخطي حاجز المحافظة، وتداول كافة صفحات التواصل الاجتماعي صور الفتيات بكافة أنحاء الجمهورية إلي أن وصل الأمر ليكون حديث الساعة.

تحول الأمر إلي كارثة وبدأ هيئات التضامن الاجتماعي تتحدث وتروي تفاصيل الواقعة وقرر وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالأقصر أحمد عبيد، اليوم الأحد، وقف مشرفة دار الشمس المشرقة لرعاية الأيتام عن العمل لاتهامها بـضرب وتعذيب 4 فتيات وذلك لحين انتهاء التحقيقات.

وقال عبيد في تصريح اليوم، إن مديرية التضامن حررت محضرا بالواقعة في قسم الشرطة وأحالت القضية للنيابة العامة.. مشيرا إلى أنه تم توقيع الكشف الطبي على الأطفال الأربعة وسيتم إرفاق التقرير بمحضر الواقعة.

كان محافظ الأقصر محمد بدر قد أمر بفتح تحقيق فوري، فيما تم تداوله على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص قيام مشرفة في دار أيتام "صن شاين الشمس المشرقة" بضرب وتعذيب عدد من الفتيات بالدار، وظهور آثار الضرب على أجسادهن، وتم تشكيل لجنة من الإدارة العامة للتفتيش المالي والإداري وتم استجواب الأطفال وأعمارهم 5 سنوات و6 سنوات و8 سنوات الذين أكدوا حدوث الواقعة.