على مساحة 17 فدان تزينه أشجار عتيقة، يقع قصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بقرية ميت أبو الكوم، التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، والتى عاش فيها السادات أغلب أيام حياته.
واستقبل القصر حشود ووفود من دول عالمية، إضافة إلى شهوده عدد من القرارات الصارمة، كما كانت ميت أبو الكوم شاهدة على عدد من الشخصيات التي غيرت مجرى التاريخ، بداية من زيارات الرئيس جمال عبدالناصر، وعدد كبير من الرؤساء ووزراء الخارجية.
كما شهدت اجتماعات وقرارات مصيرية، غيرت مسار الصراع العربي الإسرائيلي، وأكثرها أهمية قرار طرد الخبراء السوفيت "15000 خبيرا" خلال أسبوع من 15 يوليو 1972.
وتحولت القرية التى أراد السادات، أن يجعلها القرية النوذجية، إلى حالة يرسى لها عاقبها الحزب الوطنى الفائت وانتقمت منها جماعة الإخوان، عقب توليها مناصب الدولة لمدة عام، ويأمل الأهالى أن تعود القرية لطبيعتها فى عهد الرئيس السيسى، وعلى الرغم من كل هذا ما زالت القرية تحتفظ بالعديد من ملامحها التى وضعها السادات والتى بناها كالبيوت الحجرية، التى التى تبرع بمكافأة جائزة نوبل وكذلك حصيلة بيع كتابة الشهير البحث عن الذات لصالح بنائها تطوير القرية.
القرية التى كانت تحوى على أحد المطارات الخاصة بالرئيس الراحل، تحول اليوم طريقها إلى مطبات وحفر، لا يستطيع الفرد الغريب عنها الوصول الا بعد معاناة شديدة حيث عليه أن ينطلق من مدينة الشهداء، متخذا طريقا شبه المرصوف، إلى قرية كفر زرقان ومنها إلى ميت أبو الكوم بعد معاناة كبيرة.
"أهل مصر" أجرت عدد من اللقاءات مع أهالى مسقط رأس السادات، فى ذكرى نصر أكتوبر واغتيال الزعيم الراحل، بدأناها بأحد أهالى القرية الحاج محمود النحلة، الذى عاش مع السادات فى القرية وكان له مواقف عديدة معه.
يقول "النحلة": " السادات هو من انقذنا طوال العمر فالعشراعوام التى قضيناهم فى عهد السادات هم ما عشناهم طوال حياتنا، السادات بطل الحرب والسلام هو احسن رئيس حكم مصر هو الرئيس البطل وهو من انقذ مصر من الاحتلال ولن ياتى بعدة احد فهو انقذ مصر من احتلال كان سيظل طوال العمر وتسال النحلة لولا السادات لكنا مثل فلسطين الان".
وأضاف النحلة: "الريس كان راجل محترم راجل شعبى مسلم عربى اصيل لم نرى امام بعد منة وكنا بنقعد معاه فى الاستراحة وبنتكلم فى احوال البلد، السادات كان راجل متدين ولم يكن يقول لاحد منا لا وكان يقابل الناس جميعا".
وعن اغتيال السادات يقول النحلة: "الإخوان المسلمين هم من قتلوا السادات وهم فسقة وليس لهم الحق من ان يشربوا من ماء مصر، متسائلا هل الاسلام انهم يضربوا الناس لحد ما يموتوهم او يلقوا بالاطفال من على الاسطح هؤلاء ؟ هم ليسوا مسلمين والاخوان جابوا عبود الزمر والناس اللى قتلت السادات واقعدوهم معاهم فى الاحتفال وكنا دمنا بيتحرق لما شفنا المنظر والزمر بيلوح بايدة للناس وكانة فخور بقتل السادات".
وعن حالة القرية يقول النحلة: "ميت ابو الكوم بعد ما السادات مات اتوقف حالها الفلوس اللى كان معتمدها لها أكلواها السادات كان معتمد فلوس كتير بتاعت جائزة نوبل علشان تكمل البناية ولكنهم كالواها على البلد، مضيفا انا مش عايز اقول للسادات غير الله يرحمة وربنا يكرم اللى هيمسك البلد ويزيح غمة الاخوان عنها".
فيما يقول "محمد عبد العليم " عضو جمعية التنمية بالقرية: "إن المسئولين ابتعدوا بالكامل عن قرية ميت ابو الكوم وكاننا اصبحنا نتيع دولة اخرى واصبحوا يتفنون فى الكيل بالقرية وتعطيل مصالحها من اجل الانتقام من السادات الى درجة ان الاراضى التى بناها السادات مازلت موجودة حتى الان واننا نطالب بالحصول عليها من اجل استكمال مسيرة التنمية التى بداها الزعيم الراحل محمد انور السادات".
فيما يقول نزيه قنبر أحد العاملين فى قصر الرئيس الراحل: "القصر فى كل هذا التوقيت يشهد توافد الالاف من المواطنين علية واغلب الزوار من الناس الكبيرة فى السن اللى بتيجى هنا بتبكى على الباب اول ما بيشوفوا صورة السادات - مش هعرف اوصفلك - بيعيطوا بحرقة شديدة على ايام السادات".
ومن داخل متحف السادات يقول سامح الشحيمى أمين المتحف: "إن السادات شخصية اثرت فى العالم باكملة ومازال الجميع يذكرة بالخير والكل ياتى الان الى المتحف من اجل القاء نظرة على تاريخ رجل عظيم فى حياة مصر".
وأضاف أن المتحف يقوم بتسجيل أسماء الحضور وعدد من الكلمات التى يقولونها عن السادات، من أجل الذكرى وأن المتحف جمع توقيعات الآلاف من الزوار فى 87 سجلًا، لتظل قرية ميت أبو الكوم، مرتبطة باسم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ونصر أكتوبر.