قال الكاتب اﻹسرائيلي "باراك رافيد" إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ارتكب خطأ جسيما بموافقته على تركيب أجهزة الكشف عن المعادن على مداخل المسجد اﻷقصى، ﻷنها تسببت في اشتعال اﻷمور.
وأضاف في مقال بصحيفة "هآرتس" اﻹسرائيلية: سوء تقدير نتنياهو جعله عالق بين الصخور، وليس لدى حكومته أي حلول، فإذا أزالت البوابات، سوف يفسر على أنه ضعف، واستسلام للتهديدات، وإذا تركتها فقد تجد نفسها تنزلق نحو صراع عنيف في القدس والضفة الغربية، وأزمة مع العالم الإسلامي.
وفيما يلي نص المقال: بعد هجوم المسجد اﻷقصى اﻷسبوع الماضي، اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن هذا الحادث يحمل بذور صراع أكبر، نتنياهو بتلك الكلمات يتذكر ما حدث خلال ولايته الأولى عام 1996، وما حدث بعد زيارة "أرييل شارون" للمسجد الأقصى عام 2000، وأحداث صيف عام 2015.
وسعى نتنياهو لمنع التصعيد بإجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومع نجاحه في الساعات الأولى في احتواء اﻷمور، إلا أن البعض يستغرب كيف ارتكب هذا الخطأ بإقراره تركيب أجهزة الكشف عن المعادن على مداخل اﻷقصى.
وبعد 24 ساعة منع فيها على ما يبدو التصعيد، عكس ذلك القرار الاتجاه، وتفاقمت اﻷمور إلى حد كبير، مما أدى إلى الانفجار الذي وقع نهاية الأسبوع.
وجاءت موافقته على قرار تركيب أجهزة الكشف عن المعادن خلال مكالمة هاتفية مع قيادات أمنية في الحكومة قبل أن يستقل طائرته في زيارة تستغرق خمسة أيام إلى بودابست وباريس.
خطأ نتنياهو لم يكن فقط في تركيب أجهزة الكشف، ولكن في صنع القرار، رغم علمه جيدا أن المسجد اﻷقصى من أكثر النقاط تقلبا في الشرق الأوسط، سوء تقديره جعله عالق بين الصخور، وعندما اتضحت اﻷمور، لم يكن لدى الحكومة أي حلول جيدة، فهي إذا أزالت الكاشفات، سوف يفسر على أنه ضعف، واستسلام للتهديدات والاعتراف بأنها ليس لديها سيادة على المسجد اﻷقصى، وإذا تركتها فقد تجد نفسها تنزلق نحو صراع عنيف في القدس والضفة الغربية، وأزمة مع العالم الإسلامي.
وخلال الأسبوع الماضي تكلم نتنياهو علنا في مناسبات عدة، معربا عن قلقه إزاء التصعيد وحتى حول مخاطر الحرب الدينية المحتملة. قبل عدة أيام كان نتنياهو يميل ﻹزالة اﻷجهزة، لكن في اجتماع مجلس الوزراء صوت في النهاية على بقائها، بجانب التصويت على قانون "التسوية" الخاص بمصادرة الأراضي الفلسطينية الخاصة.
وحذر نتنياهو نفسه من أن هذا القانون سيقدم إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى.
في كلتا الحالتين السبب واحد الخوف من المنافسين السياسيين على منصبه، نتنياهو وجد نفسه في حكومة بدون يساري واحد مثل "ايهود باراك او تسيبي ليفني أو موشيه يعالون الذي يمكن أن يعول عليه لوقف اﻷمور الخطيرة.
صنع نتنياهو ذلك بيديه من خلال مخاوفه، فهي لن تمكنه من اتخاذ قرارات حكيمة بشأن مسائل الأمن القومي.
نظريا، كان نتنياهو يعرف ما هي الخطوة الصحيحة فيما يتعلق بالمسجد اﻷقصى، ولكن القرارات التي اتخذت العكس تماما، دعونا نأمل أن يتراجع قبل فوات الأوان.