كتبت: فريدة كساب ـ أسماء ناصر ـ إسلام نبيل ـ محمد أحمد ـ على السعودي
"تعبانين دنيا وآخرة"..هذه الجملة تُلخص معاناة كثير من المواطنين في الحصول على قبر يأوى رفاتهم بعد مماتهم، مثلما يعانون الأمرين للحصول على شقق سكنية تأويهم فى الدنيا، بعد الارتفاع الجنونى فى أسعار المقابر الذي أصبح العثور عليها من المعجزات.
أصبح بيزنس مساكن الأموات يفوق بكثير مساكن الأحياء، حيث ارتفعت أسعار المقابر لأكثر من 50 % فى فترة وجيزة جدًا، وتتراوح أسعارها ما بين 40 ألف جنيه للمساحات الصغيرة و150 ألف جنيه للمساحات الكبيرة إلى حد ما، وتختلف كل مقبرة عن نظيرتها من حيث عدة اعتبارات أبرزها التشطيبات، فمنها التشطيب اللوكس والسوبر لوكس، وغير المشطبة.
"أهل مصر" رصدت ظاهرة الغلاء فى بناء المقابر وتزيينها "سوبر لوكس"، وما تسبب فى ارتفاع أسعار المقابر لأرقام فلكية، ظاهرة أصبحت سبوبة وبيزنس يحقق الأرباح السريعة، التفاصيل في الملف التالي...
ــــ أزمة السكن "دنيا وآخرة" فى بني سويف.. الأهالى: أسعار "المقابر" نار لجأنا للدورين وجاري تصميم الثالث "الضرورات تبيح المحظورات"
مقابر الأموات بقري ومراكز محافظة بني سويف، تقع إما بين أحضان الجبل شرق النيل، أو الزراعات في قري الغروب التى تعاني نقصًا فى عدد المدافن، التي امتدت لها يد الأحياء وزحفت عليها، حتى أصبحت ملاصقة لها بل أصبحت المقابر عامرة بسكانها من الأحياء، ليس ذلك ما دفع الأموات للاستغاثة بعد امتلاء المدافن القديمة بجثث الموتى، وأصبحت غير قادرة على استقبال موتى جُدد، وعجز الأهالى عن توفير غيرها مع ضيق المساحات المخصصة لـ"المقابر" ورفض الوحدة المحلية تخصيص مساحات أخرى لاستيعاب الزيادة السكانية لـ"بيوت الآخرة" وتعنت مسئولى المحافظة فى التصريح بتجديد المقابر القديمة.
يقول عويس قرني، تربي، إن أسعار المقابر اختلفت كثيرا بين الماضي والحاضر، فاليوم المقابر تباع بالمتر عكس الماضي كانت بالقطعة فقد وصل سعر المتر في المقابر القديمة المجاورة للمساكن ما بين 3 إلى 4 آلاف جنيه، بينما في المقابر الجديدة إلى 2000 جنيه؛ لبعد مسافتها عن المنطقة السكنية، مضيفا أن أسعار البناء أيضا ارتفعت بشكل جنوني، وبدأ مقاولي البناء في احتساب سعر الطوبة "البولك الحجري " بمبلغ 3 جنيهات.
وقال محروس عبدالبديع: منذ 40 عامًا أتيت أنا ووالدتى من محافظة الفيوم إلى مدينة إهناسيا، هربًا من الفقر المدقع بعد وفاة والدى، وتزوجت ورزقنى الله بـ4 أولاد وبنتين، أخذتنى الدنيا ولم أفكر فى بناء مقبرة إلا عندما توفت والدتى منذ 5 سنوات وعجزت عن توفير مقبرة لها، إلى أن أنقذتنى أسرة زوجتى ووافقوا على دفنها بمقابر عائلتهم.
وتابع: منذ هذا التاريخ وأنا أطرق كل الأبواب الشرعية أملًا فى أن أحصل على موافقة على تخصيص قطعة أرض أنشئ عليها مقبرتين "رجال وسيدات" ولكن دائمًا أصطدم برفض الوحدة المحلية وهيئة الآثار بحجة أن المنطقة أثرية ويحذر الحفر بها أو البناء عليها، وأنا الآن لا أعرف ماذا لو جاءت الحاجة للمقبرة خاصة وأننى تجاوزت الـ65 من عمري.
وأضاف: الغريب أنه عندما وجه نجلي "على"، استفسارًا لموظف الآثار، "أبويا قرب يموت قلولنا هنعمل إيه؟" فقال له الموظف: "يا ابني إكرام الميت دفنه إبقي إدفنه عند حد قريبك لحد ما يبقى عندك مقابر تنقله فيها".
وأضاف سيد منصور غانم، مزارع: "عمرنا ما كنا نتوقع إن أزمة السكن هتوصل للمقابر، أصبحنا نقوم ببناء دور إضافى فوق المقابر، للتغلب على مشكلة عدم تخصيص أرض جديدة للمقابر، ولكن هناك الكثير من الشيوخ والدعاة اعترضوا على الدور الثاني فى المقابر، وأكدوا أنها غير شرعية، ولكن نتعامل مع المشكلة من منطلق "الضرورات تبيح المحظورات".
وقال جابر عبدالظاهر محيسن، عامل: بعدما فقدت الأمل فى الحصول على قطعة أرض بمقابر الشرق لإنشاء مقبرتين لى ولأسرتي، قررت أن أطرق بابًا آخر، وأتوجه للترابية ومن وضعوا أيديهم على قطع أرض وقاموا ببناء مقابر عليها، أثناء حالة الانفلات الأمنى التى أعقبت ثورة 25 يناير، واشتريت أنا وشقيقى مقبريتن جاهزتين بسعر 10 آلاف جنيه للمقبرة الواحدة، ولكن أخشى أن يتم إزالتها عندما تستعيد الدولة هيبتها وتفرض هيئة الآثار سطوتها على المنطقة من جديد.
من جانبه قال الشيخ سيد زايد، عضو لجنة الفتوى السابق ومدير مجمع الديري الأزهري، أنه لاحظ لجوء البعض لإنشاء المقابر من دورين، مؤكدًا أن المقابر العلوية مخالفة للشرع، فالأصل في دفن الميت أن يكون تحت الأرض حماية له من نبش الحيوانات المفترسة، ولقول رسول الله صلي الله عليه وسلم «احفروا وعمقوا وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد وقدموا أكثرهم قرآنا» وقوله تعالى «منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى» موضحًا: قال «فيها» أى فى باطن الأرض، ولم يقل «فوق» الأرض.
وتابع الشيخ سيد زايد: ولكن «الضرورات تبيح المحظورات» خاصة إذا تعذر إنشاء المقابر بهذه الطريقة الشرعية، فلا مانع من إنشاء دور إضافى فوق المقبرة، مسترشدًا بقوله تعالى: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر» ففي هذه الحالة فقط يجوز بناء مقبرة من دورين وبشرط أن تكون مغلقة ومصمتة وليست لها نوافذ، ويجوز أيضًا فى حالة ملئ القبور أن يوضع طبقة من الرمال أو التراب أو الحناء فى رفات الجثث المدفونة منذ زمن، ويتم دفن جثث أخرى فوقها، كما نفعل فى مقبرة «المُعلي» بمكة المكرمة، أما إذا لم تكن هناك ضرورة ووجدت أراض تتسع لدفن المسلمين فلا يجوز بناء المقابر في أدوار ويجب أن يكون الدفن فى باطن الأرض.
ــ رجال الأعمال والسماسرة يحتكرون بيع المقابر بالمنيا ولا عزاء للفقراء.. وحفارين يلجأون لإخفاء رفات الموتي لإعادة بيع المقابر
استحوذ عدد كبير من رجال الأعمال والسماسرة علي تجارة بيع المقابر بل وصل الأمر إلي تجارة بيع جثث الموتي في وضح النهار، وأصبح من يستطيع شراء مقبرة أو " فسقية " من الأغنياء والأعيان بعدما شهدت ارتفًاعا كبيرا خاصة بمركزي مغاغة وملوي.
استغل عدد من رجال الأعمال حاجة الأهالي إلي مقابر لدفن موتاهم لمواراة سوأتهم وقاموا برفع أسعار متر المقابر والذي يبدأ سعر المتر فيها من 1000 جنيه للمتر الواحد وتصل سعر المقبرة الواحدة إلي نحو 20 ألف جنيه فأصبح شراء المقابر للأغنياء فقط ولا عزاء للفقراء والبسطاء.
واحتل مركزي مغاغة بشمال محافظة المنيا وملوي بجنوبها المركزين اللذين يسجلان القيمة الأعلي من حيث أسعار بيع المقابر، ويرجع ذلك لتنافس رجال الأعمال والسماسرة لاستقطاب الأهالي بالمركزين نظرا لوجود عدد كبير من الأغنياء بالمركزين والتي يبدأ فيها سعر المتر من 1500 جنيه بينما تصل سعر المبرة أو "الفسقية " إلى 30 ألف جنيه أعدت خصيصًا لتكون مقابر أبناء الذوات.
علي العكس تمامًا يعيش أهالي القري المطلة علي الظهيرين الصحراوي والشرقي والذين لم يجدوا ملجأ لدفن موتاهم عد اختفاء السماسرة عن بيع المقابر سوي دفن موتاهم بالصحراء حتي أن بعضهم دفن موتاهم بالقرب من المعالم الأثرية بالمحافظة كتلك التي دفنت بالقرب من اسطبل عنتر.
أما في زاوية سلطان المعروفة بزاوية الأموات والتي تضم عدد كبير من الموتي يقطنون إلي جوار الأحياء في حياة هادئة سجل سعر متر المقابر بها 700 جنيه بالمقابر الجديدة البعيدة عن القرية لكن الوضع يختلف كثيرا لمن أراد الحصول علي مقبرة ريبة بالمقابر القديمة بالبلدة والتي تعج بآلاف المقابر فيستغل السماسرة الوضع ويقومون بهدم المقابر القديمة المشيدة بالطوب اللبن وبيعها من جديد بسعر 1000 جنيه للمتر، فضلا عن انتشار الأعمال المنافية للآداب وتجارة المخدرات بوسط المقابر ليلا.
وبمركز دير مواس يستغل عدد من السماسرة وتجار الموتي عدم تردد اهالي المتوفي لسنوات طويلة ويقومون بنقل الجثث إلى أية مقبرة ممتلئة ويقوم بهدمها ويبيعها من جديد بأسعار مبالغ فيها.
وبقرية جلال الشرقية مركز ملوي يختلف الوضع بعض الشيئ حيث أن المفاجأة التي صدمت الأهالي عقب اكتشافهم التلاعب بمقابرهم واختفاء الجثث منها، وبيع تلك المقابر لأشخاص آخرين دون علمهم، بواسطة شقيقين يعملان بتلك المنطقة ويتوليان مسؤولية حفر المقبرة أو كما يطلق عليها بسطاء الأهالي " الفساقي ".
فبين ليلة وضحاها ذهب الأهالي لدفن أحد موتاهم بالمقابر التي يمتلكونها لأكثر من عشرات السنوات وجدوا أن رفات الموتي اختفت من داخل المقبرة وليست تلك المقبرة فحسب بل وصل الأمر إلي اختفاء عدد كبير من رفات الموتي من مقابرهم حتى بلغ إجمالي تلك المقابر إلى 180 مقبرة " فسقية " واكتشف الأهالي أن شقيقين وراء اختفاء رفات الجثامين لهدم المقابر وبيعها لآخرين من جديد، وعلي الرغم من أنه تم تحذير الشقيقين من التلاعب بالمقابر وجثث الموتى، وعدم ارتكاب تلك الوقائع مرة أخرى بعد أن تم عقد جلسة صلح معهم وأخذ تعهدات عليهم، إلا أن الأزمة تزايدت خلال الأعوام الأخيرة، والتي تصل فيها سعر المقبرة الصغيرة إلي نحو 1200 جنيه والتي تباع من قبل الحفارين بشكل عرفي وليس رسمي وأغلبها تكون أملاك دولة.
بيزنس المقابر في قنا كاملة العدد.. "اللي عاوز يدفع أكتر"
"لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها".. هكذا قال رسول الله صل الله عليه وسلم، ناهيًا عن انتهاك حرمة القبور لأي سبب كان، لكن الواقع المرير التي يعيشه المواطنون في مصر من أقصاها إلى أدناها، بسبب أزمة السكن، وصعوبة الحصول على مسكن يلم شمل الأسرة، أجبر الجميع على الاحتماء ولو بظِل شجرة.. فكان القبر مسكنًا آمنًا لهم - يقربهم من ربهم - ويحميهم من الشارع.
في محافظة قنا بات الحصول على مقبرة في جبّانات مدن ومراكز المحافظة المختلفة، رحلة شاقة لا يقدر عليها سوى من يمتلكون واسطة أو لهم سلطات واسعة في بحور المحسوبية، ومن هنا تحوّلت "مقابر قنا" إلى بيزنس واسع "اللي معاه فلوس أو واسطة حلال عليه مقبرة".
"هنموت ومش هنلاقي مكان ندفن فيه.. كرامتنا اتهانت دنيا وآخرة".. بهذه الجملة عبّر مواطنون في مختلف مدن ومراكز محافظة قنا عن غضبهم الشديد من ارتفاع أسعار المقابر، وذلك بعد أن وصل سعر المقبرة الواحدة أو "الفسقية" - بلسان حال أهالي قنا، إلى ما يقرب من 15 آلاف جنيه، مؤكدًا أن الفحارين استحوذوا على المقابر وحوّلوها إلى تجارة ربحية، بعد قيامهم بالاستيلاء على أراضي جبلية قريبة من المقابر، دون رقابة من الوحدات المحلية المسؤولة.
"أهل مصر" أجرت محاولة هاتفية مع أحد المسؤولين عن "المقابر" في مركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، للتأكد من عملية تحوّل المقابر إلى "بيزنس جماعي"، وأوهمه بأنه يريد مقبرة في "جبّانات قرية الرحمانية" بمركز نجع حمادي، قائلًا: "والله أنا من قرية الرحمانية وكنت عايش في القاهرة ولسه راجع من هناك أنا والعيلة، والوالد أصر على إنه يشترلينا فسقية في البلد هنا، وكنت عاوز حاجة عندكم في البلد ممكن ولا اإيه ومستعدين لأي حاجة"، فرد "م. ع" المسؤول عن المقابر: "المقابر جميعها مشغولة، ولا يوجد مقابر فارغة خلال هذه الأيام".
وأشار خلال المكالمة الهاتفية إلى أنه من الممكن مساعدته في الحصول على مقبرة بأرض تابعة للمقبرة، لكنها تبعد عنها أمتار قليلة بالقرب من الجبل ويصل سعرها إلى 15 آلف جنيه، لكن شريطة عدم التحدث إلى أحد من المواطنين عن ذلك أو أحد من المسؤولين.. كل حاجة متظبطة وجاهزة، أو أنا ممكن أشوفلك حاجة في وسط المقابر بس دي سعرها هيزيد شوية".
"الفحار" يتعدى على أراضي صحراوية تابعة للدولة
"الفحار" أكد لـ"أهل مصر" أنه يمكنه الحصول على مقبرة بالقرب من الجبل، بسعر مادي متوسط يصل إلى 155 آلف جنيه دون الحصول على أي تراخيص من قبل الوحدة المحلية للمدينة أو المحافظة، فضلًا عن تأمين المقبرة ضدد حملات الإزالة، مستدركًا: "دي مقابر موتى محدش يقدر يقرّبلها وبعدين كله بيتظبط".
"الواسطة" سبيل الحصول على مقبرة
قال توفيق أبو الفضل، أحد أهالي مركز أبو تشت بقنا، إن الحصول على مقبرة للموتى أمر يحتاج الآن إلى واسطة كبيرة، بحجة عدم وجود مساحات خالية، مؤكدًا أن "حانوتي المقابر" هو المسؤول عن عملية البيع والشراء.
ويضيف محمد عبدالمجيد، أحد أهالي محافظة قنا، أن أسعار المقابر وصلت إلى الضِعف هذا العام، فأصبح سعر المقبرة الواحدة 10 جنيه، وفي أماكن أخرى وصلت لـ 15 آلاف جنيه.
ويشير محمود عبدالحكيم، أحد مواطني مركز نقادة، إلى أن أسعار المقابر تزداد بشكل مستمر، ما يؤرق المواطنين ويثير غضبهم، مطالبًا بضرورة تقنين أوضاع الأراضي التابعة للدولة في الصحراء لإقامة المقابر عليها، فضلًا عن عمل المسؤولين ومحاسبة المتورطين في "بيزنس الموتي".
المسؤولون يمتنعون وكلمة السر "عبدالحميد الهجان"
على صعيد ذي صلة، رفض روؤساء الوحدات المحلية في محافظة قنا، الإدلاء بأي تصريحات عن بيزنس "الموتى" وتحوّل المقابر إلى تجارة، معللين ذلك بأن اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، قرر عدم السماح لأي مسؤول بالمحافظة، بالحديث للصحفيين.
مقابر الدقهلية.. لمن استطاع إليها سبيلا
عائشون فى حياة لا يعرفون الى أين تذهب بهم، جنون أسعار كل يوم، يعانون من نقص الخدمات، خاصة فى المستشفيات الحكومية، كل يوم يستمعون إلي تصريحات المسؤلين، ويزيد عندهم الأمل بالأفضل ولكنهم بعد حين وآخر تأكدوا بأنهم يتمنون الموت من أجل مقابلة ربهم، وذلك على أمل أن يعيشون فى الأخرة أفضل من حياة الدنيا التى لم يرو فيها سوا التعب والمعناة الدائمة.
مشاكل تتراكم كل يوم للبسطاء فى ممن وقرى محافظة الدقهلية، بسبب غلاء الأسعار، أصبحوا يفضلون الموت، ولكنهم لم يعلموا ان أصبح للموت طقوس خاصة، بعد أن أصبحت راحتهم معتمدة على الأمول فى الدنيا والأخرة أيضا، بعد أن ضربت جنون الأسعار أراضى المقابر، وأصبحت مقابر الفقراء، لمن استطاع إليها سبيلا.
ارتفعت أسعار الأراضى للمقابر خاصة فى مدينة دكرنس والتى أصبح بيع المقبرة فيها بالعين الواحدة والتى تتكون من 3 عرض و3 طول وأصبح سعرها 18 ألف جنيه دون أن يتم تشطيبها أما سعر الأرض دون بناء فأصبح سعر المتر 2500 جنيه ويصل إلى 4000 أحيانا وذلك فى الأماكن الأكثر رفاهية.
ولجأ الأهالى إلى شراء المقابر مثل طريقة الجمعيات فيشترك العائلات بشراء قطعة أرض يتم بناء علهيا عد من عيون المقابر ويتم بنائها أدوار أول وثانى وثالث، ولم يلجأون الى دفن المتوفى فى الأرض وذلك بعد ارتفاع سعر المقابر.
أما فى مدينة محل الدمنة التى لجأ أهلها إلى شراء المقبرة بالتقسيط من السماسرة والتى وصل سعر متر الأرض فى المقابر إلى 2000 جنيه وأصبح الفقراء لم يتمكنوا من شراء مقبرة يدفنوا بداخلها بعد وفاتهم فلجأوا إلى شرائها بالتقسيط عن طريق السماسرة ويقوموا بدفع 500 جنيه كل شهر أقساط تدفع لباقى سعر المقبرة.
فتقول أمينة حمدى سيدة منزل من أبناء مدنية دكرنس:"لا عارفين نعيش ولا حتى نموت حياة غلاء وبنتمنى الموت ولكن أسعار المقابر أصبحت لم يقدر عليها أحد وأنا وصيت أن لما أموت يتم دفنى فى مقابر الصدقة لأننى لم أقدر أن أشترى مقبرة تتخطى مبلغ ال50 ألف جنيه ولا أشترك مع عائلات ولا حتى أشترى بالتقسيط".
وأضافت:" كنا زمان بنقول الموت راحة دلوقتى بقى تعب لأنه بيكلف صاحبه لأن مفيش حد يقدر يشترى مقبرة هو إحنا عارفين نشترى غرفة ننام فيها لما نشترى مكان ندفن فيه ".
اما حمدى السيد احد ابناء مدينة محل الدمنة عامل زراعى ويبلغ من العمر55 عاما يقول:"انا وصيت ادفن تحت الارض فى اى مكان لاننى لم اتمكن من شراء مقبرة لعائلتى المكونه من 12 فرد واصبحت اسعار المقابر لم يتمكن من شراءئها سوا الأغنياء فقط ووالعائلات الكبرى ولكن انا غلبان عايش غلبان بستى زرعة كل موسم انفق منها على عائلتى وهموت مش هلاقى ثمن الكفن الخاص بيا فى ظل الغلاء الى إحان فيه ".
كما طالب من المسؤلين ببناء مقابر جماعة كمقابر الصدقة قائلا:" بطالب من الحكومة ببناء مقابر للمسنين يدفنوا فيها لاننا لا نعرف اين ندفن ولا يعرف ابنئنا ذلك للان الا يوجد لدينا مقبرة ".
في البحيرة موت وخراب ديار".. أسعار المقابر تتخطى الـ2700ألف جنيه بعد التشطيب سوبر لوكس
قال الشحات مخيمر، " أحد ملاك منطقة الجديدة " بدمنهور، أن أسعار المقابر بالمنطقة تتراوح ما بين 22- 25 ألف جنية للمقبرة الواحدة وذلك حسب موقع المقبرة في المنطقة.وأضاف "مخيمر"، في تصريحات لجريدة أهل مصر، أن يقوم بتسليم المقبرة جاهزة التشطيب، مشيرا أن بناء الجزء العلوي فوق المقبرة بتكلفة 2700 جنية لمن يريد من المواطنين.وأشار إلى إن المقابر الجديدة التي تقع في المدينة الجديدة تشهد إقبال كبير من المواطنين، وتشهد رواج حقيقي بالمقارنة بالمقابر القديمة التقليدية، مشيرا إلى إن أن هذه المقابر تشطيب سوبر لوكس ومزودة بالسراميك والنظافة، كما أكد علي عدم وجود أي تداول أي نوع من انواع المخدرات او افعال مخلة للاداب.وأكد إن سبب ارتفاع أسعار المقابر فى هذه المطقة يرجع لعدة أسباب منها طرق البناء الجيدة، والتى تتضمن التشطيب الكامل وسهولة الوصول اليها، واتساع عرض الشوارع، بالمقارنة بشوارع المقابر القديمة التقليدية، واكد ايضا ان موجة ارتفاع الاسعار تؤثر علي اسعار المقابر من حيث مواد البناء والتشتطيب وشراء الارض كل هذا يتأثر بارتفاع الاسعار.وأشار "مخيمر" إلى إن الحوش الذي يحتوي علي مقبرة وفناء وأستراحة يكون تكلفته 150 ألف جنية فقط لا غير، كما بالاضافة يتميز الحوش باتساع المسافات.وأكد "مخيمر" بعد سؤاله عن المقابر التي تتكون من طبقتان وكيفية دفن الميت فيها وهل هي شريعة أم لا نفي بعدم دفن الميت في الطابق الثاني ويتم دفن الميت في الطابق الأول، وان الطابق الثاني مخصص للعظام لدفن ميت اخر في نفس المقبر.ومن جانب آخر، أكد عماد الغول مدير عام جمعية البر والتقوي الإسلامية المسئولين عن المقابر أن سعر المقبرة منذ السنوات السابقة كانت تتراوح ما بين 3000 إلي 5000 جنيه، والآن تصل إلى 10000 جنيه ولكن لا يوجد أماكن لاستقبال أشخاص أخري.وأضاف "الغول" في تصريحاته لــ جريدة "أهل مصر" أن الجمعية قامت بتقديم مذكرة لمجلس المدينة تطالب بتخصيص قطعة أرض لا يوجد بها قمامة باستغلالها وبناء عليها مقابر جديدة للأهلي.ولكن من الجانب الآخر تختلف الأسعار في قري المحافظة عن المدينة تماما فلا توجد هذه الأسعار في القري، كما أكد أحد أهالي القرية "حامد نجيب الشناوي" أن معظم المقابر مملوكة للأهالي منذ القدم، أما عن المقابر التي يتم بناؤها في هذه الأيام فلا تتعدي المقبرة من 3000 إلي 5000 جنيه وتكون لأشخاص معينة من داخل القرية أو من القري المجاورة.كما أكد علي عدم وجود تناول أي نوع من أنواع المخدرات ولا الأعمال المخلة للآداب لأن هنا يتحكم فينا العادات والتقاليد أكثر من المدن.من جانب آخر أن الأهالي التي تقيم في مدن المحافظة والتي تمتلك مقابر لا تعاني من أسعار في شراء المقابر ولكن تعاني من انتشار تداول المخدرات والأعمال المخلة للآداب في المقابر التي تبعد أمتار عن مساكن الأهالي.وأشار إلى أنه تم إرسال أكثر من استغاثة من قبل الأهالي للمسئولين لبناء سور أو تكثيف الحملات الأمنية ولكن لا يوجد أي رد أو أي إجراء من قبل المسئولين.أما الجانب الآخر من الأهالي الذين لا يمتلكون مقابر يسعون للحصول علي مقبرة ويعانون من ارتفاع أسعار المقابر وتناشد المسئولين بتوفير مقابر تليق بالموتي وبأسعار تناسب محدود الدخل مشيرا أحد الأهالي لو الحكومة مش هترحمنا في الدنيا ترحمنا في الآخرة".