تمر "مصر" بفترة هى الأصعب، في ظل مواجهة العديد من التحديات على كافة المستويات، وهناك حروب تمر بها الدولة المصرية، لاتقتصر فقط على الحرب العسكرية، ولكن هناك حروب لاتقل في أهميتها عن هذه الحروب.
ولعل أكبر دليل على ذلك، ما ذكره الرئيس في مؤتمر الشباب، بأنّ المنطقة العربية تواجه مخططا تخريبيا وتدميريا، موضحًا أن مصر منذ 4 سنوات تواجه الفكر المتطرف، كما أن مصر أعلنت بوضوح أنها لن تتوقف عن مواجهة الإرهاب ولن تترك الدول الداعمة والمؤيدة لتلك الجماعات.
وتابع: "إحنا مش ضد جماعات دينية، إحنا مش بنحارب الدين.. الدين مش جاي يعذب الناس، ومش بنحارب ربنا، عاوزين الدين الإسلامي السمح".
وفي هذا التقرير نرصد أشكال الحروب التى تواجهها "مصر"..
حرب "الفكر المتطرف"
اتخذ الأزهر الشريف عدة إجراءات لمواجهة الموجة الجديدة من الإرهاب التى تضرب مصر والتى حملت تغييرًا خطيرًا فى تنفيذها وهو اللجوء إلى العمليات الانتحارية، وذلك من خلال إطلاق قوافل من وعاظ الأزهر الشريف للتواصل مع المواطنين فى "المقاهى الثقافية"، وينظمها مجمع البحوث الإسلامية فى عدد من محافظات الجمهورية بدءا من أسوان وحتى الإسكندرية، وذلك لمناقشة هموم المواطن وتبسيط معانى الإسلام وإحياء القيم الإنسانية المهجورة فى حياة الناس، وبيان أهمية التراحم والتعاون والتكافل والتفاؤل والأمل وغير ذلك من القيم التى يحتاجها كل مواطن خاصة فى هذه المرحلة.
وتأتى فكرة تواجد الدعاة بـ"المقاهى الثقافية" فى إطار التجديد فى الجانب الدعوى وتنويع أشكال التواصل بين وعاظ الأزهر والجماهير، خاصة فى مواجهة الأفكار المتطرفة والدخيلة على المجتمع، وفقا لما صرح به الدكتور محى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، حيث من المقرر أن يتم تعميم فكرة المقاهى الثقافية فى بقية محافظات الجمهورية بعد نجاحها فى معظم المحافظات التى تم تطبيقها بها، مشيرًا إلى أنه وجّه مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية بأن يقوم العمل الدعوى على تكثيف النزول إلى مختلف تجمعات الناس بطريقة تراعى واقع الحياة والالتحام المباشر مع الجماهير.
كما أطلق الأزهر الشريف البث التجريبى لمركز الأزهر العالمى للفتاوى الإلكترونية، وإطلاق خط ساخن بالإضافة إلى إتاحته على تطبيق أندورويد للهواتف المحمولة تستطيع من خلاله مراسلة المركز بأى استفسار وطلب فتوى، وسيتم الرد على المستفسر فى غضون سويعات قليلة.
كما يجرى العمل داخل الأزهر بتفعيل عدة إجراءات كان قد أعلن عنها فى استراتيجيته بهدف تصحيح صورة الإسلام فى العالم، والتعريف بالتعاليم السمحة للدِّين الإسلامى وغرس مبادئها لدى الأجيال المقبلة، ومنها العمل على دعم صفحات التواصل الاجتماعى الخاصة به لتستهدف الملايين حول العالم، إضافةً إلى إطلاق 3 برامج تليفزيونية دينية واجتماعية لأول مرة خلال شهر رمضان المقبل، كذلك إطلاق قناة الأزهر الشريف خلال العام الجارى لتكون صوت الأزهر الوسطى إلى العالم، ودعمها بمجموعةٍ من شباب علماء الأزهر لنشر الوسطية والسلام ومواجهة الفكر المتطرِّف.
كما بدأ مجمع البحوث الإسلامية دورة تدريبية مكثفة لـ"واعظات الأزهر" فى مختلف التخصصات الشرعية تستهدف مناقشة قضايا المرأة ونظرة المجتمع إليها، وبيان مكانتها وأنها شريك أساسى فى بناء الأسرة والمجتمع، وإعداد الأجيال الصالحة.
حرب "الفكر التكفيري"
لاشك، أن الأزهر يزيد من منابره المعتدلة ليتغلب على أصوات التكفير ودعوات سفك الدماء، ويكثف جهوده التي يبذلها والتي تشمل أطرًا متعددة وتتجلى في نشاطات متنوعة كرغبته بعقد مؤتمر يجمع الشيعة والسنة، بالإضافة إلى مؤتمرات مكافحة الإرهاب التي تلعب دورًا مهمًا في تجريد الجماعات التكفيرية من غطاء الإسلام، وعلى هذا الخط كان مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي عقده الأزهر الشريف في أواخر العام الماضي والذي اعتبر في بيانه الختامي أن "كل الفرق المسلحة والميليشيات الطائفية التي استعملت العنف والإرهاب في وجه أبناء الأمة رافعة رايات دينية جماعات آثمة وعاصية وليست من الإسلام الصحيح"، كما أشار البيان إلى أن تعدد الأديان والمذاهب "ليس ظاهرة طارئة، ولكنه كان وسيبقى مصدر غنى للعالم، وأن علاقات المسلمين مع المسيحيين علاقات تاريخية وتجربة عيش مشترك، وعليه فالتعرض للمسيحيين ولأهل الأديان الأخرى باصطناع أسباب دينية هو خروج على صحيح الدين وتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم".
حرب "أثيوبيا ومياه النيل"
وأوضح "رسلان" أن مصر حريصة على أن لا تصل العلاقة مع إثيوبيا والسودان إلى حد الصراع، لكنه شدد على أنه يجب وضع مبادئ لحسن التعاون، رغم التحالف السوداني الإثيوبي الواضح، الذي وصل إلى تحالف أمني وعسكري، موضحًا أنه إذا لم يتم الوصول إلى توافق حول الأزمة، سيؤدي ذلك إلى حالة من الصراع، لكن مصيرى الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إعلان مصر المستمر حرصها على استمرار التعاون، واستخدام المسار التفاوضي لحل أزمة السد، خاصة أن الدراسات المتعلقة بقياس تأثير السد على مصر أوشكت على الانتهاء، وبالتالي فلا بد من الاتفاق على سياسة تشغيله، وعدد سنوات ملء البحيرة خلفه؛ لتخفيف أضراره.
وأوضح "رسلان" أن مصر حريصة على أن لا تصل العلاقة مع إثيوبيا والسودان إلى حد الصراع، لكنه شدد على أنه يجب وضع مبادئ لحسن التعاون، رغم التحالف السوداني الإثيوبي الواضح، الذي وصل إلى تحالف أمني وعسكري، موضحًا أنه إذا لم يتم الوصول إلى توافق حول الأزمة، سيؤدي ذلك إلى حالة من الصراع، لكن مصر تحاول أن لا تنزلق نحو ذلك.
حرب "خارجية"
تواجه مصر حربًا من نوع خاص، مع أعداء الوطن في الخارج، مثل "قطر وتركيا" دول كل مايشغلها دعم الارهاب، وان تحارب مصر بكل مقدراتها، حتى يشاهدون "مصر" مفككة لعلمهم القوي بأهميتها وزعامتها في المنطقة.
حرب اقتصادية
تمر مصر بمرحلة اقتصادية هى الأصعب في تاريخها، وتحد واضح يتحمله الشعب المصري، لثقته التامة في القيادة السياسية، ودخول مصر في العديد من المشروعات العملاقة التى تعد هي الأولي من نوعها بعد حالة الركود الاقتصادي التى شهدتها البلاد علي مدار سنوات عديدة.
مواجهة "الإرهاب"
تواجه مصر حربًا شرسة، مع منابر الارهاب، مع أطراف متعددة على رأسها جماعة الإخوان المسلمين.
ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن هدف الإرهابيين هو إسقاط الدولة المصرية وإحداث فتنة بين المسلمين والأقباط، وتصدير صورة غير حقيقية بأن "الأقباط غير آمنين" بهدف ضرب تماسكنا"، مشيرا فى السياق ذاته إلى أن مصر تخوض حربا ضد الإرهاب بالنيابة عن كافة دول العالم، وتابع:"يجب معاقبة الدول التى تدعم الإرهاب دون مجاملة أو مصالحة، ومصر لن تتردد فى ضرب معسكرات الإرهابيين فى الداخل والخارج".
وشدد الرئيس على ضرورة معاقبة الدول التى تدعم الإرهاب وتقدم له المال والسلاح والتدريب، رافضا "المجاملة أو المصالحة معهم".
من جانبه، أكد اللواء عادل محمد العمدة وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن مصر تواجه حرببًا حقيقة فهناك دول تحالفت مع الارهاب لإسقاط مصر مشيرًا إلي أن كل الدلائل تشير إلي تورط قطر وتركيا وإيران وبعض أجهزة المخابرات لدول إقليمة في تمويل التنظيمات الإرهابية.
وأشار اللواء عادل إلى أن حرب الجيل الرابع هدفها تسميم أفكار الشباب المصري وهي هدف رئيسي لأهل الشر وداعميهم مؤكدًا أن مجابهة يجب أن تتم من خلال محاور رئيسية أمنية وتتمونية وفكرية.