لربما سمعت كثيراً عن الحيوانات المهجنة كالأسد النمر أو الدب القطبي البني، إلا أنه يوجد العديد من الحيوانات المهجنة الأخرى التي لم تسمع عنها مطلقاً.
1. البيفالو Beefalo:
عندما نعود بذاكرتنا إلى سبيعينيات القرن السابق، تتبادر إلى أذهاننا الكثير من الأشياء؛ كتصفيفة الشعر الغريبة المسماة بـAfro، ورئيس الولايات المتحدة الأسبق ريتشارد نيكسون، ونستذكر بالطبع الإهتمام الأمريكي الكبير بلحوم البيفالو آنذاك.
يرجع سبب ظهور البيفالو إلى التهجين الحاصل بين الثور وبعض أنواع المواشي المحلية في الجنوب الأمريكي عام 1749، حيث لاحظ المستوطنون الإنجليز آنذاك وجود خلائط جينية جديدة. استغرق الأمر لاحقاً حوالي الـ100 عام لظهور تلك الأنواع الجديدة وأكثر من 200 عام لدخول لحم البيفالو في الثقافة الغذائية الامريكية، حيث اتفق 6000 مربًّ للمواشي على زيادة خصوبة هذا الحيوان الهجين في ذلك الوقت.
مازال لحم البيفالو يحتفظ بمتناوليه رغم تضاءل استهلاكه، ففي العام الماضي حصلت لحوم البيفالو على المركز الأول للعام الثاني على التوالي في مسابقة اللحوم الملكية الامريكية.
2. الدزو Dzo:
منشأهُ التبت، وهو عبارة ناتج عن تهجين الابقار و ثيران الياك (yaks). الدزو يشبه البغل، فالذكور عقيمة، أما الاناث المسماة دزومو (Dzomo) فهي خصبة وقادرة على الانجاب، كما أنها تدر حليبا بكميات أكبر من الأبقار.
تمتاز حيوانات الدزو بحجمها وقوتها الكبيرين مقارنةً مع الأبقار وثيران الياك المحلية، مما يجعلها الخيار الأمثل لحمل الامتعة أثناء الصعود إلى جبل ايفيرست.
3. الزوبرون Zubron:
وهو عبارة عن تهجين البيسون الأوروبي مع الأبقار. البيسون الأوروبي هو حيوان كان على وشك الانقراض إلا أنه استطاع الحفاظ على وجوده عبر دخوله في عملية تهجين مشترك مع الأبقار. في حقيقة الأمر يمكن القول بأن الزوبرون هو النسخة الأوروبية المقابلة للبيفالو.
بعد الحرب العالمية الثانية اعتقد المزارعون الأوروبيون بأن الزبرون سيأخذ محل الماشية المحلية الأوروبية نظراً لقوته ومقاومته العاليتين للأمراض، إلا أن العلماء لم يتمكنوا من انتاج زوبرون خصب حتى عام 1960، وفِي عام 1980، أوقفت الحكومة البولندية برنامج التهجين لعدم اهتمام ملاك المزارع به. يوجد حالياً قطيع واحد فقط من الزبرون في حديقة بيالوويسكي القومية ببولاندا.
4. الكاما Cama:
وهو عبارة عن تهجين ذكر الجمل وأنثى اللاما. إن ولي عهد إمارة دبي راشد بن آل مكتوم كان المسؤول الأول عن تهجين حيوان الكاما، والذي أطلق عليه لاحقاً اسم ”راما“.
الخيار الوحيد لباحثي الامارات العربية المتحدة في إجراء عملية التهجين كان التلقيح الصناعي نظراً لوزن الجمل الكبير مقارنةً مع اللاما. وبالفعل فقد تمت أول عملية للتهجين بنجاح عام 1998، وكان الهدف منها انتاج حيوان غني ومنتج للصوف كاللاما و يمتلك هدوء وتعاوناً كالجمل. لسوء الحظ تبين لاحقاً بأن هجين الكاما متقلب المزاج.
5. الياكالو Yakalo:
وهو عبارة عن تهجين الجاموس مع ثيران الياك، ويقع موطنه الوحيد في ألبيرتا (محافظة كندية).
أحد تقارير موقع Lyon Country Reporter من عام 1926، تصف التهجين الناجح بحديقة واينرايت الكندية التي بنيت لتحافظ على تعداد الثور الأمريكي آنذاك (وقد حولت الى قاعدة عسكرية في الحرب العالمية الثانية). يشار إلى أن حيوانات الياكالو أنتجت لحوماً جيدة، إضافة إلى أن الشتاء الكندي لم يؤثر على بقاءها، ولكنها انقرضت لأحد الأسباب في النهاية!
6. أغنام الماعز Sheep Goat:
لم تستطع ملايين السنين من الانفصال التطوري والعدد الكبير من الكروموسومات غير المتطابقة من أن تمنع أحد المَاعز من القفز فوق السياج للقاء نعجة في إحدى المزارع في الشمال الألماني. عادة لا ينتج عن هذا التهجين أي شيء، لكن المزارع كلاوس اكسترنبرينك شهد ولادة هجين يتمتع بصحة جيدة اسماه لاحقاً ليزا.
على الرغم من وجود صعوبة في تهجين الماعز والنعاج طبيعياً، إلا أن العلماء تمكنوا من اجراء هذا التهجين مخبرياً بسهولة.
7. خنزير العصر الحديدي Iron Age Pigs:
هو حيوان حقلي قديم جدا لكن مظهره الخارجي جديد كليا. العلماء قاموا بتهجين خنزير بري مع خنزيرة التامورث (خنزير محلي) لإنتاج جيل يعيد المظهر القديم للخنزير، لكن النتيجة لم تكن متوقعة، حيث أدى هذا التهجين لإنتاج لحوم خنازير مهجنة جيدة المذاق. يعتبر لحم ذلك الهجين متداولاً بشكل كبير في الأسواق العالمية.
8. تهجين الطيور:
يستهلك تهجين الطيور وقتا أقل بكثير من تهجين الثدييات، مما يجعل وجود هجائن الطيور أكثر شيوعاً من نظائرها عند الثديات.
بعض الهجائن الملفتة للانتباه تضم أنواعا مختلفة كطائر التُذرُج والدجاج والديوك والإوز الكندي وباقي أنواع الإوز.
9. البغال والنغال Mules and Hinnies:
يعد أحد أكثر التهجينات المنتشرة في العالم، وهو عبارة عن تهجين الحمار والحصان. فالبغل هو ناتج تهجين ذكر الحمار مع أنثى الحصان، أما النغل فهو ناتج تهجين ذكر الحصان مع أنثى الحمار.
يعد جورج واشنطن أول من أدخل تربية البغال إلى الولايات المتحدة حيث استخدمت وقتها كحيوانات عاملة نظراً لقوتها الجسمانية وقدرة تحملها التي تفوق الخيول.
وعلى الرغم من كون تلك الحيوانات عقيمة؛ إلا أنه يمكن استنساخها، فقد تم استنساخ أول بغل في جامعة ايداهو عام 2003 ليسمى لاحقاً بـ”جوهرة ايداهو“.
10. الخَيمَر Chimera:
يوجد هناك طريقتان لإجراء تهجين ناجح؛ الأولى هي الطريقة الاعتيادية المجراة حقلياً كما وصف في جميع الحالات السابقة. أما الثانية فتنشأ عن طريق خلط أجنة كلا الحيوانين المراد تهجينهما أثناء مرحلة التشكل في أحد مخابر الهندسة الوراثية مما ينتج حيواناً هجيناً من خلايا مختلفة.
تبدو الهجائن المخبرية كنصفي حيوانين مخيطان ببعضهما كما هو الحال عند أغنام الماعز، وذلك لارتباط كل خلية بالنوع الحيواني القادمة منه.