بداخل ساحات المحكمة تتنوع الحكايات والمآسى، ومنها الحكايات التافهة ومنها المنطقى، لكن أصبح اليوم الطلاق خطر يهدد كيان المصرين، ومن داخل المحكمة نرصد حالة جديدة من قضايا الخلع، شابة لم يتعد عمرها الثلاثين وبجوارها طفلة مريضة لم يتعد عمرها الـ6 سنوات، تجلس جلسة القرفصاء والدموع تنهمر على وجهها، وخيبة الأمل تظهر عليها، عندما تحدثنا معها انهارت من البكاء قائلة «جوزى معندوش ضمير ومش عاوز يعالج بنتى».
بدأت تحكى تفاصيل مأساتها والأحزان التي عاشتها طوال السنوات التي جمعتها به، وقالت بصوت يملؤه الحزن والانكسار: "تزوجت منذ 7 سنوات، ومنذ فترة الخطوبة وأنا أعلم أنه إنسان قاسى ولا يعلم شئ عن الحب والمشاعر، لكنى لم أتخيل أن تكون أخلاقه بهذا السوء، تزوجت رغما عنى لكنى رضيت بالأمر الواقع وتمنيت من الله أن يكتب لنا السعادة، لكن بعد فترة بسيطة من زواجنا ربنا رزقنا بطفلة جميلة، رغم فرحتى بهذه الطفلة قابلها بكره لأنها بنت، كان بيتمنى أنه يكون ولد، لكنه لم يفكر أبدا أنه هذا أمر الله، ولم أتخيل أن عنفه وجحوده وأخلاقه السيئة ستطال ابنته ويتخلى عنها عند علمه بمرضها بالسرطان، وطلبت منه أن نذهب لعلاجها فرفض على الرغم من أنه ميسور الحال، ولم يكتف بذلك، بل شرط على إما أن أعيش معه وأنسى علاجها أو أخرج من المنزل، متحججا أن مريض السرطان ليس له علاج.
أصابنى الغضب وقولت له كل ما فى قلبى تجاههه أنه إنسان بلا رحمة فانهال على بالضرب المبرح حتى أصابنى بالعديد من الجروح فى جسمى وطردنى أنا وابنتى من المنزل وتخلى عن ابنته المريضة، وتركها تصارع المرض لوحدها ورغم تعبها الشديد إلا أنها تأتى معى للمحكمة بحثًا عن مد يد المساعدة لها، ومنحها حقوقها من أب تخلى عن ضميره.