الشيطان يستسلم.. كواليس الصراع بين الشاطر وقيادات الإخوان "تحت الأرض" لإقرار المصالحة

خلافات حادة نشبت بين عدد من قيادات الإخوان السجينة، خلال الأيام الماضية بسجن طرة بعد إرسال عدد من قيادات الجماعة داخل السجون، على رأسهم خيرت الشاطر نائب المرشد وعصام العريان أحد قيادات مكتب الإرشاد، ومحمود عامر القيادى بالجماعة وعضو مجلس الشعب السابق، بالدعوات لقبول المصالحة مع النظام المصرى، وذلك فى ظل الخسائر التى تكبدتها الجماعة خلال السنوات الماضية، واشتد الجدل بين القيادات وشباب التنظيم بعد توقيع عدد من القيادات على هذه العريضة التى تجول جميع السجون.

مصادر رفيعة المستوى كشفت عن أن عددًا من قيادات الجماعة بدأوا فى حث الشباب المتواجد داخل السجون على قبول المصالحة منذ مطلع العام الحالى، والتى يتزعمها من خارج السجون إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم والهارب حاليًا فى بريطانيا، وصهر خيرت الشاطر محمد الحديدى، وعدد من القادة المحسوبين على القيادات التاريخية لجماعة الإخوان، مؤكدة على أن خطة الجماعة فى عرض المبادرة على الرأى العام للجماعة ستكون مع مطلع العام المقبل.

بينما أكدت مصادر داخل جماعة الإخوان الإرهابية على تبنى الجماعة تهيئة الوضع الداخلى لها لقبول هذه المصالحة، والتى تعتمد فى وقف العمليات الإرهابية ضد رجال الجيش والشرطة وتسليم كل من تورط فى إراقة دماء بشكل مباشر إلى القضاء مرة أخرى، موضحة أن الجبهة الأخرى داخل الجماعة ترفض هذه المقترحات للعمل وتسعى إلى إجهاض هذا المخطط بمواصلة العمليات الإرهابية ضد قوات الأمن.

ووفقا للمصادر فإن عدة قيادات داخل السجون متحمسة لفكرة الصلح مع الدولة، على رأس هؤلاء محمد على بشر الوزير فى حكومة هشام قنديل، الذى يحاول بشتى الطرق إجراء تلك المصالحة، حيث سعى لها قبل أن يتم القبض عليه وإيداعه فى السجن، لكن مساعيه فشلت.

مصادر مقربة من جماعة الإخوان، أكدت أن هذه المراجعات الجديدة بدأت مع منتصف شهر مارس الماضى، تزامنًا مع خروج وثيقة من جبهة محمود عزت - القائم بأعمال مرشد الإخوان - تهيئ القواعد بضرورة أن تقدم الجماعة تنازلات، وهو الأمر الذى واجهته جبهة محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد الذى أعلنت وزارة الداخلية قتله شهر مارس الماضى.

وقالت المصادر، إن جلسات حدثت بين شباب الإخوان داخل السجون، خلصت إلى ضرورة إجبار القيادة على تقديم تنازلات، وإيجاد مخرج لقيادات وأعضاء التنظيم المتواجدين داخل السجون، كاشفة أن من يقود هذا الأمر داخل السجون بعض أعضاء مكتب إرشاد الإخوان المسجونين، بين الشباب بجانب بعض أعضاء مجلس شورى الإخوان.

المعلومات أوضحت، أيضًا أن بعض الشباب بعث برسائل لعائلته خلال زياراتهم له، طالبوهم فيها بنشرها عبر وسائل الإعلام التابعة للجماعة، تفضح فيها أسلوب إدارة التنظيم، وتطالبهم بالتوقف عن السياسة الحالية للجماعة، وهو ما أزعج الإخوان وحلفاءهم خلال الأيام الماضية.

وكانت رسالة لأحد أعضاء الإخوان فى السجون، كشفت حالة اليأس التى وصل لها أعضاء الجماعة وقياداتهم المتواجدون داخل السجن، حيث طالبت الرسالة قيادات الجماعة بالتراجع من أجل خدمة المتواجدين بالسجون، واستقامة القيادات، فى الوقت الذى فسر فيه خبراء هذه الرسالة بأنها محاولة لدعوة الجماعة لإنقاذ نفسها.

الرسالة المسربة كانت لعيد البنا، المتهم فى قضية "كتائب حلوان"، حيث انتقد العضو الإخوانى السجين عدم وجود رؤية لدى جماعة الإخوان بشأن الإفراج عن قياداتها وأعضائها داخل السجون، داعيًا قيادات الجماعة إلى العودة خطوات للوراء.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً