يحتفل الأقباط هذه الأيام بعيد القيامة المجيد الذي يتواكب مع احتفالات المصريين بأعياد الربيع وشم النسيم.
وتطرقت السينما المصرية إلى حياة الاقباط في عدد من الأعمال السينمائية حاولت أن تكشف من خلالها الأسرار في حياة عالم الأقباط.
"أهل مصر" رصد الأفلام والمشاهد التى تناولت حياة الأقباط:
برسوم يبحث عن وظيفة 1923
أخرجه محمد بيومي وتعود أهمية الفيلم الي أنه أول فيلم روائي يقوم بصنعه مصري، كما أنه يتناول موضوع الوحدة الوطنية بشكل طبيعي جدا، في مجتمع متعدد الديانات والأعراق لم يعرف بعد جرثومة الطائفية، الفيلم يدور حول صديقين، مسلم، ومسيحي، يبحثان عن عمل، ويتعرضان للمعاملة السيئة من الأغنياء ورجال الشرطة.
الشيخ حسن 1951
كان أول الأفلام التي ناقشت قضية الزواج المختلط بين المسلم والمسيحية (حتى الآن لا يوجد فيلم يجرؤ على تقديم العكس)، يدور فيلم "الشيخ حسن" حول زواج شيخ شاب يلعب دوره حسين صدقي وفتاة مسيحية من أسرة مفككة ومنحرفة، تلعب دورها ليلى فوزي، والصعوبات التي تواجه الإثنين نتيجة رفض أسرة الفتاة لهذا الزواج، الذي ينتهي بموتها بعد إشهار إسلامها.
واجه الفيلم عددا من الصعوبات الرقابية بسبب شبهة الطائفية التي تحملها بعض مشاهده، وقد سمح بعرضه بعد ثورة 1952 بواسطة من الرئيس محمد نجيب نفسه.
شفيقة القبطية عام 1963
أخرجه حسن الإمام عام 1963 قدم من خلاله شخصية المرأة المسيحية من خلال عملين أحدهما يطلق عليه شفيقة القبطية والثاني الراهبة لتتمكن هند رستم من بطولتهما بنجاح.
ويتناول الفيلم حياة راقصة شهيرة اشتهرت في الربع الأول من القرن العشرين، في قالب ميلودرامي اجتماعي وسياسي، مع ملاحظة أن ديانة البطلة ليست ذات أهمية كبيرة هنا، فالفيلم وأحداثه لن يتأثروا لو تغيرت ديانة البطلة، ونفس الأمر نجده في فيلم "الراهبة" الذي يتعامل مع ديانة البطلة بدون أي حساسية، والحساسية تجاه الفيلمين ظهرت فقط في عيون الأجيال الحالية.
الناصر صلاح الدين 1963
للمخرج الكبير يوسف شاهين الذي يميز بوضوح شديد بين عيسى العوام العربي المسيحي، يلعب دوره صلاح ذو الفقار، الذي يشارك في الحرب ضد الصليبيين، وبين الغزاة الأوربيين الذين احتلوا القدس.
أم العروسة
أخرجه عاطف سالم، وتناول شخصية صديق البطل جرجس أفندي، يؤديها فهمي منيسي، والذي ينقذ زميله عماد حمدي من قضية اختلاس أموال عامة، وتأتي العلاقة هنا طبيعية وبدون أي افتعال تقريبا.
إسكندرية ليه 1979
أخرجه يوسف شاهين كأول فيلم كسر الصمت حول أشياء كثيرة في المجتمع المصري، سياسيا وجنسيا ودينيا، يعرض "شاهين" من خلاله حياة أسرته المصرية اللبنانية اليونانية في الإسكندرية خلال فترة الحرب العالمية الثانية راسما بانوراما عريضة للمدينة والعالم المتصارع من حولها، في أحد المشاهد يذهب يحيى، بطل الفيلم المراهق، للسير على الشاطىء فيفاجأ بجثة بين الماء تذكره بجسد المسيح المصلوب، وبأخيه الكبير الميت، ودعوات الجدة القاسية التي كانت تتمنى لو أن الموت اختار الأخ الأصغر.
التحويلة 1996
أخرجه أمالي بهنسي، وينتمي الي نوعية من الأفلام الكثيرة التي ظهرت خلال التسعينيات لتقديم صورة إيجابية للعلاقة بين "عنصري الأمة" كنوع من رد الفعل على موجات التطرف والكراهية المتبادلة التي سيطرت على الثقافة المصرية الشعبية، وتدور أحداثه حول رجل مسيحي يسجن ظلما بتهمة انتماءه لتنظيم إسلامي متطرف، بعد أن يقوم رجال الشرطة بتزوير أوراق هويته، وفي السجن يحاول أحد الضباط المسلمين إثبات براءته فيتعرض هو أيضا للسجن، ويموت الاثنان في النهاية فداء للوحدة الوطنية.
مرسيدس 1993
أخرجه يسري نصر الله أحد تلاميذ يوسف شاهين يؤمن بأن الفن يجب أن يناقش كل ما يحاول المجتمع أن يخفيه، الفيلم يشمل مزج بين الواقعي والخيالي، والذاتي والعام، فيما يشبه الكابوس السينمائي لمصر التسعينيات.
بحب السيما 2004
كان أكثر الأفلام تركيزا علي حياة الأقباط، فلم يكتفي بوجود شخصية قبطية من بين شخصياته، أو بطل مسيحي محاط بشخصيات مسلمة ومسيحية، ولكن لأنه يدور تحديدا حول مجتمع المسيحيين المصريين، من خلال يوميات عائلة تسكن شبرا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، واجه الفيلم العديد من الصعوبات الخاصة بعالم الرقابة خشية وقوع اعتراض من قبل المسيحيين علي الطريقة اليت تم بها التصوير.
حسن ومرقص 2008
أخرجه رامي إمام استطاع من خلاله عادل إمام وعمر الشريف أن يجسدا قضايا الأقباط في مصر ببراعة وشجاعة، فتناول الفيلم عددا من القضايا الأكثر حساسية من بينها التطرف الديني والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين والفساد السياسي وغيرها.
وفى هذا الفيلم قام شيخ وقس بتبادل الأدوار في الديانة، ويحمل الفيلم عنوان لفيلم قديم هو "حسن ومرقص وكوهين" الذي أخرجه فؤاد الجزايرلي عام 1954، عن مسرحية بالاسم نفسه لبديع خيري، وكان يتناول بشكل كوميدي العلاقة بين المصريين من مختلف الأديان والطوائف والجنسيات في مصر الليبرالية خلال الأربعينيات.