أبرزت صحيفتا "الرأي" و"الدستور" الأردنيتان، في افتتاحياتهما اليوم السبت، الجهود التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبدالله الثاني، لدعم القضية الفلسطينية ونصرة المسجد الأقصى المبارك ضد إجراءات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
وكتبت صحيفة "الرأي"، في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان "إسرائيل تسمع جيدا عندما يقول الملك"، إن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، استرجع، فيما قاله في مجلس السياسات الوطني، وما حملته كلماته لوالد الشهيد محمد الجواودة أمس الأمس الخميس، استرجع قيما أردنية هاشمية تصاغ دوما أفعالا.
وأضافت: "لن نتنازل أو نتراجع عن أي حق من حقوق مواطنينا".. و"ابنك هو ابني ولن نفرط بحقه"، كلمتان قالهما الملك عبدالله الثاني، وهما محملتان بكل معاني التصميم المشبوب بالغضب"، لافتة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقول فيها الملك عبدالله الثاني قولا بهذا الوزن، ويتبعها بفعل.
وتابعت الصحيفة:أن الصلف والغرور اللذين تتعامل بهما إسرائيل مع العالم، يتكسران دوما أمام إرادة الملك عبدالله الثاني، فها هو بالأمس يجبر الحكومة المتطرفة المختالة على أن تتراجع عن ممارساتها الأحادية في الأقصى وانتهاكاتها لحرمات الحرم القدسي الشريف ولالتزاماتها الدولية ومحاولة التعدي على الولاية والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتعيد فتح بوابات الأقصى ملغية جميع الإجراءات التي أقامتها لتغيير الواقع على الأرض.
وأشارت إلى أن الأردن أخضع اسرائيل لقوة الحق.. فالحملة الدولية التي قادها الأردن في أروقة اليونسكو أخيرا، أثمرت عن إصدار لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، قرارًا يؤكد عدم وجود سيادة إسرائيلية على مدينة القدس، ودانت أعمال الحفر التي تقوم بها دائرة الآثار الإسرائيلية بالمدينة المحتلة.
وأضافت الصحيفة أن الأردن، بقيادة الملك عبدالله الثاني، مارس عشرات الإجراءات، حيال الاعتداءات الإسرائيلية على غزة أو الدعم غير المحدود للسلطة الفلسطينية، أو إعادة الانتباه والاهتمام الدوليين دوما إلى أن حل الصراعات في المنطقة لن يتم ما دام حل القضية الفلسطينية مؤجلا.
ونوهت الصيفة إلى مكانة الأردن التي بناها وعززها الملك عبدالله الثاني في كل جهوده ونشاطاته ولقاءاته واتصالاته مع العالم، على مدار 17 عاما، واستثمار جميع الإمكانات لتوجيه الأنظار إلى هذه الحقيقة والضغط لإخضاع حكام تل أبيب للجلوس إلى طاولة المفاوضات مجددا، وهو ما يحاولون التملص منه مرارا بافتعال أزمات هنا وهناك لإلهاء العالم عن السير في عملية السلام القائمة على مبدأ الدولتين الذي يحفظ للفلسطينيين حقوقهم الكاملة.
وتحت عنوان "غضبة الملك"، ذكرت صحيفة "الدستور" الأردنية، في افتتاحيتها اليوم، أنه ينبغي على الكيان الصهيوني وحكومته اليمينية الحذر من مغبة التمادي والتصعيد ضدّ المسجد الأقصى "الحرم الشريف" والمدينة المقدسة والمقدسات الإسلامية والمسيحية والسكان فيها، بعد الغضبة التي أطلقها الملك عبدالله الثاني والتي تفتح الأبواب على كل الاحتمالات حيال التصرفات المتطرفة التي تقوم بها حكومة اليمين الإسرائيلي تجاه القدس خاصة ومجمل عملية السلام الفلسطينية والعربية.
وأضافت أن غضبة الملك عبدالله الثاني لنصرة القدس والمسجد الأقصى تحظى بدعم وتقدير كل مكونات الشعب الأردني السياسية والشعبية والحزبية لأنها تأتي في ظرف استشعر فيه الجميع حجم الغطرسة اليمينية الاسرائيلية والتمادي في تهويد المدينة الأغلى على الأمة العربية والهاشميين على وجه الخصوص، بوصفهم رعاة المقدسات وحماتها بموجب الشرعية الدينية ومشروعية الاتفاقيات الدولية والفلسطينية.
وأشارت إلى أن واقع الحال أن غضبة الملك عبدالله الثاني جاءت لتعبر عن وجدان كل أردني وعربي ومسلم، وبات الواجب يفرض العمل على تفعيل الحراك الدبلوماسي الأردني وتعميقه بطرح قضية استهداف المقدسات وتغيير واقع مدينة القدس على كل المحافل العربية والإسلامية والأمم المتحدة بكل هيئاتها، وضرورة ان يحظى الجهد الاردني بدعم واسناد الدول العربية والاسلامية حتى الوصول الى لجم التصعيد الاسرائيلي اليميني وحماية الاقصى والمقدسات في المدينة المقدسة التي تئن من هجمات الاحتلال وتراجع التأثير العربي بسبب دوامة الأحداث الداخلية التي فتحت الباب لحكومة اليمين لتصعيد اجراءاتها في فرض واقع صهيوني على المدينة المقدسة.
ولفتت الصحيفة إلى أن جهد العاهل الأردني في دعم القضية الفلسطينية والمدينة المقدسة ظل على الدوام محل تقدير الشعب الفلسطيني وموضع احترام وتأييد الشعب الأردني الذي ما انفك عن عهده مع قضية العرب الاولى وتوأمه الفلسطيني، وسيواصل بقيادته الهاشمية المبادرة كل الجهود والمساعي لتأمين الدعم العربي والدولي للفلسطينيين في سبيل إقامة دولتهم المنشودة وفق قرارات الشرعيّة الدولية ومرجعيات العملية السلمية.
ونوهت الصحيفة إلى أن مواقف الأردن لا تقدر بثمن وهو يبذل كل جهوده لحماية الأقصى والمقدسات فالهاشميون بقيادة الملك عبد الله الثاني وبموروث غني من الملك الراحل الملك الحسين طيب الله ثراه سجلت مواقف يومية عديدة للرعاية الهاشمية للمقدسات في القدس وساهمت بشكل كبير في صمود القدس أمام التجاوزات الاسرائيلية والانتهاكات للمسجد والمقدسات ومواجهة سياسات التهويد والاستيطان.
وأشارت إلى أن العهدة الهاشمية ووصاية الهاشميين وحمايتهم للمقدسات الإسلامية في القدس الشريف وفلسطين كاملة حيث عمل بها منذ عقود في حماية الأماكن المقدسة الأمر الذي يؤكد استراتيجية الدور الهاشمي في حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس فالمواقف الاردنية تأخذ دوما الطابع العملي بعيدا عن مجرد الكلام ولم يقصّر الأردن يوما في رعاية الأماكن المقدسة.