في ظل السياسة الشرسة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وما يفعله بالمعارضة في تركيا من حملات اعتقالات لرموز وأعضاء، ومع استمرار المجتمع الدولي في مطالبة أردوغان للتخلي عن دعمه للإرهاب ومساندته له، أصر أن يعلن في وضح النهار عن إصدار قرار بتدريس الجهاد في مناهج الأطفال.
ولا شك أن تركيا بكل ما تمتلكه من مقومات تساعدها على أخذ خطوات لا تجرؤ أي دولة أخرى القيام بها، فهي من الناحية الاقتصادية تحتل المرتبة 12 عالميا من حيث النمو الاقتصادي في العالم، ومن الناحية العسكرية يصنف الجيش التركي من أقوى 10 جيوش في العالم.
وكشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن المدارس التركية، ستتوقف عن تدريس نظرية داروين الشهيرة بخصوص "النشوء والارتقاء"، واستبدالها بمادة "الجهاد" وهذه خطوة قد تثير حفيظة المعارضة العلمانية في البلاد.
وصاحب هذه النظرية العالم الإِنجليزي تشارلز روبرت داروين، والتي عرفت باسمه، وهو عالم في التاريخ الطبيعي والجيولوجيا.
وفي نفس السياق يعتقد منتقدو الحكومة في تركيا أن الحياة العامة تجرد بشكل متزايد من التقاليد العلمانية، التي غرسها مؤسس الأمة مصطفى كمال أتاتورك.
ودأبت المعارضة العلمانية على القول بأن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتبع "أجندة إسلامية" سرية تتعارض مع القيم التأسيسية للجمهورية.
ويعتبر التصادم العلماني الإسلامي واحدا من سلسلة من الانقسامات في بلد وافق بشكل ضيق على استفتاء منح أردوغان صلاحيات واسعة، أقلقت المعارضة العلمانية من إعادة تشكيل المجتمع التركي والتشبث بالمثل العثمانية الجديدة.
- نظرية داروين خاطئة:
وفي نفس السياق يقول الدكتور إيهاب أبو عمر أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، أن كل العالم المتحضر الآن منع هذه النظرية من التدريس لاسيما بعد أثبتت فشلها وعدم صحته منطقيا.
وأشار "أبوعمر" إلي أن دولة تركيا من الدول المتقدمة وهي مهتمة بالتطوير في شتا مجالتها لا سيما بعد أن تولي الرئيس " أردوغان" السلطة، موضحًا أن هذا القرار الذي اتخذته تركيا بشأن تدريس الجهاد هوخطوة ايجابية من وجهة نظره.
وأردف قائلا: "نحن لا نعلم مضمون هذه المادة التي سيدرسها الأطفال، هل تتتوافق هذه المادة مع الفكر الجديد وتطورات العصر أم يتبع مدارس وأفكار بعينها".
- أمر خطير:
ومن جانبه يقول الخبير العسكري اللواء جمال مظلوم، إن هذا القرار الذي اتخذته الحكومة التركية خاطئ، وفسر ذلك بأن نظرية داروين من النظرية العلمية الهامة، وهو بذلك يفتح باب الفتنة داخل المجتمع التركي بهذه القرارت التي تثير الرأي العام.
وأضاف " مظلوم" بأن تدريس الجهاد للأطفال أمر خطير فهو بذلك يحرضهم علي حمل السلاح تجاه كل من يختلف معهم في الرأي، موضحا أن هذا الأمر سيكون له تاثير علي المدي البعيد تجاه الدول المجاورة.