مفاجأة.. إيران استعانت بضابط في المخابرات الأمريكية لوضع مخطط "تدويل الحج".. طهران استغلت أزمة قطر لتنفيذ مخططها لتقسيم الدول العربية

كتب : سها صلاح

أغلقت وزارة الأوقاف القطرية التسجيل للحج هذا العام، في ظل أزمتها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ومن بينها السعودية، مما يؤكد منع المواطنين والمقيمين في قطر من التقديم إلكترونيا لآداء الفريضة.

وقالت السعودية إن القطريين يمكنهم الاستمرار في آداء العمرة في أي وقت، وعبر أي خطوط، باستثناء الخطوط القطرية، بما في ذلك التي تنطلق من الدوحة مرورا بمحطات توقف.

أما بالنسبة لأداء الحج فيمكن للقطريين وللمقيمين هناك ممن لديهم تصاريح حج القدوم جوًا عن طريق شركات الطيران الأخرى التي يتم اختيارها من قبل حكومة قطر، وتوافق عليها هيئة الطيران المدني السعودية.

إذن فكل ما تغير عن كل عام أن القطريين لن يستطيعوا القدوم برًا للحج بسبب إغلاق الحدود البرية، كما لن يتمكنوا من الطيران على الخطوط القطرية، ولم تقلل السلطات السعودية أعدادهم ولم تمنعهم.

لكن قطر تسعى لتسييس فريضة الحج، وهي المناورة التي كثيرا ما لجأت إليها حليفتها إيران.

وقبل موسم الحج من كل عام، تستبق إيران أداء الركن الخامس للإسلام بافتعال مشكلة من العدم مع السعودية،تحت عناوين مختلفة، وهذا العام تستغل أزمة المقاطعة القطرية ثم تنقل المشكلة إلى واقع الترجمة العملية بأحداث شغب أو عنف تؤدي لوفاة حجاج خلال أيام الحج، وكل هذا هدفه الأول والأخير السعي لتدويل رعاية الحرمين وإفقاد المملكة مكانتها الدينية منه.

‏وقالت صحيفة الديلي ميل البريطانية أن الغريب أن رفض قطر لأداء حجاجها المناسك جاء رغم موافقة السعودية على كل طلباتهم بما فيها إصدار التأشيرات بشكل إلكتروني من داخل قطر بموجب آلية متفق عليها ونقل الحجاج بالخطوط الخطوط السعودية.

‏وأضافت الصحيفة تبدو كل طلبات قطر سياسية لأهداف سياسية أيضا، ولتحقيق أهداف إيرانية ولا توجد دولة تثير مشاكل قبل وأثناء الحج غيرهم،وحتى الحوادث التي تقع أحيانا أثناء مواسم الحج وتكون وراءها أسباب إدارية أو تقصير معين،وهي أمور متوقعة في تنظيم حدث عالمي كهذا،نرى أخطاء مماثلة لها في أكبر الدول خلال مسابقات رياضية أو فعاليات سياسية،ورغم هذا المملكة تعمل على تحسين ظروف الحج وتوفير كل ما يحتاجه ضيوف الرحمن وتواكب كل المتغيرات على كافة المستويات.

‏وأكدت الصحيفة ليست المشكلة في الاعتراض أو الاحتجاج على أمور وأخطاء من شأن معالجتها خدمة الحجاج من كل الدول،ولكن في استخدام إيران لهذه الفريضة سياسيا كما استخدمت الإسلام والمذهب الشيعي لمشروعها الكبير بتصدير الثورة..

‏وقالت الصحيفة أن إيران استمرت على تسييس شعائر الحج منذ تولى الخميني السلطة عام 1979 وبدأت أولى هذه المحاولات في العام التالي بتظاهر حجاج إيرانيين أمام المسجد النبوي وهم يرفعون صور الخميني،ثم حاولوا بعدها بعامين دخول المسجد الحرام وهم يحملون أسلحة نارية صغيرة.

‏في عام 86 تم ضبط إيرانيين قدموا لأداء الحج ومعهم مواد شديدة الانفجار وآخرين يحملون منشورات دعائية،وفي العام التالي قام حجاج إيرانيون بسد الطرقات وإحراق السيارات ومنع الحجيج من تأدية مناسكهم رافعين شعارات الثورة الإسلامية.

‏تطور الأمر إلى درجة أخطر بعد الكشف عن تورط أحد الدبلوماسيين الإيرانيين بوقوع انفجارين قرب المسجد الحرام عام 87،وفي عام 90 تسبب حجاج إيرانيون بتدافع كبير بين الحجاج ما أدى إلى وفاة أكثر من 1400 حاجًا وفي العام الماضي ‏خالف نحو 300 حاج إيراني التعليمات ما تسبب في وقوع تدافع نجم عنه وفاة 717 حاجا،وفي العام الحالي تصر إيران على إقامة تجمعات لحجيجها التي تسبب في إعاقة حركة الحجيج.

‏السؤال الأهم هو:ماذا يريد الإيرانيون من تصعيد مطلب تدويل الإشراف على الحرمين كل عام؟الجواب ببساطة يعود إلى خطة أو استراتيجية قديمة لهم تهدف لإفقاد السعودية مكانتها الدينية التي تتيح لها القدرة على التأثير على أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم، أي أنها قادرة على التأثير على 23% من سكان العالم، وهذا يخيف إيران.

‏وفي عام 79 خلال احتفال رسمي بالثورة الخمينية، ألقى د.محمد مهدي صادقي،كلمة قال فيها"وبعدما قمنا وثبتنا على أقدامنا، ينتقل المجاهدون المسلمون إلى القدس وإلى مكة المكرمة وإلى أفغانستان"، مبينا حيثيات استهداف مكة "أصرح يا إخوان المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، أن مكة المكرمة حرم الله الآمن يحتلها شرذمة أشد من اليهود.

‏الأخطر من هذا كله، أن الرغبة الإيرانية بتدويل الحرمين لا تهدف فقط لإفقاد السعودية التأثير السياسي في العالم الإسلامي الذي تحاول منافستها فيه والذي اكتسبته من وجود الحرمين على أراضيها،وإنما هي تتوافق مع مخطط دولي لتقسيمها مثل بقية الدول العربية.

‏وكشفت الصحيفة أن أحد هذه المخططات وضعها رالف بيترز الضابط المتقاعد في الاستخبارات العسكرية الأمريكية والذي أعد مخططا لإعادة تقسيم الشرق الأوسط تحت عنوان"حدود الدم: ما هو شكل شرق أوسط أفضل؟"،ونشره بمجلة القوات المسلحة الأمريكية في يونيو 2006.

‏يصف رالف السعودية بأنها دولة غير طبيعية، ويقترح أن يقتطع منها كل من مكة والمدينة المنورة، حتى تنشأ فيها "دولة إسلامية مقدسة" على رأسها مجلس يترأسه بالتناوب أحد ممثلي الحركات والمدارس الإسلامية الرئيسية، أي أن يكون المجلس نوعا من "فاتيكان إسلامي أعلى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً