يصادف اليوم الإثنين، 31 يوليو، ذكرى ميلاد الفنان الراحل سعيد صالح، الذي يعتبر من رواد الكوميديا المصرية سواء مسرح أو سينما.
ولد سعيد صالح في 31 يوليو 1938 بمحافظة المنوفية، وحصل على ليسانس الآداب عام 1960، واكتشفه حسن يوسف، ليعمل في مسرح التلفزيون، وقدم العديد من العروض المسرحية، وعُرف عنه خروجه عن النص في الكثير من المسرحيات.
بدأ مشواره الفني وهو في ريعان شبابه بعد تدريبه في مسرح التلفزيون وكان أول عمل يشارك فيه مسرحية "هالو شالبي" مع الكوميديان الراحل "عبد المنعم مدبولي" الذي أضاف لخبرته من خلال مشاركته في عمل مع مدرسة الكوميديا "مدبوليزم"، والتي بالطبع اكتسب منها العديد من الخبرات التي أهلته ليصبح فتي المسرح.
بعد ذلك قدم مسرحية
"مدرسة المشاغبين" عام 1973 التي عرضت لأول مرة على خشبة المسرح بعدحرب 73 بيوم واحد كنوع من
الترفيه عن الشعب وخروجه من حالة الحرب التي كان يعاني منها، وقد شاركه البطولة
الزعيم "عادل إمام" والتي نالت إعجاب الجماهير وحصلت على نجاح منقطع
النظير، وقد جسد فيها شخصية "مرسي الزناتي" المعروف بقوته وفرض شخصيته
على زملاؤه، والذي ينجح في تجسيدها بشكل كوميدي رائع. وظلت تعرض على خشبة المسرح
لمدة 6 سنوات، وحتي الآن يستمتع بمشاهدتها جميع افراد الاسرة رغم مرور السنين
عليها.
بعدها أزدادت شهرته بتقديم مسرحية "العيال كبرت" عام
1979 والذي جسد فيها دور سلطان السكري الأخ الأكبر لأسرة رمضان السكري والذي لا
يهتم بأي شيء سوي معرفة البنات وإهدار الوقت، ونجح في تجسيدها بشكل كوميدي نال
نجاح منقطع النظير.
توجه إلى السينما وتألق بها، وكان له مقوله شهيرة حيث كان
دائمًا ما يصرح قائلًا: "السينما المصرية أنتجت 1500 فيلم أنا نصيبي منهم
الثلث"، وقدم أغلب أعماله مع النجم "عادل إمام" الذي كان رفيق دربه
طوال مشواره الفني.
وتعرض "صالح" للحبس ثلاث مرات الأمر الذي تسبب في
إبعاده فترة عن الوسط الفني وكانت المرة الأولي عام 1983 بسبب خروجه عن النص في
مسرحية "لعبة اسمها الفلوس"، وتسببت جملته الشهيرة: "أمي إتجوزت 3
مرات.. الأول وكلنا المش، والتانى علمنا الغش، والتالت لا بيهش ولا بينش" في
انقلاب السلطات عليه حيث اعتبرتها سخرية من الرؤساء المصريين الذين حكموا البلاد
في تلك الحقبة فالأول الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" والثاني الرئيس
الراحل "أنور السادات" والرئيس الاسبق " محمد حسني مبارك"،
الأمر الذي تسبب في إلقاء القبض عليه وحبسه 6 أشهر.
بعدها تم حبسه عام 1991 بتهمة تعاطيه للحشيش وبالرغم من الإفراج
عنه لعدم كفاية الأدلة، ظلت تلك الواقعة تحاصره في حياته، وصرح خلال تلك الواقعة
قائلًا: "حبسي جاء بسبب طولة لساني"، حيث عُرف معارضته للنظام الحاكم،
مضيفًا أن: "لو الحبس على تعاطي الحشيش كان نص فنانين مصر اتحبسوا"، أما
عام 1996 سُجن صالح مرة أخرى لمدة عام بنفس تهمة تعاطيه الحشيش.
ومن أشهر أعماله الدرامية "أحلام الفتى الطائر، المصراوية،
أنا القدس، 9 جامعة الدول، فرح العمدة"، أما في السينما من أشهر أعماله:
"سلام يا صاحبي، أمير الظلام، شهد الملكة، حسن بيه الغلبان، بالألوان
الطبيعية، مهمة صعبة، جواز بقرار جمهوري، بليه ودماغه العالية، الهلفوت، الخادمة،
المشبوه، الشيطان يعظ، وآخرها مشاركته كضيف شرف في فيلم زهايمر".
وحصل "صالح" على العديد من الجوائز حيث تم تكريمه في
الدورة الثانية لمهرجان "المسرح الضاحك، ومهرجان المركز الكاثوليكي للسينما
عام 2007، بالإضافة إلى مهرجان الرواد المسرحي بدورته الثانية عام 2009".
وفي عام 2014 تعرض لأزمة قلبية حادة نُقل على أثرها لمستشفي
المعادي العسكري والتي ظل فيها حتي وافته المنية في الأول من أغسطس وتم دفنه بمسقط
رأسه بقرية مجيريا بالمنوفية.