كان الحظر الذي فرضته السعودية وأربع دول قد قطع مواد البناء عن قطر التي كانت بصدد بناء 8 ملاعب على الأقل، ومد عشرات الأميال من السكك الحديدية، وإقامة مدينة جديدة، قبل الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة في العالم. ولكن مع اقتراب دخول المقاطعة الدبلوماسية والتجارية الشهر الثالث، تقول الدولة الغنية بالغاز إنها ستضخ المزيد من الأموال، وتضع المزيد من الأموال لتوفير بدائل للموردين في دول الجوار المقاطعة.
كشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية عن خطة قطر لتوفير تلك البدائل، وقالت إن الصلب الماليزي سيحل محل السعودي. وستقدم عمان مواد مصدرها أصلا من الإمارات، كما أن الصين ستدخل لتوفر العشرات من المنتجات، وسيقوم بعض الموردين من دول المقاطعة بإعادة توجيه شحناتهم إلى قطر عبر الموانئ العمانية.
وقال الأمين العام للجنة العليا للمشروعات في كأس قطر لكرة القدم، حسن الذوادي، في حديث من الدوحة "بالنسبة لكل تحد نواجهه، هناك حلول"،"نحن نعمل مع مقاولينا للتأكد من أننا نقدم في الواقع حلول سلسلة للتوريد على المدى الطويل والبدائل".
ووفقاً الوكالة الأمريكية فإنه سيتم دفع النفقات الزائدة من احتياطيات الغاز الطبيعي الضخمة التي تسمح لسكان قطر البالغ عددهم 2.6 مليون نسمة بالتمتع بأعلى دخل للفرد في العالم.
هذه هي ثروة الطاقة، بالإضافة إلى أكثر من 335 مليار دولار من الأصول في جميع أنحاء العالم، وهذا أيضاً يسمح لها أن تقف راسخة في مواجهة التحالف بقيادة السعودية. وكانت الكتلة قد أكدت يوم الأحد على قائمة تضم 13 مطلباً تريد من قطر أن تنفذها قبل المحادثات لحل الخلاف.
وتقول "بلومبرج" إنه حتى قبل المقاطعة التي دفعت قطر إلى زيادة نفقاتها، فإن قطر خصصت 200 مليار دولار لبناء ملعب جديد، و35 مليار دولار للمترو ونظام السكك الحديدية، ومدينة جديدة تتسع لـ200 ألف شخص. كما تعين عليها مضاعفة حجم مطارها للتعامل مع ما يصل إلى 53 مليون راكب سنوياً.
وقال عادل عبد الغفار، زميل زائر في مركز "بروكنجز الدوحة": "إن كأس العالم هو مشروع حياة أو موت بالنسبة لدولة قطر"، وأضاف "أنها مسألة هيبة وفخر وطني وأنها ستستثمر بالكامل في ذلك، ولذلك لا أرى أنه من الممكن وقف العمل في المشروع".
وقامت الرافعات الأسبوع الماضي بتثبيت الألواح الخرسانية في مكانها، وخرق وسمعت أصوات الحفر في ملعب الكرة الذي يبلغ عدد مقاعده 40 ألف مقعد، حيث يعمل نحو 1800 عامل على مدار الساعة لمحاولة الانتهاء منه بحلول نهاية العام المقبل.
وتقول الوكالة الأمريكية إن هبوط كأس العالم على شبه الجزيرة الصحراوية الصغيرة التي تقع قبالة الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية يعد بمثابة انقلاب في البلد الذي يسعى إلى التواجد على الساحة الرياضية الدولية.
وتضيف الوكالة أن سمعة المشروع قد تأثرت بسبب التقارير التي تفيد بأن العمال المهاجرين قد تعرضوا للاعتداء، فضلا عن الشكوك بأن قطر فازت بحق استضافة البطولة من خلال الرشوة. لكن الضربة الكبرى جاءت في 5 حزيران/ يونيو عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر اتصالات جوية وبحرية لمعاقبة قطر على علاقاتها مع إيران ومجموعات تعتبرها إرهابية وهي التهمة التي تنكرها قطر.
وقال أليسون وود، أحد المحللين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى "كونترول": "إن النقص الأولي في مواد البناء المحددة قد تراجع في الغالب، لكن مخاوف المقاولين بشأن عدم الدفع والدفع المتأخر موجودة.
وأضاف أن "السلع من مصادر التوريد الجديدة غالبا ما تكون أكثر تكلفة، والكثير من المقاولين يعملون بالفعل بهوامش ربح منخفضة جدا"، "ليس هناك شك في أن المقاطعة ستضع قسطا إضافيا على ما كان عليه بالفعل كأس العالم المكلف للغاية".
وقال الذوادي إن الملاعب الأخرى قيد الإنشاء، ومن المقرر أن تكتمل بحلول عام 2020، للسماح بإجراء 18 شهرا من الاختبارات قبل أن يصل عدد المشجعين إلى أكثر من مليون مشجع.
ويقول المقاولون أنهم اضطروا إلى التحرك بسرعة للعثور على أسواق جديدة للمواد المماثلة، وهذا أمر متأخر. وقال الذوادي إنه لن يؤثر على الجدول الزمني العام وأن تجاوز التكاليف.