بينما يسارع ترامب بإستخدام سلاحه المفضل تويتر لمهاجمة زعماء دول مثل الصين وألمانيا، يلتزم الرئيس الأمريكي الصمت حيال نظيره الروسي فلادمير بوتين رغم قرار الأخير بطرد دبلوماسيين أمريكيين.
وأعلن الرئيس الروسي فلادمير بوتين هذا الأسبوع طرد 755 من البعثة الأمريكية الدبلوماسية في روسيا كرد فعل على حزمة عقوبات أمريكية جديدة مررها مجلس الشيوخ الأمريكي ضد دولته لتدخلها في انتخابات 2016.
ووفقا لأندرو روث محلل واشنطن بوست، فإن هذا يمثل الاختزال الدبلوماسي الأكبر في تاريخ السفارة الأمريكية بروسيا، ولا يضاهيه إلا ما حدث في أعقاب الثورة الشيوعية عام 1917.
لكن الصمت كان رد فعل ترامب على القرار الروسي، فلم يغرد على تويتر متحدثًا عن ذلك منذ إندلاع الأحداث.
وتابعت الصحيفة كان من المتوقع أن يرد ترامب على الإجراءات الانتقامية التي اتخذتها روسيا، لكنه لم يفعل.
صمت ترامب تجاه قرار بوتين يمثل تناقضا لردود فعل الرئيس الأمريكي على زعماء آخرين، حيث ضربت واشنطن بوست أمثلة على ذلك وفقا لما يلي:
-انتقد ترامب الأفعال الصينية تجاه أزمة كوريا الشمالية، واصفا إياها بغير الكافية، وغرد ترامب بشكل متكرر عنها.
وكتب ترامب مؤخرا: “إنهم لم يفعلوا شيئا ضد كوريا الشمالية من أجلنا، فقط يتحدثون، ولن نسمح باستمرار ذلك، تستطيع الصين بسهولة حل هذه المشكلة".
وفي وقت سابق من شهر يوليو، قال ترامب إنه سيعيد التفكير في الشراكة التجارية بين الصين والولايات المتحدة انتقاما لفشل بكين في المساعدة بأزمة كوريا الشمالية.
- في يونيو الماضي، هاجم ترامب عمدة لندن صادق خان، منتقدا رد فعله تجاه أحد الهجمات الإرهابية بالعاصمة البريطانية.
وغرد ترا مب “لقد قُتل 7 على الأقل وأصيب 48 في هجوم إرهابي، ويأتي عمدة لندن ويقول إنه لا يوجد سبب يدعو إلى الانزعاج".
- تذمر ترامب مرارا ومتكرارا مما سماه عدم التوازن في مصادر تمويل حلف شمال الأطلسي "ناتو" والاتفاقيات التجارية مع أوروبا.
وقال الرئيس الأمريكي: “لدينا عجز تجاري هائل مع ألمانيا، بجانب أنهم يدفعون أقل كثيرا مما ينبغي في موازنة الناتو والعمليات العسكرية، إنه أمر في غاية السوء بالنسبة لنا، يجب أن يتغير ذلك".
وفي يناير الماضي تحدث قائلا: “كم عدد سيارات الشيفروليه التي ترونها في ألمانيا".
- اتهم ترامب بشكل متكرر قطر بتمويل الإرهاب مدعما الحصار الذي فرضته دول شرق أوسطية عليها، مما يعقد جهود حل التوتر بالمنطقة، ويتناقض مع محاولات وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون تهدئة الأزمة.
وكتب ترامب: “لسوء الحظ مولت دولة قطر الإرهاب على مستوى مرتفع جدا".
وصدق مجلس الشيوخ الأمريكي بالأغلبية، على تعديل ينص على فرض عقوبات أكثر صرامة ضد روسيا.
ونقلت وكالة إنترفاكس في وقت سابق عن رئيس اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ الأمريكي، مايك كريبو قوله خلال كلمة ألقاها أمام مجلس الشيوخ قوله: "باختصار، التعديل... ينفذ أربع مهام: (أولا) أنه يقوي ويوسع العقوبات الحالية ضد روسيا، و(ثانيا) يخلق عقوبات جديدة ضد روسيا، و(ثالثا) ينقل الكونغرس إلى مستوى أعلى من ذي قبل بتشكيل آلية والتي يكون بفضلها غير ممكن رفع العقوبات ضد روسيا إلا إذا تم التصويت عليها في الكونغرس، بالإضافة إلى ذلك، و (رابعا) يزيد من إمكانية وزارة المالية لتسجيل التمويل غير القانوني، بما في ذلك التدفقات المالية غير المشروعة من روسيا".
ووفقا لتقرير إنترفاكس، تفترض العقوبات المقترحة ضد روسيا تخفيض المدة القصوى لتمويل سوق البنوك الروسية التي تخضع للعقوبات، إلى 14 يوما كحد أقصى بدلا من 90 يوما في الوقت الراهن، وشركات النفط والغاز الخاضعة للعقوبات إلى 30 يوما.
وعلاوة على ذلك، ينبغي ن يقدم وزير الخزانة الأمريكي إلى الكونغرس تقريرا يصف الآثار المحتملة لتوسيع العقوبات على الدين السيادي الروسي.
وبلغت العلاقات بين روسيا والغرب تتدهور بشدة بعد قرار موسكو بضم جزيرة القرم إليها وتدخلها في أوكرانيا.
وقرر بعدها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فرض عقوبات بدأت ببعض بعض الأفراد والمؤسسات، وتزايدت في أواخر يوليو 2014 إلى قطاعات كاملة في الاقتصاد الروسي، بحسب إنترفاكس.
وفي أغسطس 2014، أوقفت روسيا استيراد المواد الغذائية من الدول التي فرضت عليها العقوبات.
وبحسب واشنطن بوست، ترك ترامب مهمة الرد على طرد روسيا لهذا العدد الهائل من الدبلوماسيين الأمريكيين لنائبه مايك بنس الذي يقوم بجولة في دول شرق أوروبا التي تشعر بقلق أيضا من التدخل الروسي.
وقال بنس: الرئيس تحدث بوضوح على أن الأنشطة الروسية المثيرة لعدم الاستقرار ودعمها لأنظمة مارقة، وأنشطتها في أوكرانيا ليست مقبولة، ونتوقع أن تغير روسيا سلوكياتها".
وأردفت واشنطن بوست: “يحسب لترامب توصيله بالفعل رسالة عن ممارسات روسيا في أوكرانيا ومناطق أخرى، حيث قال في وقت سابق من شهر يوليو إن على روسيا التوقف عن الممارسات المثيرة لعدم الاستقرار في أوكرانيا ومناطق أخرى، وإنهاء دعمها لحكومات معادية كالنظامين السوري والإيراني".
بنس أيضا أشار إلى أن ترامب قال إنه سيوقع على مشروع قانون العقوبات الجديدة التي مررها الكونجرس.
لكن ترامب لا يملك في الواقع أي خيارات إذ أن الكونجرس يتستطيع بسهولة استخدام الفيتو ضد أي فيتو يستخدمه الرئيس الأمريكي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
