منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقاليد الحكم في مصر، ودائمًا ما يعلن تحديه للواقع الاقتصادي المرير، الذي فرضه من سبقوه على مصر، ومن خلفهم المصريين، ويصاحب إعلانه كلمات تؤكد حاجته لرجال يقفون خلفه ويدعمونه بالعمل الشاق، والجهد المضني، للوصول بمصر والمصريين إلى بر الأمان، وتحقيق الاستقرار المنشود والتقدم المأمول.
خلال رحلة رئاسة السيسي لمصر، تعاقب عليه الكثير من الوزراء المعاونين الذين يتولون شؤون ملفات حساسة، أبرزهم رجال المجموعة الوزارية الاقتصادية، "أهل مصر" ترصد أبرز إنجازات هؤلاء الذين استعان بهم الرئيس ووضع فيهم ثقته، وكانوا على قدر كبير من المسؤولية، وحققوا خلال عملهم إنجازات تجبر المصريين على احترامهم.
شريف إسماعيل.. مهندس إصلاح الاقتصاد المصري
ان شئت فاطلق عليه "دينامو الاصلاح"، والذي كلفه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتشكيل الوزارة في 12 سبتمبر 2015، ومنذ هذا التاريخ، وبعد أن ترك مهامه كوزير للبترول استمر فيها ثلاث فترات وزارية (حازم الببلاوي، ومحلب "الأولى"، و"الثانية") يواجه الرجل انتقادات لاذعة، لكنه يصر على مواصلة خطته الحكومية الاصلاحية، والتي كان من المنتظر أن تتخذ في شأنها خطوات رسمية منذ عقود مضت، لكنه آثر أن يعمل في صمت، متحملًا وابلًا من الهجوم الشديد، بسبب ما سببته تلك الإجراءات من تضييق سبل المعيشة على المصريين.
على هامش الإصلاحات، سعى الرجل إلى تثبيت أركان منصبه، بإنجازات على أرض الواقع، أبرزها: تطويره منظومة التعليم، والصحة، والتوسع في الرقعة الزراعية، تنفيذًا لبرنامج السيسي الرئاسي "مليون فدان"، فضلًا عن تنمية الثروة السمكية، وتعزيز مكانة المنتجات الزراعية المصرية والوصول بها إلى حد الكفاف الذي يغطي استهلاك المصريين، إضافة إلى ذلك فإن اسماعيل، عمل على ادخال مصر في حقبة الدول المنتجة للبترول، وتمكن خلال وقت قصير من الوصول إلى اتفاقات مع شركات عالمية لانتاج الغاز الطبيعي، لتصبح مصر أولى الدول التي تستخرج الغاز وتصدره للخارج، إلى جانب ذلك، فقد نجح رئيس مجلس الوزراء، في تنفيذ مراحل المليون وحدة سكنية بشكل منتظم، فضلًا عن انجازاته في الملف الصحي، حيث استطاع خلال عام واحد، متابعة ما وعد به الرئيس المصريين، بالقضاء على فيروس C.
طارق عامر.. عبقري السياسة النقدية
تمكن طارق عامر محافظ البنك المركزي، خلال فترة وجيزة، منذ توليه مهام المقرر الأعلى للسياسة النقدية، من ازالة كافة التهديدات التي ظلت لفترة طويلة مؤرقة لسوق العملات الأجنبية، والتي ينعكس جنون ارتفاع أسعارها، على احتياجات المصريين الاستهلاكية، ومن ثم تسبب غلاءً فاحشًا في أسعار كافة المنتجات بالأسواق، وبفضل جهود عامر، تم القضاء تمامًا على معضلة "السوق السوداء" للعملات الأجنبية، وأصبح تعامل العملاء موجهًا للسوق الرسمية "البنوك"، فضلًا عن تمكنه من تحقيق قفزة مهولة في احتياطي مصر من النقد الأجنبي، خلال فترة وجيزة، وتحقيقه معدلات ما قبل ثورة يناير، وملء المحفظة بما يزيد على 36 مليار دولار.
مصطفى مدبولي.. حلال العقد
رجل تواجه وزارته تحديات جمة منذ عام 2014، والتي تمثلت أهمها في ملف التنمية العمرانية، حيث مثلت الفجوة السكانية المتراكمة خاصة لمحدودي الدخل، على مدار العقود الماضية، كارثة أمام كفاية مليون وحدة سكنية للكم الهائل الذي يغطي هذا العجز الحاصل نتيجة الزيادة السكانية، إضافة إلى معضلة تأهيل المناطق غير الآمنة، وكذا تفاقم مشكلة انقطاع مياه الشرب وتغطية خدمة الصرف الصحي بالقرى، وكذا مشكلة الزحف العمراني وتآكل الأراضي الزراعية، وتدهور شبكة الطرق القومية"، وقد أكد مدبولي مؤخرًا أنه تم تنفيذ 230 ألف وحدة سكنية، بتكلفة 31 مليار جنيه، ويجري تنفيذ 270 ألف وحدة أخرى، بتكلفة 42 مليار جنيه، ويوفر المشروع 2 مليون فرصة عمل (500 ألف مباشرة – 1.5 مليون غير مباشرة)، مؤكدا أن قطاع التشييد والبناء وفر نحو 3 ملايين فرصة عمل فى السنوات الثلاث الماضية، وفيما يتعلق بمشروعات تطوير المناطق غير الآمنة، أوضح مدبولي أنه تم تنفيذ 20 ألف وحدة بتكلفة 3 مليارات جنيه، لخدمة 100 ألف مواطن، كما يجرى تنفيذ 74 ألف وحدة أخرى بتكلفة 14.5 مليار جنيه، لخدمة 370 ألف مواطن، مشيرًا إلى أنه يجري بدء إتاحة 93 ألف وحدة، بتكلفة 18 مليار جنيه، لخدمة 500 ألف مواطن، وذلك طبقًا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية باستكمال تنفيذ جميع المناطق غير الآمنة بعدد 180 ألف وحدة، وبشأن مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى، أشار مدبولي إلى أنه تم الانتهاء من 698 مشروعًا لمياه الشرب والصرف الصحي من يوليو 2014 حتى الآن، بتكلفة 45.7 مليار جنيه (197 مشروعًا لمياه الشرب، بتكلفة 29 مليار جنيه – 80 مشروعًا لصرف صحي المدن، بتكلفة 8 مليارات جنيه – 414 مشروعًا لصرف صحي القرى، بتكلفة 8.7 مليار جنيه).
طارق قابيل.. رجل المهام الصعبة:
تراه دائمًا يعمل في صمت تام، دون ضجيج حول إنجازاته، لكن ما حدث مؤخرًا من طفرات في ملفات التجارة والصناعة، يعزز من مكانته وعبقريته في إدارة أهم دعامتين في الاقتصاد المصري، ولن يغفل المصريين تمكنه من ضبطه للأسواق خلال فترة ارتفاع الأسعار، ليصل بهم لاستقرار في أسعار أغلب السلع الاستهلاكية، إلى جانب ذلك فإن الرجل تمكن خلال فترة وجيزة طبقًا لمؤشرات رسمية صدرت عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، من رفع نسبة الصادرات، إلى 2.05 مليار دولار، مقابل 1.89 مليار دولار في 2016، لترتفع بذلك نسبة تغطية الصادرات المصرية بالنسبة للواردات إلى 50%، الأمر الذي يؤكد ارتفاع الصادرات المصرية وانخفاض وارداتها، وهذه أهم إنجازات الرجل، فضلًا عن ذلك فإن الرجل قد صرح مؤخرًا إنه تمكن، طبقا لتوجيهات الرئيس، من افتتاح أكثر من 1573 مشروعا باستثمارات 48 مليار جنيه في عام 2016، مرشحة لأضعاف الرقم خلال العام الجاري 2017، بحجم إنتاج صناعي في حدود 84 مليار جنيه، وفروا 104 آلاف فرصة عمل، وتم الموافقة على أكتر من 1400 موافقة لتوسع صناعي، وأكثر من 3600 موافقة لمشروع جديد باستثمارات 1520 مليار جنيه، وفروا 260 ألف فرصة عمل، إضافة لذلك فقد استطاع الرجل تدشين مجمعات صناعية، وهو الحلم الذي طالما سعت مصر لتحقيقه.