مكان أعيدت فيه النبضات إلى قلوب من حاولت الحياة مغادرتهم، حوله تنظيم "داعش" إلى عقر لأفكاره "الجهنمية" المتمثلة بالصواريخ والأسلحة الحارقة والممزقة للبشر، قبل أن يخسر وجوده وخلافته في موطن الثيران المجنحة شمالي العراق.
لما سقطت خلافة "داعش" الإرهابي، بتقدم القوات العراقية وتغلبها عليه في الساحل الأيمن للموصل، مركز نينوى، شمالي العراق، ظهرت كل خطط الإجرام والفظاعات التي كان يعمل عليها الدواعش، ومنها تحويلهم مستشفى شهير إلى معمل خطير.
وكالة سبوتنيك الروسية وثقت بالصور، من داخل مستشفى "ابن سينا" في أيمن الموصل، التي حولها تنظيم "داعش" الإرهابي إلى معمل لتصنيع صواريخ محلية يطلق عليها "قذائف جهنم"، وحسب شهادة أدلى بها شاهد عيان يدعى "بدر أحمد" من المنطقة، أن التنظيم دمر مبنى المستشفى بالكامل.
ويقول أحمد، عندما تحررت المدينة، عدنا إلى المستشفى لإنقاذ ما تبقى منها، ولعلنا نجد أجهزة طبية تنفع المستشفيات البديلة، وجدنا أن المبنى قد تحول إلى مصنع لتصنيع القذائف والصواريخ منها السامة، والمعروفة بـ"جهنم" التي وجدنا عدد منها متروك بين الردهات وأسرة المرضى.
والأشياء التي عثر عليها في المستشفى، بالإضافة إلى الدمار الشامل الذي حل بها وحولها إلى وجه مخيف وكأنها شبح متآكل، هي: صواريخ وحشوات لها، وعتاد، واطلاقات نار، ورصاص، ومخازن أسلحة رشاشة، وصواعق خاصة بتصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات، وقناع مضاد للغازات الكيميائية وهي التي يستخدمها التنظيم الإرهابي، في تصنيع "قذائف جهنم.
وأيضا ً، خصص تنظيم "داعش" ردهة في المستشفى، بجعلها ورشة لتصليح أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يسميها محليا بالـ"قابضة"، وهي كانت الوسيلة الوحيدة لتواصل الدواعش فيما بينهم، ومثلما رجح الشاهد لنا، أن التنظيم الإرهابي حصل على أجهزة الاتصال هذه، من مراكز الشرطة والجيش التي وقعت تحت سيطرته في المدينة.
وبين الركام، كان هناك، جواز سفر فارغ، معد للتزوير، وهو ما يؤكد أن عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، كانوا يهربون من الموصل، إلى سوريا ثم تركيا بجوازات مزورة.
وذكر أحمد، أن المستشفى سابقا قبل أن يقع تحت سطوة "داعش" الإرهابي، في منتصف عام 2014، كان يستقبل كل الحالات المرضية منها مرضى القلب والولادات وإجراء العمليات، وهو من المستشفيات الهامة في المدينة.
وكشف، وجدنا في مخزن المستشفى أجهزة قيمة منها خاصة بالقلب الصناعي، والسونار، لحسن الحظ لم يلحظ "داعش" وجودها وإلا كان قد سرقها هي الأخرى مثلما فعل ذلك في كل الأبنية والدوائر التي استولى عليها.
ومازال المستشفى العام والذي يتكون من مستشفيات عدة منها الجمهوري والذري والبتول، وابن سينا، غير مؤمن بالكامل من مخلفات تنظيم "داعش" الإرهابي، في الساحل الأيمن من الموصل.
وطالما أعادت هذه المستشفيات الحياة للكثير من المدنيين عند تدهور قلوبهم ومحاولتها التوقف، وغيرهم من أنقذ من أمراض مستعصية، وأخريات ولدن أطفالهن فيها بشكل يومي لم ينقطع وينتكس حتى حل التنظيم الإرهابي ونشر الرعب والذبح في كل الموصل التي حتى الحجر فيها لم يسلم من الدواعش الذي دمروا الثيران المجنحة الآشورية التي يقدر عمر الواحد منها بنحو سبعة آلاف عام، وغيرها المئات من المواقع الأثرية والمراقد.
وتواصل القوات العراقية مع فرق الجهد الهندسي العسكري، رفع مخلفات "داعش" الإرهابي، من عبوات ناسفة ومفخخات، وأسلحة وبقايا صواريخ ومواد خطيرة متنوعة، من الساحل الأيمن للموصل التي أعلن تحريرها بالكامل في العاشر من يوليوتموز الماضي، بعد معركة انطلقت منذ 17 أكتوبر2016.